أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، أن المصالحة الوطنية التي وصفها بالمبادرة التاريخية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، نجحت في مؤاخاة الجزائريين وسمحت لأولئك المغرر بهم بالعودة إلى أحضان الأمة. وقال الفريق قايد صالح، في كلمة توجيهية له خلال اليوم الرابع من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة، إن «هذه المبادرة التاريخية نجحت في مؤاخاة الجزائريين وسمحت بعودة الرشد لأولئك الذين غُرر بهم والإقلاع عن غيهم، وتبنّيهم لمنطق جادة الحق والصواب وسبيل المصالحة الوطنية والعودة إلى أحضان الأمة»، وأضاف أن «هذه المبادرة استند إليها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني لبناء هذا الصرح الأمني الراسخ الجذور، وسيبقى يعمل دون كلل ولا ملل إن شاء الله تعالى وقوته، ليل نهار من أجل مواصلة تثبيت دعائم أسس هذه الجائزة الربانية المحمودة». وتزامنت زيارة رئيس أركان الجيش، مع احتفال الشعب الجزائري بالذكرى الثالثة عشر لميثاق السّلم والمصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة وزير الدفاع الوطني، وزكّاه الشعب الجزائري بالإجماع في ال29 من سبتمبر 2005. وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني أن الفريق أحمد قايد صالح، قام خلال اليوم الرابع من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة، بتفقد بعض وحدات القطاع العسكري ببسكرة، حيث التقى بإطارات وأفراد هذه الوحدات واستمع إلى تدخلاتهم وانشغالاتهم. وقد أكد في كلمته على أهمية الزيارات الدورية التي يقوم بها إلى مختلف النواحي العسكرية، حيث قال إنها تعد «عملا ميدانيا بالغ الأهمية، بل وبالغ الضرورة العملية والمهنية لأنها تمثل حرصا شديدا ما انفكت تبديه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بخصوص مرافقة كافة الجهود المبذولة، ومتابعة تنفيذ جميع البرامج المتتالية والمتكاملة متعددة المجالات والأهداف والأبعاد». وقال «لقد حرصت بهذه المناسبة على أن ألتقي بالأفراد التابعين للوحدات والمؤسسات العاملة على مستوى حامية بسكرة بالناحية العسكرية الرابعة، بما في ذلك الأسلاك الأمنية المختلفة تماشيا مع ما يفرضه علينا واجب السهر الدائم على ترقية قدرات الجيش الوطني الشعبي من خلال تصور واقعي ومتكيف مع خصوصياتنا الذاتية ومتماش مع قدرتنا على تحويله إلى إنجازات ميدانية ملموسة». وأضاف «أصبحنا اليوم نعمل على هدى أبجديات هذه المقاربة، وأصبحت النتائج المتحصل عليها تشهد على نفسها ويشهد عليها هذا التطور النوعي الذي بلغته مختلف مكونات قواتنا المسلحة التي باتت عينا ساهرة على حدود الوطن ليل نهار وحافظة لموجبات أمنه واستقراره وتلكم هي الغاية وذلكم هو المبتغى». وأوضح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن «الإبقاء على هذه الديناميكية الحالية لا يعتبر غاية في حد ذاته، بل يتعين زيادة وتيرتها بما يتماشى وتجسيد المرامي المطلوبة، وهو ما يستوجب المحافظة على المكتسبات وتدعيمها مع العمل على التوجه أكثر فأكثر نحو الامتياز والإتقان بفضل التبنّي السليم والصائب لنهج التقييم المستمر لما أنجز ميدانيا»، ثم بفضل كما أضاف «انتهاج مسلك العمل المخطط الذي يراعى فيه ليس فقط تجسيد الأهداف المرسومة، بل وبالأساس حتمية السهر على تكييف هذه الأهداف مع مجرى التطور الذي ينتهجه الجيش الوطني الشعبي ووجهته المستقبلية فبهذا يتم الإرساء المتين والصحيح لمسار عملي مهني واحترافي مثمر»، مؤكدا أن ذلك هو الهدف الأسمى الذي تعمل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على بلوغه والوصول بالقوات المسلّحة إلى منتهى غايتها خدمة للجزائر وحفظا لأمنها واستقرارها». وكان الفريق قايد صالح قام رفقة اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة في بداية الزيارة بتفقد مشروع إنجاز مركز الراحة والعلاج بالمياه المعدنية ببسكرة «الذي يتربع على مساحة 21 هكتارا والذي يتوفر على كافة مرافق الإيواء والراحة والمعالجة». ووقف «على نوعية ونسبة تقدم الأشغال وأسدى توجيهات وتعليمات للقائمين على انجاز هذا المشروع الهام قصد تسليمه في آجاله القانونية». وبالمدرسة العليا للقوات الخاصة وبعد مراسم الاستقبال، تابع الفريق قايد صالح تمرينا بيانيا نفذه طلبة المدرسة بموضوع «مفرزة القوات الخاصة أثناء اقتحام وتدمير والقضاء على مجموعة إرهابية متحصنة داخل مباني» وذلك باستعمال العربات الخفيفة المزودة بأنظمة سلالم الاقتحام والقنص، وهو التمرين الذي «تم تنفيذه باحترافية عالية تنم عن جدوى وفعالية التكوين الراقي الذي ما فتئ يتلقاه أفراد المدرسة العليا للقوات الخاصة الذين كلهم عزم وإصرار على أداء المهام المنوطة في شتى الظروف الصعبة».