إن مكافحة مخاطر التسمم ,و لاسيما تلك التي تنجم عن الوسط المهني مسألة تبقى مرهونة بدرجة الوعي بالسلوكات السليمة والصحية التي من شأنها أن تحمي الطبقة العاملة من الأخطار، وهو الهدف الذي تأسس لأجله المعهد الوطني للوقاية من الأخطار المهنية· تأسس المعهد المذكور سالفا بناء على مرسوم وزاري صدر سنة 2000، ولقد تم تدشينه من طرف وزير العمل والضمان الإجتماعي في أكتوبر 2004· وحسب السيد أكلي مكلف بالإعلام بالمعهد الوطني للوقاية من الأخطار المهنية، فإن هذا الأخير جاء استجابة لمسعى ترقية وتحسين شروط الوقاية الصحية وتوفير الأمن في الوسط المهني·ومن باب إرساء ثقافة الوقاية يعمل المعهد على تقديم نصائح تقنية وخدمات للمؤسسات والهيئات العمومية والخاصة· فضلا عن التكوين· الإعلام، التوثيق وإجراء الدراسات في ميدان الوقاية من الأخطار، إذ يبقى الهدف الرئيسي ممثلا في التوعية والتحسيس· وعن مدى وجود ثقافة الوقاية من الأخطار المهنية في المجتمع الجزائري تجيب السيدة بوركايب رئيسة دائرة التكوين وتحسين المستوى بالمعهد الوطني للوقاية من الأخطار، أن العامل الجزائري سواء في قطاع البناء أو غيرها من القطاعات غير واع غالبا بالمخاطر التي تتربص به ولا يلتزم باحترام شروط الحماية· ما يعني أن المشكل لا يكمن في مدى وفرة تجهيزات الوقاية، إنما في عدم الإلتزام باستعمالها، مثل قبعات السلامة الأمنية التي يرفض بعض العمال إستخدامها بحجة ثقلها غير مكترثين بالمخاطر التي تهدد صحتهم على المدى الطويل· ونظرا لذلك تؤكد محدثتنا أن الأمر يتطلب تغيير السلوكات غير الصحية السائدة في الأوساط المهنية وتوعية العمال حول طرق حمل الأثقال والطرق السليمة للعمل مع مراعاة تقديم نصائح تقنية· ولتدعيم هذه المساعي تم تأسيس مخبر لقياس أجواء العمل على المستوى المعهد الوطني للوقاية من الأخطار المهنية، بحيث تم تدشينه يوم 11 سبتمبر 2007 من طرف وزير العمل والضمان الإجتماعي·