كشفت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بيرلي، أمس، أن الولاياتالمتحدة قدمت تعهدات برفع قيمة مساعداتها لقوة مجموعة دول الساحل المعروفة اختصارا باسم مجموعة الخمسة لمحاربة الإرهاب في المنطقة. وقالت بريلي خلال ندوة صحفية عقدتها أمس بالعاصمة باريس رفقة نظيرها الامريكي، جيمس ماتيس، أن هذا الأخير تعهد لها بتقديم بلاده مساعدات معتبرة لهذه القوة مقارنة مع ما كان مبرمجا لها من قبل. ولكن الوزيرة الفرنسية لم تحدد قيمة هذه المساعدات ولا طبيعتها وما إذا كانت ستقتصر على دعم لوجيستي أو عبر أموال سيتم ضخها في حساب القوة الإفريقية التي ستتكفل بمحاربة فلول مختلف التنظيمات الإرهابية التي استقرت في منطقة الساحل من مالي وإلى غاية دولتي تشاد ونيجيريا وصولا الى الكاميرون مرورا بدولة النيجر وبوركينا فاسو. واكتفت المسؤولة الفرنسية بالقول أنها مقتنعة بأن تحسين ظروف الأمن في منطقة الساحل يمر حتما عبر قدرات هذه الدول في استعادة أمنها وهو ما يستدعي تأهيل قوة الدول الخمسة وجعلها قادرة على بدء عملياتها العسكرية بعد أن يتم تجهيزها بمعدات تتماشى وطبيعة مهمتها في محاربة عناصر مختلف التنظيمات الإرهابية. وأكد وزير الدفاع الامريكي، من جهته، أن واشنطن تدعم الجهود الفرنسية لدعم وحدات الدول الإفريقية المنضوية تحت راية قوة الخمسة وأنه ليس في نيتنا تقليص هذا الدعم. وتم تشكيل القوة المشتركة سنة 2017 من وحدات عسكرية لدول مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد بدعم فرنسي من أجل محاربة عناصر التنظيمات الإرهابية ولكنها لم تتمكن إلى حد الآن من مباشرة مهمتها رغم الوعود الدولية بدعمها ماليا ولوجيستيا، بمبالغ قدرت بحوالي 450 مليون دولار ولكنها مازالت تنتظر إيفاء الدول المانحة بذلك. اعترف وزير الدفاع الامريكي، من جهة أخرى أمس أن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا سيتم ربحها ولكن ذلك يستدعي وقتا أطول. وقال رفقة نظيرته الفرنسية إننا نخوض معركة صعبة ولا يجب أن نخطئ في تقدير الموقف الميداني، فتنظيم «داعش» الذي انهار عسكريا، قادر على إعادة تشكيل قواته رغم أنه لم يعد يسيطر سوى على 2 بالمائة من الأراضي السورية مقارنة بتلك التي كان يسيطر عليها منذ سنة 2014. وهو ما جعل المسؤول العسكري الامريكي يؤكد إننا سنقف على هزيمة تنظيم «داعش» للحرب خلال الأشهر القادمة ولكننا يجب أن نوجد الظروف الأمنية التي تحول دون إعادة هيكلة صفوفه. وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بيرلي من جهتها، أن المهمة في سوريا لم تكتمل بعد بما يستدعي أن نبقى منخرطين في العملية العسكرية لأطول مدة ممكنة ضد هذا التنظيم بقناعة أن محاربة الإرهاب تبقى شاقة وطويلة رغم اعترافها بتحقيق تقدم على أرض المعركة باستعادة مناطق شاسعة كان يسيطر عليها ولكن يجب مواصلة هذه الحرب وضمان أن تتواصل مطاردة ناصر التنظيم بالفعالية التي يتطلبها الموقف. وأضافت فلورانس بيرلي أن ذلك يجب أن يصاحبه مسار سياسي يسمح بتنظيم انتخابات يشارك فيها أكل السوريين بمن فيهم الملايين الذين اختاروا طريق اللجوء الى مختلف دول العالم. يذكر أن قوات أمريكية وفرنسية متواجدة في سوريا ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولاياتالمتحدة. واستغل ماتيس، من جهة أخرى، تواجده بالعاصمة الفرنسية حيث التقى بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون ليؤكد على تعهد بلاده لدعم قوة الحلف الأطلسي. يذكر أن تصريحات الوزير الامريكي جاءت عشية الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في حلف «الناتو» بالعاصمة البلجيكية، في تعارض مع انتقادات حادة سبق للرئيس الامريكي، دونالد ترامب أن كالها باتجاه الدول الأوروبية التي قال إن بلاده تقوم بدفع أموال طائلة من أجل ضمان أمنها وتعهد بإعادة النظر في الأموال التي تضخها بلاده في أكبر تحالف عسكري في العالم بعد أن طالب الدول الأخرى بإدخال يديها في خزينتها من أجل حماية نفسها. يذكر أن دول حلف «الناتو» سبق وأن تعهدت بتخصيص 2 بالمائة من ناتجها الداخلي الخام لمسائل الدفاع بحلول سنة 2024 وهو هدف لم يتحقق حيث بقيت مشاركة دول مثل ألمانيا وبلجيكا وايطاليا وكندا واسبانيا في حدود 1,4 بالمائة وهو ما جعل الرئيس الامريكي يصب جام غضبه على ألمانيا التي قال أنها اكبر قوة اقتصادية في أوروبا ولكنها لا تقدم ما يجب أن تقدمه من أموال لصالح الحلف.