أعلن السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الرئيس الحالي لمنظمة الأوبيك في ندوة صحفية عقدها بوهران أن أعضاء المنظمة قرروا تخفيض الإنتاج ب2,2 مليون برميل يوميا ابتداء من جانفي 2009، وبذلك تكون المنظمة قد أقرت تقليص انتاجها بمجمل 4,2 مليون برميل يوميا منذ سبتمبر الماضي، حيث سبق أن خفضت الانتاج بحجم 500 ألف برميل يوميا في سبتمبر، ثم بحجم 1,5 مليون برميل يوميا في أكتوبر . وألح السيد خليل على أن الأوبيك لم تقرر تخفيض إنتاجها بهدف بلوغ سعر بذاته ذلك أن الأهم إنما يتمثل في تقليص مستوى المخزونات إلى 52 يوما مقابل 57 يوما حاليا، معربا عن أمله في أن تستقر الأسعار في حدود 70 إلى 80 دولارا للبرميل. وأضاف الوزير أن المنظمة أقرت تقليصا للإنتاج يصل في مجمله إلى 2, ، 4مليون برميل يوميا منذ سبتمبر "آخذا بعين الإعتبار تطور ومصالح الصناعة النفطية على المدى الطويل" آملا في أن يساهم هذا التقليص في استقرار السوق. وبناء على هذا التقليص سينخفض سقف إنتاج الأوبيك إلى 8ر24 مليون برميل يوميا مقابل 29 مليون برميل يوميا قبل شهر سبتمبر. وأشار وزير الطاقة والمناجم إلى أن السوق "لم تكن تتوقع هذا القرار الصارم". وأضاف أن المنظمة طلبت مساهمة البلدان المنتجة غير الأعضاء التي ينبغي لها أن تخفض مستوى انتاجها. وأضاف السيد خليل قائلا "نتوقع ندوة أخرى في شهر مارس 2009 بفيينا لكننا لا نحتاج لاجتماع استثنائي آخر لإقرار تخفيض آخر لأن الأهم الآن هو ضمان احترام هذا القرار والتوازن بين العرض والطلب". واستطرد قائلا "نتوقع تخفيضات أخرى خلال الاجتماعات الاستثنائية القادمة للمنظمة إذا تطلب الأمر ذلك بغية ضمان استقرار الأسعار بين 70 و80 دولارا للبرميل". من جهة أخرى أشار إلى أن الاقتصاد الروسي مرتبط جدا بالأسعار العالمية للبترول وهو من ثم ملزم بالإسهام في عمل الأوبيك لضمان استقرار السوق وتمويل استثماراته في هذا القطاع. أما بشأن المكسيك وهو كذلك بلد غير عضو في الأوبيك، فأوضح السيد خليل أن إنتاجه يشهد انخفاضا ملحوظا (-200.000 برميل يوميا بوتيرة سنوية) معتبرا أن هذا الوضع من شأنه المساعدة في استقرار الأسعار. وأكد السيد خليل التزام الدول الأعضاء بضرورة التخفيض واحترامه كقرار. وشاطره في ذلك الوزير السعودي للطاقة السيد علي النعيمي، حيث قال أنه لا يعقل أن يتم اتخاذ قرارات هامة ومصيرية ولا تحترم في الميدان. وقد أجمع المشاركون في الندوة أن قرارات وهران تعد تاريخية، حيث صرح في هذا الشأن وزير النفط القطري حمد العطية بأن قرارات وهران بخفض انتاج المنظمة ب4.2 مليون برميل يوميا منذ شهر سبتمبر الأخير، تعد تاريخية، وأضاف أن هذا القرار من شأنه إعادة التوازن للأسعار بسوق النفط بعد التراجع الذي شهدته في المدة الأخيرة. ووصف العطية قرار اجتماع وهران ب"الخطوة الاستراتيجية التي جاءت نتيجة توافق كبير في مواقف البلدان الأعضاء في منظمة الأوبيك". ومن جهة أخرى أوضح السيد شكيب خليل أن مساهمة الجزائر تقدر ب200 ألف برميل يوميا من أصل 4.2 مليون برميل يوميا من التقليص المجمل منذ سبتمبر 2008 الذي أقرته المنظمة مضيفا أن حصة انتاج الجزائر ستقدر ابتداء من جانفي 2009 بحجم 2،1 مليون برميل يوميا.