أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح أمس، أن "التنافس على حب الجزائر والدفاع عنها هو من أرقى أنواع التنافس وأنبلها على الإطلاق، لأنه يسمو بصاحبه إلى مراتب رفيعة تخلد مساره المهني وتسمو به إلى منازل عالية المقام، تتوافق بشدة مع قيم جيشنا ومبادئه العريقة"، مشيرا إلى أن ذلك ينسجم مع الفطرة الإنسانية ومحتوى الاحترافية التي ينشدها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني. وذكر الفريق أحمد قايد صالح خلال زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار، والتي تدوم إلى غاية 13 سبتمبر الجاري، بالجهد الذي بذله شخصيا في هذا الشأن رفقة كافة الخيرين في القوات المسلحة من أجل ترسيخ مضامين مثل هذه القيم النبيلة، كونها الضمانة الوحيدة التي تكفل الارتقاء بالاحترافية إلى مرتبتها السامية المرغوبة. وأبرز نائب وزير الدفاع الوطني مثلما ورد في بيان للوزارة أن "للجيش الوطني الشعبي رسالة مقدسة الخلفيات والأبعاد، سامية الأهداف ونبيلة المرامي والمقاصد، رسالة محمّلة بقيم نوفمبر الأغر ومتشبعة بمبادئ رجاله الغر الميامين الذين عاهدوا فأوفوا بالعهد وأخلصوا ولاءهم للوطن، فجازاهم الله خير الجزاء فوفوا فأوفوا من رسالة يتعين أن يدرك كل فرد من أفراد الجيش الوطني الشعبي بأن حملها أمانة عظيمة وأن أداءها مسؤولية كبرى". وأوضح أنه يتعين على من يتشرف بواجب خدمة هذه الرسالة أن يؤمن بفكرتها وأفكارها الوطنية السامية والنبيلة وأن يجسد ذلك بالعمل الميداني المثمر والمنتج وأن يعتبر نفسه خادما للوطن وللوطن فقط وملتزما بأن يستوفيها حقها من الإحاطة والشمول". وأشار في كلمة توجيهية تابعها أفراد جميع الوحدات عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بُعد، إلى أن تلك هي خريطة الطريق التي تعمل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي جاهدة من أجل توضيح معالمها وأن تحدد معاييرها الموضوعية والصائبة، المتمثلة أساسا في أن تجعل سنة التداول على الوظائف والمناصب بمختلف مستوياتها من سننها الحميدة بل والمطلوبة وأن تجعل منها تقليدا طبيعيا وثقافة سائدة، بل وضرورية، ينبعث من خلالها نفس جديد بين الصفوف واندفاعة متجددة يعظم عبرها طموح الأفراد ويكبر أملهم في جعل العمل المخلص لله والوطن هو المعيار الوحيد لبلوغ مسؤوليات أسمى. وبخصوص التغييرات التي مست بعض الوظائف والمناصب القيادية العليا في الجيش الوطني الشعبي، أكد مرة أخرى - حسب البيان - أن "مقياس الجدارة ومعيار الاستحقاق، هما منارة الطريق لأصوب الذي نسلكه نحو تثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب وجعله تقليدا عسكريا راسخا وسنة حميدة، تتيح فرصة تحفيز القدرات البشرية وتثمين خبراتها الغنية والمتراكمة وتشجيعها على مواصلة بذل المزيد من الجهد على درب خدمة جيشنا الوطني الشعبي". كما أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن "تجليات العمل المنضبط تتمثل في السهر على تطبيق توجيهات القيادة العليا في جميع المجالات التطويرية، بما في ذلك المجال الإعدادي والتحضيري والتعليمي والتكويني وفي الحرص على أن يكون هذا العمل المؤدى عملا محترفا". وأوضح أن أرقى وأنبل سمة من سمات العمل الاحترافي الناجح هي سمة الانضباط في العمل والاحتراف في التفكير، بمعنى أن الفرد المنضبط يحرص دوما على أن يكون سلوكه منضبطا وعلى أن يكون تفكيره سويا بل ومنطقيا، مضيفا أن الاحتراف هو مظهر بارز من مظاهر تمسك الفرد بسلامة النية وصفاء القصد ونبل الأهداف وسموها. واستطرد في هذا الصدد بأن الاحتراف الذي "يتوافق مع خصوصياتنا الذاتية وقيمنا الوطنية التي ورثها الجيش الوطني الشعبي عن أسلافه الميامين في جيش التحرير الوطني هو ذلك التنافس الشريف بين الأفراد على من يستطيع أن يخدم وطنه أكثر من غيره وعلى من يستطيع أن يترك بصمته البيضاء الناصعة على سجل مساره المهني". وأشار في هذا الصدد إلى الحرص الشديد الذي يوليه للاطلاع الميداني على أحوال وحدات الناحية العسكرية الثالثة، بكافة مستوياتها ومهامها المنتشرة في هذه المنطقة الحيوية من ترابنا الوطني ومعاينة الظروف العملية والحياتية لأفرادها وتفحص مدى أداء هذه الوحدات القتالية للدور المحوري المنتظر منها وفقا للمهام المخولة لها. وقد استهل الفريق قايد صالح زيارته في يومها الأول من القطاع العملياتي الجنوبي بتندوف، حيث، وبعد مراسم الاستقبال، أشرف رفقة اللواء سعيد شنقريحة، قائد الناحية العسكرية الثالثة على مراسم تسمية مقر ثكنة من ثكنات الدفاع الجوي عن الإقليمي باسم الشهيد السعيد عماري، بحضور أفراد من عائلة الشهيد التي تم تكريمها بالمناسبة". من جهتهم، أكد أفراد وحدات الناحية في تدخلاتهم على جاهزيتهم واستعدادهم الدائم لحماية الوطن من كافة أشكال التهديدات والمخاطر".