كشف مدير الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للجمارك، جمال بريكة عن حجز 4 ملايين أورو ومبالغ مالية بالدولار والجنيه الإسترليني في خمس عمليات، خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية. واعتبر هذه النتائج الإيجابية ثمرة التدابير التي اتخذتها إدارة الجمارك، والمتعلقة ب«الحركة الدورية للأعوان والمسؤولين"، مشيرا إلى أن هذه التغييرات أعطت ديناميكية جديدة أظهرت نتائجها في الميدان. كما أكد نفس المسؤول في تصريحات جانبية على هامش الندوة التي نظمت أمس، احتفالا بتأسيس الجمارك الجزائرية، أن حجز هذه الكميات من العملة الأجنبية يعود أيضا إلى "تعزيز وتشديد الرقابة الجمركية"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن العمليات تمت "بالتنسيق مع الأسلاك الأمنية الأخرى"، وهو ما مكن من "تحقيق هذه النتائج". وأوضح المتحدث أن "هذه العمليات النوعية" اعتمدت خصوصا على المراقبة والاستعلام الجمركي وقاعدة البيانات التي تملكها الجمارك والمستعملة لدراسة المخاطر المتعلقة بالتهريب بالنسبة للعمليات الجمركية. ورغم ملاحظة أعوان الجمارك لاستغلال بعض المسافرين للتدابير التسهيلية لمحاولة تهريب أموال أو مواد أخرى، فإن العمل بها مازل متواصلا، كما أضاف، مشيرا إلى أنه تم خلال موسم الصيف الاستمرار في العمل ب«الرواق الأخضر" رغم تسجيل مخالفات على مستواه. وفضلا عن الشروع في العمل بسند العبور الإلكتروني، كشف بريكة عن استحداث إجراءات لإتمام المعاملات الجمركية عبر الانترنت، موجهة خصيصا للمتعاملين الاقتصاديين مستقبلا، وهو ما سيسمح بتعزيز الرقابة. الإحتفال بذكرى تأسيس الجمارك تحت شعار "الرقمنة" وكانت التحديات التي يواجهها جهاز الجمارك في الوقت الحاضر، في صلب الكلمة التي وجهها المدير العام للجمارك توفيق باحميد لهذا السلك بمناسبة إحياء ذكرى تأسيسه، مشيرا إلى أن التوجه نحو الرقمنة سيستمر من أجل توسيع العمل بالمعايير الدولية، بما يسمح بمواجهة المخاطر الجديدة وكذا تسهيل الإجراءات على المسافرين. ونظمت أمس جمعية "مشعل الشهيد" ندوة تاريخية لإحياء المناسبة في منتدى جريدة "المجاهد"، حيث استمع الحاضرون إلى مداخلات للمؤرخ لحسن زغيدي ومجموعة من قدماء الجهاز من المجاهدين الذين مثلوا القاعدة التي أسست للجمارك الجزائرية بعد الاستقلال. ووجه المدير العام للجمارك توفيق باحميد بالمناسبة، رسالة قرأها نيابة عنه مدير الإعلام والعلاقات العامة جمال بريكة، حيث ذكّر فيها بالمراحل التي قطعتها الجمارك منذ تأسيسها رسميا في 1964. وقال في هذا الصدد إن هناك ثلاث محطات رئيسية يمكن التوقف عندها، أولها كانت في 1979 تاريخ وضع أول قانون جزائري لهذا الجهاز، حيث اعتبر أن هذه السنة تمثل "الانطلاقة الفعلية للتحرر من قوانين الفترة الاستعمارية". وبدأت المرحلة الثانية في 1991 بدخول اتفاقية النظام المنسق لتعريف البضائع حيز التنفيذ، وكذا تسجيل الجمارك ضمن المعايير الجمركية الدولية، فيما أرّخت المرحلة الثالثة لاستحداث نظام "سيغاد" وهو النظام الآلي لجمركة البضائع الذي مازال معمولا به، وذلك في سنة 1995. لكن اليوم يواجه الجهاز مشاكل وتحديات جديدة لاسيما في مجال الإجرام العابر للقارات، وهو ما يتطلب منه "التجند والتحلي بالمسؤولية والإخلاص"، كما قال المدير العام في كلمته، وذلك بغية حماية الاقتصاد الوطني وكذا ثروات البلاد من كافة أشكال التهريب. وذكر في هذا الصدد بالإجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للجمارك في السنوات الأخيرة لمواجهة هذه التحديات ولتسهيل وترقية الخدمة العمومية وإعادة تنظيم الإدارة واستحداث قانون جمارك جديد في 2017 وكذا إعادة تنظيم المفتشية العامة للجمارك. واعتبر أن المشروع الأهم حاليا هو رقمنة الإجراءات الجمركية والتي يتم العمل لتوسيعه تدريجيا، كما تحدث عن إنجاز منشآت جديدة وتحسين الظروف المهنية والاجتماعية لأعوان الجمارك. وكلها إجراءات تهدف إلى "جعل الجمارك أداة فعّالة في حماية الاقتصاد الوطني". محاولات التهريب مست الأرشيف والتراث وفي تدخله، ركز الأستاذ والمؤرخ لحسن زغيدي بدور الجهاز في حماية الذاكرة الوطنية المادية منها وغير المادية، مشيرا إلى أن عمليات تهريب للأرشيف من طرف أجانب وبتواطؤ من جزائريين، تم تسجيلها. وأكد أن جهاز الجمارك تمكن من توقيف عمليات تهريب مست وثائق عقارية وكتب. وبيّنت شهادات لقدماء الجهاز من المجاهدين، أهمية الدور الذي لعبه الجهاز في إحباط محاولات خطيرة للمساس باقتصاد الوطن، أخذت أشكالا مختلفة. في هذا السياق، قال السيد بن مهدي إن مسيرته في الجمارك أظهرت حجم المسؤولية الملقاة على كاهل الجهاز، لأن التهريب يمس كل شيء ويقوم به كل الأشخاص بمن فيهم الدبلوماسيون الأجانب ببلادنا، وأشار إلى محاولات تهريب خرائط للعمران على سبيل المثال، وهو ما جعله يؤكد على ضرورة أن يكون "الجمركي متسلحا بالثقافة" ليحبط هذه المحاولات الضارة بالبلد. في ذات الصدد، قال السيد بهلولي "كل الأجانب كانوا يحاولون سرقة المال العام"، مشيرا على سبيل المثال إلى القيام بمحاولات تهريب عن طريق إرسال هدايا عبر طرود بريدية، مؤكدا أن قناصلة أجانب تورطوا في مثل هذه العمليات. وعرفت الاحتفالية التي حضرنها أعوان وعونات من الجمارك، اقتراح رئيس جمعية مشعل الشهيد أحمد عباد لترسيم يوم ال4 سبتمبر ك«يوم وطني للجمارك"، وهو الاقتراح الذي يوجد حاليا قيد الدراسة، حسب السيد بريكة.