رفعت الوكالة الوطنية للنفايات، أمس، جملة من العقبات التي تعيق عملية جمع 13 مليون طن من النفايات سنويا، وهو ما حال دون تطوير نشاط رسكلة النفايات التي لم يزد على نسبة 7 بالمائة منذ عدة سنوات. وحسب مدير إدارة النفايات المتكاملة بالوكالة، بارسا فاطمة الزهراء، فإن 73 مركز ردم من أصل 91 مركزا يعانون اليوم من التشبع بسبب غياب ثقافة فرز النفايات، وهي النقاط التي سيتم التركيز عليها خلال فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الدولي لإعادة تدوير وتثمين النفايات "ريفاد 2018" المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة من 8 إلى 11 أكتوبر المقبل بمشاركة 50 عارضا. وقد لجأت الوكالة الوطنية للنفايات، هذه السنة، إلى الصالون الدولي لإعادة تدوير وتثمين النفايات "ريفاد 2018"، لتشجيع الشباب البطال والمتخرج من الجامعات والمعاهد على ولوج عالم المقاولاتية في مجال نشاط فرز وجمع ورسكلة النفايات، وذلك بعد أن تم اختيار شعار "المقاولاتية الدائرية في خدمة تسيير النفايات". وأكد مدير الوكالة، كريم ولمان، على هامش ندوة صحفية حول الصالون، أن التظاهرة ستكون مناسبة لتمرير رسالة لكل الزائرين، لحثهم على استعمال النفايات المنزلية في إنشاء مؤسسات اقتصادية ناجحة، من شأنها حماية البيئة وإعطاء قيمة مضافة للنشاط الصناعي، موجها دعوة للجامعيين للمشاركة في الأيام الدراسية التي ستنظم على هامش الصالون للاطلاع على تجارب عدة دول، على غرار الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا، وهو ما يسمح لهم بفتح مؤسساتهم لتثمين النفايات المنزلية. من جهتها، تطرقت مدير إدارة النفايات المتكاملة، بارسا فاطمة الزهراء، خلال عرض حول تسيير النفايات بالجزائر، تحديات وآفاق، إلى العراقيل المسجلة خلال عملية جمع النفايات، والتي تخص عدم تجانس الحاويات المخصصة لجمع النفايات مع عدد السكان، بالإضافة إلى غياب دراسة لتحديد مناطق وضع الحاويات وصناديق جمع النفايات، مع غياب آليات للصيانة وتنظيف هذه الحاويات ما يجعلها غير صالحة للاستعمال رغم أنها جلبت حديثا، ناهيك عن الأعطاب المتعددة لشاحنات جمع النفايات ما يجعل عملية رفع النفايات لا تتم في أوقات محددة. وأمام هذه العراقيل، سجلت الوكالة السنة الفارطة ارتفاعا في كميات النفايات المنزلية المجمعة بنسبة 3 بالمائة مقارنة بسنة 2016، وذلك بعد أن بلغت 13 مليون طن، وهو ما يعادل 850 غراما لكل مواطن في اليوم. بالمقابل، سجلت الوكالة تشبع 73 مركزا للردم التقني من أصل 90، في حين بلغت نسبة تشبع البقية 50 بالمائة، وهو الأمر الذي يستدعى حلول استعجالية، تضيف بارسا فاطمة الزهراء، التي أكدت أن تعميم ثقافة الفرز الانتقائي للنفايات قبل عملية الجمع هو الحل الوحيد لتمديد فترة استعمال مراكز الردم التقني، خاصة وأنها عبارة عن صناديق تحت الأرض لجمع وردم النفايات القابلة للتحلل. وقصد استقطاب المتعاملين الصناعيين للصالون المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة من 8 إلى 11 أكتوبر المقبل بقصر المعارض الصنوبر البحري بمشاركة 50 عارضا، تم تنظيم التظاهرة بالتنسيق مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بهدف تشجيع رجال المال على الاستثمار في مجال رسكلة النفايات واقتراح حلول صناعية للرفع من طاقات فرز وجمع النفايات.