«نريد أن نجعل من تيكجدة مركزا نموذجيا للتحضيرات"، هذا ما أكّده وزير الشباب والرياضة، محمد حطاب، خلال الزيارة التي قادته، مؤخرا، إلى المركز، المتواجد على علو يفوق 1478 مترا عن سطح البحر، ويوفّر كلّ الإمكانيات الطبيعية واللوجستيكية، لإجراء تحضيرات جيدة، في مختلف الرياضات، من خلال الهياكل التي يوفرها للرياضيين، وسط ديكور طبيعي مائة بالمائة، بعيدا عن أي ضوضاء أو تلوّث، مما يسمح للرياضي أو حتى السائح، بأن يأخذ ما يحتاجه من أكسجين نقي، يساعد على التحضير في ظروف صحية جيدة منصوح بها من قبل الخبراء. وقفت "المساء"، خلال الزيارة التي قادتها إلى المنطقة، على ما يوفّره مركز التسلية والرياضة في "تيكجدة" في أعالي ولاية البويرة، الذي عرف تجديد بعض هياكله وإضافة إمكانيات أخرى، يسهر عليها فريق محترف يقوده المدير سماعيل مزياني، الذي استطاع بفضل الجهود التي يقوم بها رفقة طاقمه أن يعيد بعث المركز من جديد، بعد أن كان في وقت مضى يعاني من التهميش وقلة العناية به، بعدما أهمل تماما، لاسيما بعد السنوات الأولى من نهاية العشرية السوداء، التي عزلت المنطقة تماما، وبعد تطهير المنطقة من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي، التي تعد العين الساهرة على توفير الأمن، والمرابطة في عين المكان، عاد الأمن إلى الأرجاء، وعاد معه النشاط إلى هذه المنطقة، التي تعد الوجهة المفضلة لمن يهوون السياحة الجبلية، صيفا وشتاء. حطاب يقف على توفير كلّ الإمكانيات وتسعى وزارة الشباب والرياضة، إلى إعادة الاعتبار إلى هذا المركز، من خلال حثّ الرياضيين والنوادي إلى جانب المنتخبات الوطنية، على إجراء تربصاتها التحضيرية فيه، بدل التنقل إلى الخارج ودفع أموال باهظة بالعملة الصعبة، مما يثقل كاهل الخزينة العمومية، خاصة وأنّ هناك العديد من النوادي في مختلف الرياضات، تشتكي دائما من النقص في الجانب المالي، وعليه يرى الوزير حطاب أنّه من ترشيد النفقات منح فضاءات مثل التي يوفّرها مركز تيكجدة للأندية الرياضية، ولهذا الغرض يقف شخصيا على إعادة تفعيل مثل هذه المراكز التي يصل عددها إلى 13 عبر كامل التراب الوطني، وهذا من أجل السماح لمختلف الأندية بإجراء تحضيراتها فيها. أسعار معقولة ومجانية بعض الخدمات بأسعار تعد معقولة، مقارنة ببعض الفنادق الأخرى، أو بمصاريف التنقل إلى تونس مثلا، التي تكلّف خزينة أي ناد رياضي ضعف ما يدفعه في "تيكجدة"، يوفّر مركز التسلية والرياضة خدمات في المستوى، تسمح للرياضيين بالتحضير في هدوء مع توفّر كل إمكانيات الاسترجاع، التي توضع تحت تصرّف النوادي بالمجان، مثلما أكّد عليه مدير المركز إسماعيل مزياني، الذي يقول" بسعر 7 آلاف دينار لليلة، فإنّ الثمن أقل بنسبة 50 بالمائة مقارنة مع نفس الخدمات في تونس مثلا، مع أنه لن يدفع أي سنتيم آخر، لاستعمال الوسائل المتوفرة في المركز، سواء الخاصة بالتحضيرات أو التي تخص الترفيه"، مثل الدراجات الهوائية من نوع "في تي تي"، أو العتاد الخاص بتسلق الجبال، أو التي تستعمل في الجولات مشيا على الأقدام، أو وسائل التزحلق على الثلج، والتي تستعمل من قبل المقيمين في فندق "جرجرة" بالمجان، حسب مدير المركز. ملعب جاهز وآخر في طور الإنجاز يسلم نهاية 2018 ويتوفر مركز تيكجدة، الذي أعيدت هيكلته، على ملعب لكرة القدم بالعشب الاصطناعي خاص بالتدريبات،، يتواجد أمام فندق الإيواء، ويوضع تحت تصرف الرياضيين، كما يتم إنجاز ملعب آخر بمقاييس الملاعب الكبيرة 50 متر / 100متر، سيسلم نهاية السنة الجارية، مثلما أصر عليه وزير الشباب والرياضة، الذي أكّد للمؤسّسة المنجزة أن تزيد من وتيرة الأشغال، حتى يسلّم في الموعد المحدّد له، على أن يتوفّر على عشب اصطناعي من آخر جيل، الذي سيرتفع على قاعة متعدّدة الرياضات، تنجز تحته وتوفّر مرفقا للتحضير، حيث ستوفر فيها كلّ الإمكانيات التي تحتاج إليها الرياضات التي تلعب في مثل هذه القاعات. قاعة للاسترجاع والتدليك، و3 لتقوية العضلات وبالإضافة إلى الفندق المركزي، أعيد تأهيل الفندق القديم "جرجرة"، الذي جدد تماما، بعد أن كان في وضعية كارثية، بعد أن أتلفته النيران التي اندلعت في الغابات المجاورة، فتم تجديده كلية، سواء الغرف المتواجدة فيه أو المطعم، أو المسبح الكبير الذي يطل على الغابة مباشرة، كما يتوفر على قاعة للاسترجاع، والتدليك الرياضي، و«صونا"، و«جاكوزي"، وحوض للعلاج الطبيعي، إلى جانب ثلاث قاعات لتقوية العضلات، مجهزة بأحدث المعدات الرياضية، والوسائل التي تستعمل في العمل البدني بالنسبة لرياضيي مختلف الاختصاصات. "شالي الكاف" يوفر كلّ شروط الراحة وبعيدا عن مركز تيكجدة، أقدمت الإدارة على إعادة تأهيل "شالي الكاف"، أو كوخ كان في السابق وجهة الفرنسيين في وقت الاستعمار، يبيتون فيه، لممارسة رياضة التزلّج على الثلج، وقد استغل بعد الاستقلال، إلاّ أنّه عاش الإهمال في السنوات الماضية، خاصة في العشرية السوداء، ليهترئ تماما، وبقي على هذا المنوال لعدّة سنوات، قبل أن يعاد تجديده كلية من قبل إدارة مركز التسلية، ومن المنتظر أن يسلّم في أفريل 2019، حسبما أكّده السيد مزياني. وبالإضافة إلى 52 غرفة، التي يتم تهيئتها بكامل التجهيزات الحديثة، يتوفّر هذا الفندق الصغير، على مطعم ومسبح صغير أنشأ بطريقة جميلة وفي مكان يطل على الغابة من جهة وعلى جبال جرجرة من جهة أخرى، ويتواجد "الشالي" في مكان معزول يوفّر الراحة والهدوء ويساعد الرياضيين على التركيز الكبير، فهو في نفس المنطقة التي تستغل في فصل الشتاء لممارسة رياضة التزلج على الثلج. 200 سرير إضافي في مارس 2019 ومن أجل توفير الأماكن، استعدادا لاستقطاب عدد كبير من الرياضيين، أو حتى السياح، يعرف مركز "تيكجدة" للرياضة والتسلية، عملية توسعة هياكله، خاصة من جانب الإيواء، حيث تتم الانتهاء من أشغال بناء فندق آخر بجانب الفندق المركزي، يتّسع ل200 سرير، من المقرر أن تم استلامه كلية في مارس 2019، حيث لم تبق فيه أشغال كثيرة، بعد أن تمت به عملية التهيئة الخارجية. ووقفت "المساء"، على بعض الغرف النموذجية، التي تتّسع لثلاثة أسرة أو اثنين، وغرف فردية، هيأت بكامل التجهيزات الحديثة، لتوفّر كلّ شروط الراحة والنظافة اللازمتين، خصوصا وأنّها تتواجد في أحضان طبية خلابة وساحرة، وتمنح للمقيم بها وللرياضي خاصة، كلّ الظروف للاسترجاع في جوّ هادئ وممتع. ملعب "أسول".. 13 مليار في مهب الريح ورغم كل هذه الإمكانيات المتوفرة، والمشاريع الجديدة التي هي في طور الإنجاز في مركب تيكجدة، إلا أن النقطة السوداء، تبقى الإهمال الكبير الذي يعرفه ملعب "أسول"، البعيد عن المركز بكيلومترات قليلة، والذي يرتفع بحوالي 1700 متر عن سطح البحر، وكان المكان المفضّل لبعض الأندية، على غرار شبيبة القبائل أو جمعية عين مليلة، وأندية أخرى، لإجراء التدريبات اليومية على أرضيته التي كانت معشوشبة طبيعيا، غير أنّها أصبحت الآن مرعى للأبقار والأحصنة التي يكريها ملاكها للسياح ب200 دينار، مقابل جولة على مضمار ألعاب القوى. هذا الملعب الذي تم بناؤه ب13 مليار سنتيم، لم يعد يؤدي أي دور، ولا يستفيد منه الرياضيون، بل بالعكس أصبح مركزا لتسلية الأطفال والوافدين على هذه المنطقة، من خلال وضع ألعاب للأطفال على عشبه الطبيعي، والاستيلاء عليه في غياب السلطات المحلية والمسؤولين عليه، وكان من المفروض أن يقوم وزير الشباب والرياضة بزيارته مؤخرا، خلال تفقده لمركز تيكجدة، غير أنه في آخر لحظة تغير برنامجه، واكتفى فقط بزيارة المرافق المنجزة والتي هي في طور الإنجاز.