شارك وزير الخارجية عبد القادر مساهل بدعوة من الوزير الفرنسي المكلف بأوروبا والشؤون الخارجية جون إيف لودريان في اجتماع رفيع المستوى حول الوضع في ليبيا، كما شارك في اجتماع آخر حول مكافحة الإرهاب أول أمس، على هامش أشغال الدورة ال73 للجمعية العامة الأممية المنعقدة بنيويورك. وحضر الاجتماع وزراء خارجية وممثلي دول جوار ليبيا وهي الجزائر وتونس ومصر والنيجر وممثلين عن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة، إضافة إلى الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالسياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغريني والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وتدخل كل من رئيس المجلس الرئاسي لليبيا فايز السراج والممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة غسان سلامة من خلال محاضرة عن طريق الفيديو. وعقد الاجتماع في سياق يتميز ب«مواجهات عنيفة" تشهدها مدينة طرابلس وتشكل "انزلاقا خطيرا" يبعد آفاق التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية. وبالمناسبة، جدد وزير الخارجية دعوة الجزائر لكافة الفاعلين الليبيين من أجل "وقف الاقتتال وكل عمل من شأنه عرقلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي في إطار المسار الأممي بعيدا عن أي تدخل أجنبي يرتكز على لغة الحوار والمصالحة الوطنية". وقال إن "هذه المقاربة هي الكفيلة بتعجيل التوصل إلى تسوية للأزمة الليبية والحفاظ على سيادة ووحدة الشعب الليبي وسلامة أراضيه". كما أبرز وزير الشؤون الخارجية أهمية وضع أجندة موحدة لليبيا مع ضرورة وضع حد للتدخلات الأجنبية التي لا تزال تشكل "عائقا كبيرا" أمام تجسيد مسار السلام في ليبيا. وشارك وزير الخارجية أيضا بدعوة من كتابة الدولة الأمريكية في اجتماع رفيع المستوى نظمته الولاياتالمتحدةالأمريكية حول مكافحة المخدرات. وأطلق هذا الاجتماع الذي شارك فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "دعوة شاملة للعمل على مكافحة المخدرات" من خلال التكفل بعديد الجوانب المتعلقة أساسا بالطلب عليها وإنتاجها وأعمال التحسيس ضدها وكذا التعاون القانوني والقضائي. كما شارك الوزير مساهل أمس، بنيويورك في قمة نيلسون مانديلا التي نظمتها جنوب إفريقيا على هامش الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ونظمت جنوب إفريقيا التي تحتفل هذه السنة بمئوية رمزي جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا وماما ألبرتينا سيسولو، هذه القمة تكريما للرئيس الراحل نيلسون مانديلا نظير إسهاماته المعتبرة في إحلال السلم في بلده وعلى المستوى الدولي. وذكّر السيد مساهل بالوصف الذي أعطاه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لهذا الرمز، حيث أكد أن "نيلسون مانديلا جزء من تاريخ جنوب إفريقيا يجسد الكفاح الطويل في سبيل الحرية والكرامة، حيث أحس الشعب الجزائري بمعركته ضد نظام الأبارتايد العنصري ومن أجل إعادة الاعتبار لكرامة الإنسان بأسمى معاني الكلمة وكأنها معركته". كما أنه خلال الدورة التاسعة والعشرون للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ترأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حينما كان وزيرا للشؤون الخارجية، تم إلغاء نظام الأبارتايد ومنح صفة ملاحظ للمؤتمر الوطني الإفريقي بالأممالمتحدة والذي أصبح "قرار بوتفليقة". وبعد أن سلط الضوء على علاقات التضامن والأخوة التقليدية التي لطالما جمعت الجزائروجنوب إفريقيا والجزائر ونيلسون مانديلا، ذكر مساهل بتصريح رجل الدولة الجنوب إفريقي الفذ الذي قال إن "جيش التحرير الوطني والشعب الجزائري ألهما نضاله من أجل الحرية" وبأن "الجزائر التي صنعت منه رجلا تعتبر وطنه الثاني". وفي حديثه عن مساهمة نيلسون مانديلا على الصعيد الدولي، أوضح مساهل أن "أفضل طريقة لإحياء مئوية هذا الرمز الجنوب إفريقي تتمثل في مواصلة نشاطه في بناء إفريقيا متضامنة ومزدهرة". كما أضاف "أملنا هو رؤية أطفال إفريقيا يواصلون بنفس العزيمة نضاله من أجل ترقية السلم في القارة خاصة من خلال وضع حد لآخر آثار الاستعمار على ترابها" مذكرا ب«النضال السياسي لنيلسون مانديلا من أجل تمكين الشعوب المستعمرة أو الخاضعة لأشكال أخرى من الهيمنة الأجنبية من حقها في تقرير المصير". في ذات السياق، ذكر الوزير بمبادرة الجزائر التي أسست يوم ال16 ماي من كل سنة يوما عالميا للعيش معًا في سلام في إطار ترقية السلام والتسامح والمصالحة. واستعرض العديد من رؤساء الوفود الذين تناولوا الكلمة بالمناسبة المشوار النضالي من أجل الحرية الذي خاضه نيلسون مانديلا طوال حياته. ويتواجد وزير الشؤون الخارجية بنيويورك في إطار مشاركته في أشغال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث يقود الوفد الجزائري.