أمر أمس وزير الطاقة و المناجم شركة سوناطراك بالشروع في تخفيض إنتاج الجزائر من النفط بواقع 71 ألف برميل يوميا اعتبارا من الفاتح نوفمبر الجاري، وذلك تمشيا مع قرار منظمة أوبك بخفض إمدادات الدول المصدرة إلى 5.1 مليون برميل يوميا سعيا منها إلى ضمان استقرار أسعار النفط بين 70و90 دولار للبرميل. أعلنت الجزائر أمس رسميا عن تطبيقها لقرار منظمة الدول المصدرة للبترول والقاضى بتخفيض إنتاج دول المنظمة بمقدار 5.1 مليون برميل يوميا ابتداء من الفاتح نوفمبر الجاري للحد من تدهور أسعار النفط التي تراجعت أبزيد من 50 بالمائة منذ جويلية الفارط، ووجهة وزارة الطاقة والمناجم أمرا رسميا بهذا الخصوص إلى شركة سوناطراك وذلك بعد يومين فقط من الدعوة التي وجهها وزير الطاقة شكيب خليل بصفته الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط إلى دول أوبك طالبها من خلالها بتنفيذ قرار التخفيض المتفق عليه في اجتماع المنظمة المنعقد في 24 أكتوبر الماضي وتبليغ المستهلكين بذلك. وقررت الجزائر خفض إنتاجها بنحو 71 ألف برميل يوميا عن مستوى إنتاجها الحالي والبالغ بحسب الأرقام الرسمية45.1 مليون برميل يوميا، ومع أن العديد من الدول المصدرة للنفط قد بادرت مباشرة عقب إعلان قرار أوبك بخفض إنتاجها بتنفيذ الاتفاق، غير أن شكيب خليل أعلن أن تأثير قرار المنظمة بخفض أنتاجها "سيأخذ وقتا" لان السوق لم تستوعب بعد خفض إنتاج المنظمة، حيث أعلنت بلدان أخرى على غرار الجزائر تخفيض إنتاجها مثل الإمارات العربية المتحدة ونيجيريا وإيران في حين أن فنزويلا أعلنت الخميس الماضي أنها تتأهب لتقليص إنتاجها ب 000 129 برميل يوميا. غير أن العربية السعودية لم تفصح بعد لزبائنها عن قرارها القاضي بتخفيض الإنتاج وهو قرار ترتقبه السوق البترولية بكل ما يحمله من دلالات. وسبق وأن صرح شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الرئيس الحالي لمنظمة "أوبك" قبل أيام عقب اجتماع المنظمة واتخاذها لقرار خفض الإنتاج أن " بلدان أوبك التي يتمثل هدفها في استقرار سوق البترول ما بين 70 إلى 80 دولار للبرميل ليست لها خيارات أخرى سوى الامتثال لقرار تخفيض الإنتاج المتخذ بالعاصمة النمساوية فيينا". ويذكر أنه بعد ما كادت أن تبلغ عتبة 150 دولار للبرميل في جويلية الماضي انخفضت أسعار الخام إلى أقل من 60 دولار حاليا لتفقد بذلك أكثر من نصف قيمتها. كما أعرب رئيس أوبك في تصريح له قبل يومين بأن السوق تنتظر حاليا أن ترى خفضا فعليا وليس مجرد إعلانات من الأعضاء عن خفض أو نوايا خفض ومُشددا على أن ما تشهده السوق بالفعل هو الذي يؤثر على الأسعار وأن السعودية وهي اكبر مصدر للنفط لها دور أساسي في نجاح التخفيضات. ويرجح المحللون ألا يؤدي قرار منظمة الدول المصدرة للنفط بخفض إنتاجها النفطي، إلى وقف تراجع أسعار الذهب الأسود على المدى القصير، بسبب المخاوف الناجمة من الركود الاقتصادي، ولكنه قد يؤدي على المدى الطويل إلى ارتفاع كبير في الأسعار• مشيرين إلى أن الأسواق كانت تتوقع خفضا بمعدل مليون إلى 5.1 مليون برميل يوميا، لذا كان من الضروري أن يكون الخفض أكبر لإحداث صدمة نفسية في الأسواق.