أشرف نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، أول أمس، على تواصل تنفيذ التمرين البياني المركب بالذخيرة الحية «اكتساح 2018» في مرحلته الثالثة أول أمس، ببشار، في إطار اليوم الرابع من زيارته الميدانية العملية إلى الناحية العسكرية الثالثة حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني. ووقف الفريق قايد صالح، بمعية اللواء سعيد شنقريحة، قائد الناحية وقفة ترحم على روح الشهيد الرمز «مصطفى بن بولعيد»، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم المخلّد لاسمه وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار. وبمقر قيادة الفرقة 40 مشاة ميكانيكية تابع الفريق قايد صالح، عرض قائد الفرقة مدير المرحلة الثالثة والأخيرة من هذا التمرين بموضوع «مجموعة القوات الثالثة في الهجوم المضاد»، والذي قدم فيه خطته التنفيذية وتسلسل الأعمال القتالية التي تنفذها تشكيلات من مختلف الأسلحة والقوات البرية والجوية والدفاع الجوي عن الإقليم. وعلى مستوى ميدان الرمي والمناورات للفرقة تابع نائب وزير الدفاع الوطني جميع أطوار التمرين الذي تم تنفيذه باحترافية عالية، جسدها التنسيق المحكم بين التشكيلات المشاركة واحترام تسلسل الخطة الموضوعة في التوقيت المحدد كما جسدتها دقة الرمايات. وحرصا منه على إجراء تقييم موضوعي لمجريات التمرين «اكتساح 2018» التقى الفريق قايد صالح، بالإطارات والأفراد المنفذين للمرحلتين الثانية والثالثة من التمرين على مستوى القطاعين العملياتيين الأوسط والشمالي للناحية العسكرية الثالثة ليهنئهم على الروح القتالية العالية التي أبدوها والتي ظهرت جلية للعيان خلال القيام بمختلف المهام المسندة. مشددا على أن تحقيق هذه المقاصد السامية يتطلب تضافر كافة الجهود، وتقاسم المسؤوليات بين مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي، موضحا أن النتائج لا تتحقق إلا إذا تضافرت جهود الجميع بشكل يجعل كل القدرات البشرية والمادية التي يزخر بها الجيش الوطني الشعبي بمثابة الأوراق الرابحة والعوامل المساعدة التي تدفع بالفرد العسكري بقوة نحو تسلق سلّم النجاح، وتسمح له بالتدرج في تحمّل المسؤوليات وأداء المهام والواجبات، والقدرة على زيادة مردوديته والرفع من مستواه المهني والعملياتي. وتابع قائلا: «ومن هذا المنطلق تحديدا يتجلى ذلك الترابط الجدلي والمنطقي بين صوابية تنفيذ برامج التحضير القتالي وصدقية نجاح التمارين التكتيكية والاختيارية، ومن ثمة تتضح أكثر فأكثر مصداقية المنظومة التكوينية برمتها». مضيفا أن هذا الترابط الذي أملى وحتّم على القيادة العليا مسنودة بدعم وتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلّحة وزير الدفاع الوطني بأن تحرص دائما على إيجاد مستوى رفيع من التكيّف بين الجميع كل في مجال عمله، خاصة على مستوى التكامل بين الجهدين التحضيري والتكويني، وهو ما كفل وسيكفل لها التحكم المتواصل في سبل تطوير قدرات القوات المسلحة وترقية درجات جاهزيتها التي تسعى باستمرار وبمواظبة شديدة على أن تبقى مستوياتها مواكبة تمام المواكبة للأشواط الطموحة الكبرى التي تهدف إلى قطعها. وأكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على أن المثابرة التي اتسم بها جميع الأفراد خلال كافة مراحل هذا التمرين هي دلالات جلية وواضحة تؤكد مدى استيعابهم لمضامين التحضير القتالي، والتزامهم الكامل بواجبهم حيال نجاح هذا الجهد التحضيري المتميز. مضيفا أنها روح معنوية جديرة بالتنويه تستحق تهنئة كافة الأفراد المشاركين على الجهود المبذولة طيلة سنة التحضير القتالي المنصرمة، وخصوصا أثناء تحضير وتنفيذ هذا التمرين. وأوضح في هذا الصدد أن التمارين الميدانية الناجحة التي تجرى سواء في نهاية السنة التدريبية أو حتى في بدايتها على غرار هذا التمرين التكتيكي اليومي هي خير شاهد على الجهود الصادقة المبذولة، وعلى مدى التكامل الموجود بين الجميع، وهو التكامل الذي ما فتئ يتدعم وتترسخ مبادئه خدمة لمصلحة الجيش الوطني الشعبي وتطوره المطرد المنشود حفظا لدوام قوته وجاهزيته. مضيفا أن بلوغ هذه المستويات المرموقة من الجاهزية القتالية والعملياتية والمحافظة عليها، بل وترقيتها بصفة متواصلة هي مهمة يعود الدور الأساسي فيها إلى الفرد العسكري في حد ذاته كونها سلوك مهني يكتسبه الإنسان، ويترسخ في ذهنه وعقله أثناء الفترات التعليمية والتكوينية المتلاحقة، حيث يزداد هذا السلوك المهني ترسيخا في الذهن والعقل أكثر فأكثر أثناء سنوات التحضير القتالي المتعدد المستويات والمراحل. وفي ختام اللقاء استمع الفريق قايد صالح، إلى تدخلات أفراد وحدات القطاعين العملياتيين الأوسط والشمالي الذين عبّروا عن فخرهم واعتزازهم الشديدين بانتمائهم إلى صرح عتيد اسمه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، ليقوم بعدها بتفتيش وحدات الفرقة 40 مشاة ميكانيكية التي شاركت في تمرين «اكتساح 2018».