أدت الجولة التي قمنا بها مؤخرا الى اسواق المواشي بكل من بلديتي الرمشي والحناية بولاية تلمسان الى الوقوف على الاسعار المرتفعة للأضاحي التي لامست سقف 30 ألف دينار· وقال من التقيناهم بالأسواق إن ذلك راجع الى غلاء العلف خاصة ببعض البلديات التي وجد فيها أباطرة الاعلاف ضالتهم· فقنطار الشعير يتراوح بين 2400 و2500 دج، ما جعل -حسب الموّالين- تربية خروف لمدة ستة أشهر تكلف 10 آلاف دينار، ناهيك عن المصاريف الأخرى كالمياه، في ظل عجز منشآت المحافظة السامية لتنمية السهوب· وتشير أخبار العارفين بشؤون تربية المواشي إلى أن سدس سكان ولاية تلمسان يمارسون مهنة تربية الأغنام، سواء أولئك الذين يستقرون في سكنات أو البدو الرحل· ويرجع البعض نقص المساحات الرعوية الى لجوء العديد من سكان البلديات كمتيرني، العريشة، البويض وغيرها الى ممارسة الحرث العشوائي دون أن تحقق نتائج مرضية· وانتقد سكان المنطقة توجيه مشاريع تربية الاسماك ببلدية العريشة التي كل سكانها موّالون، مقترحين تخصيص مصانع لصناعة الاعلاف وتقريبها من الموّالين بأسعار معقولة عوض شرائها من السوق السوداء بأثمان باهظة· كما يرجع البعض الآخر بولاية تلمسان سبب ارتفاع اسعار الماشية الى عملية مراقبة الفوترة بالنقطة الكيلومترية 35 القريبة من قرية الفواسير، حيث تشكل عقدة بالنسبة للموّالين وتجار المواشي الذين يعبرون الى المناطق الحدودية مثل باب العسة، مرسى بن مهيدي، مغنية، الزوية، ندرومة والغزوات· فالموّالون الذين يقضون أياما وأسابيع لبيع خرفانهم بالمناطق الحدودية، صاروا يعزفون عن الاقتراب من المناطق المذكورة لتفادي التعقيدات وخطر الحجز من طرف الجمارك والدرك الوطني· من جهة أخرى، أبدى سكان ولاية تلمسان قلقا كبيرا هذه الايام من تأخر موّالي كل من مشرية، النعامة وعين الصفراء عن موعدهم في تنظيم اسواق موسمية بحي الكدية، مثلما جرت العادة من قبل· ويعزي بعض الموّالين تخلّي العديد من مربي الماشية عن مهنهم إلى التكاليف الباهظة، ما يؤكد أن سعر الأضحية يبقى مرتفعًا·