نظمت جمعية السفير للسياحة لولاية جيجل بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية ومحافظة الغابات لولاية جيجل تجوالا سياحيا مشيا على الأقدام بمنطقة «الماء البارد» الواقعة بأعالي بلدية تاكسنة مؤخرا تحت شعار «التجوال الصيفي لجني التوت البري». وهو التجوال الصيفي لجني التوت الذي أصبح تقليدا دأبت على تنظيمه جمعية السفير مع فرصة اختتام موسم الاصطياف والذي عرف مشاركة 30 فردا كانوا على موعد مع التجوال وجني التوت، من أعضاء الجمعية وأصدقائها. تضمن برنامج التجوال عديد الأنشطة، أهمها المشي على الأقدام على مسافة 2 كلم، جني ثمار التوت البري الذي تتوفر عليه المنطقة والذي يعتبر مفيد جدا للصحة والجسم، وكذا الاستمتاع بالمناظر الطبيعية وأخذ الصور التذكارية خاصة أن اليوم كان مشمسا ورائعا، إذ تم تناول وجبة الغداء في الهواء الطلق بمحاذاة المنبع الطبيعي «الماء البارد»، تحت ظلال الأشجار وخرير مياه المنبع التي تصنع الفرجة والاسترخاء والراحة. وعلى هامش هذا التجوال، نظمت مداخلات لممثل محافظة الغابات، المفتش سعيد بوجردة للتعريف ببعض الأشجار المعمرة والنباتات التي تتوفر عليها المنطقة وكذا القيام بعملية تنظيف للمكان، في مبادرة تهدف إلى زرع الثقافة البيئية وسط أعضاء الجمعية. حيث كشف القائمون على الجمعية أن الهدف من هذا النشاط السياحي، الذي تنظمه الجمعية عبر فصول السنة هو لترسيخ ثقافة التجوال السياحي الموضوعي الهادف وسط المشاركين بمختلف أعمارهم، وكذا الترويج للسياحة الداخلية وإبراز الثروات الطبيعية التي تزخر بها المناطق الجبلية على غرار فاكهة التوت البري. رحلة جني التوت البري بجبال جيجل يعتبر التوت البري المتواجد بأغلب المناطق الريفية لبلديات جيجل، من الفواكه الغابية التي تمتلك رصيدا من العشاق، يجذبك تهافت محبيها لاسيما العائلات المصطافة لقطف كميات معتبرة منها، قاطعين بذلك مسافات طويلة بين الغابات للتجوال وتغيير جو السياحة الشاطئية من جهة، وتذوّق هذا النوع من الفاكهة البرية، من جهة أخرى. كما يجذبك بهذه المناطق الجبلية، إقبال بعض الأطفال على بيع التوت البري على أرصفة الطرق بأثمان رمزية، يوفرون بها بعض المصروف لضمان مدخول إضافي يعيلون به عائلاتهم وشراء بعض حاجاتهم الخاصة كالأدوات المدرسية وغيرها. وتؤكد بعض المصادر الطبية بأن التوت بكل أنواعه من أهم الفاكهة المركّزة بالعناصر الغذائية، يتميز بغناه بالفيتامينات»أ» و»سي» وحمض الفوليك والمعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم، فهو يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تساعد على الحفاظ على جهاز هضمي سليم وتجنب الإمساك، كما يعد غنيا جداً بالعناصر النباتية الصحية والمواد المضادة للأكسدة خاصةً الفيتامين «س»، وقد أفادت الدراسات العلمية بأن هذه المكونات الغذائية تلعب دوراً مهماً في تعزيز وظائف الدماغ وترابطها معاً وتنشيط الذاكرة، كما تلعب دوراً في رفع معدل حياة (إطالة عمر) الخلايا الدماغية، وتقوية جهاز المناعة والمساهمة بخفض تأثير المواد المسببة للسرطان على الجسم، وبالتالي المساعدة على تجنب حدوث أمراض السرطان، وغيرها من الفوائد للعديد من أنواع التوت سواء الأحمر أو الأسود، حيث برهنت عديد التجارب دور التوت البري في التخفيف من حالات التهابات المثانة، من خلال إنتاج مادة «الايوري» في البول وهذا بدوره يقلل من التصاق البكتريا على جدار المثانة، كما يحتوي على مادة ال lutein وهي مادة طبيعية موجودة في العين. هذه المادة هي التي تحمي من تسرّب الأشعة المضرة للشمس وبذلك يساهم في صحة النظر.