أحيا الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة «أوندا» اليوم الإفريقي للتسيير الجماعي، أول أمس بمقرها الجديد الكائن بشارع ديدوش مراد. بهذه المناسبة، نُظم يوم تحسيسي لصالح الصحفيين، من أجل التعريف بالجوانب العملية للتسيير الجماعي للحقوق، وبمهمة الديوان وتنظيمه. كما اعتُبر بالنسبة لمدير «أوندا»، سامي بن شيخ، فرصة للإعلان عن تمديد آجال إيداع الترشيحات لجائزة «مريم ماكيمبا». بهذه المناسبة، قال وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، الذي حضر افتتاح اليوم، بأن الديوان يجد نفسه أمام تحديات الثورة الرقمية التي أنتجت وسائط جديدة تحمل مصنّفات عديدة، مضيفا أن مهمته حمايتها، ومواكبة كل التطورات. كما أشار إلى كفاءة إطارات الديوان للدفاع عن حقوق الجزائريين. أضاف الوزير أن تنظيم هذا اليوم التحسيسي لصالح الصحفيين مهم جدا من أجل التعريف بوظائف ومهام الديوان، لينتقل إلى وصاية ومرافقة وزارة الثقافة للديوان وإبقاء أبوابها مفتوحة أمام كل فنان يملك مشروعا جادا. في المقابل، اعتبر أن تنظيم تأبينية للفنانين جمال علام ورشيد طه، تأكيد لثقافة الوفاء. اعتبر الوزير أن الديوان من أكثر المؤسسات تأثيرا في إفريقيا، كما أنه يكوّن إطارات في مجاله، إفريقيا وعربيا، نتيجة خبرته التي اكتسبها منذ نشأته، مضيفا؛ لأجل كل هذا، تم تأسيس جائزة سنوية تحمل اسم «مريم ماكيبا للإبداع الثقافي الإفريقي»، سيتم الإعلان عن الفائز بها خلال شهر نوفمبر المقبل. في هذا السياق، أعلن مدير الديوان سامي بن شيخ عن تمديد آجال الترشح للجائزة الدولية للإبداع الفني «ميريام ماكيبا» إلى غاية 20 أكتوبر، وقوفا عند طلب مؤلفين أبدوا رغبتهم في المشاركة في هذه الطبعة، وانشغال الديوان بنقل جثمانيّ الفنانين رشيد طه وجمال علام إلى الجزائر، حيث كان من المفروض أن تمنح الجائزة يوم 14سبتمبر، وهو التاريخ الذي حددته الكنفدرالية العالمية لمؤسسات حقوق المؤلف، تكريما للجزائر، حيث يتم خلاله الاحتفال بهذا اليوم في كل الدول الإفريقية. أضاف بن شيخ أن الديوان تلقى أزيد من 100 ترشح من 40 بلدا إفريقيا، مع العلم أن جائزة «ميريام ماكيبا» تبلغ قيمتها «100 ألف دولار أمريكي»، وهي بمثابة تكريم للفنانة مريم ماكيبا المناهضة لنظام «الأبرتايد»، والتي شاركت سنة 1969 بالجزائر العاصمة في المهرجان الإفريقي الأول. في إطار آخر، أعلن بن شيخ عن تنظيم الديوان لحفل كبير في العام المقبل، في الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الشاب حسني. للإشارة، استفاد الصحفيون من أربع مداخلات نشطها خبراء في الديوان وهم؛ محند أمزيان زنتار، ضيف، والي ومجبر فازية. كما تدخل مدير (أوندا) مرات في النقاش الذي دار بين الخبراء والصحفيين، فقال؛ إن الديوان يأخذ 13 بالمائة من المداخيل، ليصرفها على حاجاته، مضيفا أنه لا يمكن له أن يجند كمّا هائلا من الأعوان حتى لا تزيد مصاريفه، مع العلم أن هذه المؤسسة الثقافية هي الوحيدة التي تمول نفسها بنفسها، من دون أدنى تمويل من الوصاية. كما أشار بن شيخ إلى استفادة أكثر من 2500 من ذوي الحقوق، من عائدات بث إبداعاتهم في التلفزيون والإذاعات في الفترة الأخيرة، كما تحصل فنان من بسكرة على مليار سنتيم من هذه الحقوق، في حين دفعت شركة «سوناطراك» أكثر من مليار سنتيم نظير استعمالها موسيقى الانتظار في الهاتف، في الفترة الممتدة بين 2014 و2018، في انتظار إمضاء لوندا على اتفاقيات مع جميع المؤسسات التي تتعامل مع الجمهور. كما أكد بن شيخ، عدم تغطية الديوان لكل مساحات الوطن، إلا أنه يتقدم في عمله كثيرا، مقدما مثالا بفناني تمنراست الذين يملكون جميعهم بطاقات «أوندا». ثقافيات «نون» للرقص الإيقاعي بالأوبيرا احتضنت أوبرا الجزائر «بوعلام بسايح» سهرة أول أمس، عرض «نون» للرقص الإيقاعي الذي أداه الباليه الشرقي المعاصر، من إخراج آسيا قمرة، أمام جمهور غفير. شارك الجمهور الذي حضر العرض لقرابة ساعتين من الزمن، في رحلة وجود مستلهمة من عناصر الطبيعة، حيث اقتبست آسيا قمرة تصميم الرقصة من قصيدة «منطق الطير» التي كتبها الإيراني فريد الدين عطار في القرن الحادي عشر. يوجّه العرض ذو البعد الفلسفي، دعوة للإنسان إلى التأمل في المعنى من خلال رمزية الطيور ورحلتها عبر العالم، بحثا عن طائر خرافي يحكّمُونه أمرهم، تحت توجيهات آسيا قمرة، أدت ثماني راقصات باليه من أكبر مدارس الرقص والموسيقى، على عزف سبع موسيقيين بارعين بقيادة المايسترو نسرو بغداد، العرض ببراعة، حيث قدمن نحو عشرين لوحة جمعت بين خفة الحركة وجمالية الألوان. أبرزت الطبوع الموسيقية، على غرار الطابع العربي الأندلسي والفلامنكو والمقامات والتقاسيم للطابع الشرقي والقناوي والموسيقى الآسيوية والبدوية والشاوية، قوة المقطوعات الموسيقية التي مكنت من مد جسور التبادل والحوار بين الثقافات. تكريم الأيقونة «الشيخ حسيسن» احتضنت تيزي وزو، أول أمس، حفلا تكريميا على شرف أيقونة الأغنية الشعبية الشيخ حسيسن، بمناسبة الذكرى ال59 لرحيله (29 سبتمبر 1959). أكدت مديرة الثقافة بولاية تيزي وزو، نبيلة غومزيان، في كلمتها الترحيبية، أن هذه الوقفة تعد «استحضارا لذاكرة الفقيد»، وتهدف إلى تسليط الضوء على أعمال هذا الفنان الجزائري الكبير الذيطبع الأغنية الشعبية والأغنية القبائلية ببصمته الشخصية. كما كانت للفنان بصمته خلال ثورة التحرير المجيدة، باعتباره أحد أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني. مشيرة إلى مصادفة يوم وفاة الفنان لذكرى المصالحة الوطنية التي «سمحت لوطننا العزيز باسترجاع أمنه واستقراره». تضمن برنامج هذا اليوم المنظم بدار الثقافة «مولود معمري»، بالتنسيق مع الجمعية الثقافية «اناذي» بعين الزاوية، وجمعية أصدقاء «لوني أرزقي» للقصبة بالعاصمة، معرضا عن حياة وأعمال الفنان القدير «الشيخ حسيسن»، من خلال عرض صوره ومقالات صحفية تناولت حياته، إلى جانب عرض فيلم وثائقي عن حياة ومسيرة الفنان. «الجرس» بوهران تابع الجمهور مساء أول أمس، بالمسرح الجهوي «عبد القادر علولة» في وهران، العرض الأول لمسرحية «الجرس»، من إنتاج تعاونية «ورشة الباهية» للمسرح. يعالج هذا العمل الجديد الذي أخرجه مجهري الحبيب، وكتب نصه بوحجر بوتشيش، الصراع بين المال والجهل والعلم داخل عش زوجي، حيث يحاول الرجل فرض سيطرته على زوجته صاحبة الشهادات الدراسية العليا، التي تسعى بدورها إلى بسط نمط عيش لا يليق به، كرجل تشبع بالنخوة في طفولته، ليبقى المد والجزر بينهما. يرمز الجرس في هذا العمل الفني الذي يعد ثاني مسرحية أنتجتها نفس التعاونية خلال السنة الجارية 2018، إلى «مشاكل زواج ناتج عن عدم التوافق بين الزوجين، وفي كل مرة ينذر الجرس، لتنتهي تنبيهاته بالدخول في حيز ضيق والتيه في المتاهات والأخطاء الجسيمة التي تؤدي إلى هلاك العش الزوجي. قام بتجسيد أدوار المسرحية، الممثلان وهيبة عدنان وجمال شتوكي، كما اعتمد المخرج في طرح مسألة القالب الهزلي، مع استخدام الألوان الكثيرة في الأزياء حتى تتناسب مع النص وأجواء العرض وحركات الممثلين. للتذكير، كُرّمت فرقة تعاونية ورشة «الباهية» للمسرح من طرف هيئة مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح بتونس، حيث قدمت خلال هذه التظاهرة مسرحيتها «بدون عنوان». كما فازت التعاونية بعدة جوائز داخل وخارج الوطن عن مسرحيتها «أنا والمارشال» التي عرضت أكثر من 100 مرة.