شكل المؤتمر المغاربي الثالث لطب العيون الذي اختتمت فعالياته أمس بوهران بعد ثلاثة أيام من الأشغال؛ فرصة لتبادل الخبرات النظرية والتطبيقية بين الأخصائيين الجزائريين ونظرائهم الأجانب. وسمح هذا اللقاء الذي بادرت به الجمعية الجزائرية لطب العيون للمشاركين الجزائريين بتحيين معارفهم في مجال التقنيات الحديثة المستعملة في تخصصهم كما أشار إلى ذلك الدكتور محمد أمين دردور مسؤول اللجنة المنظمة. وتميزت هذه التظاهرة العلمية بحضور البروفيسور غابريال غوسكاس عضو شرفي بالجمعية الفرنسية لطب العيون الذي نشط ندوة حول الاختراعات الجديدة في مجال التصوير الطبي بالأشعة. وتمحورت مداخلة الأخصائي الفرنسي حول التطورات المسجلة في معالجة شبكية العين من خلال استعمال تقنية جديدة تدعى "أو سي تي" (الرسم الإشعاعي للبصر). للإشارة، يتوفر هذا الجهاز الجديد منذ بضعة أشهر على مستوى بعض المراكز الاستشفائية الجامعية للبلاد على غرار سيدي بلعباس والجزائر العاصمة وباتنة وعن قريب بوهران كما أفاد بذلك الدكتور دردور. كما تدعمت بعض المؤسسات الصحية الخاصة بهذا التجهيز الجديد الذي سمح برفع العراقيل المادية التي يواجهها الممارسون الجزائريون في أداء مهامهم وتحسين التشخيص ومعالجة العديد من الأمراض البصرية منها جراحة العين وانفصال شبكية العين حسب نفس المصدر. وأشار الدكتور دردور وهو أخصائي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في طب العيون لوهران التي تضمن منذ 2004 عمليات زرع القرنية بأن 15 مريضا مصابين بالعمى أو اضطرابات في البصر سيستفيدون من عملية زرع القرنية غدا الأحد مما سيرفع عدد هذه العمليات التي تتكفل بها الدولة الى 100 عملية. ونظرا للتكاليف العالية التي تستدعيها هذه العملية الجراحية خاصة وأنه يتم استيراد الأعضاء من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ألح ذات الدكتور على أهمية تحسيس المواطنين حول أهمية التبرع بالأعضاء (من الجثث) للسماح باستحداث بنك للقرنيات لفائدة أكبر عدد ممكن من المرضى. وشارك في هذا اللقاء ما لا يقل عن 600 أخصائي منهم 40 أجنبيا أتوا من ألمانيا ومصر واسبانيا وفرنسا وايطاليا والمالي وموريتانيا وتونس. ومن جهة أخرى شاركت نحو عشرة مخابر خاصة على هامش هذا المؤتمر في معرض لتجهيزات الأشعة الطبية والجراحة الخاصة بطب العيون. وتميزت هذه التظاهرة كذلك بتكريم الأخصائي الجزائري البروفيسور مصطفى لاليام لأعماله التكوينية والعلاجات والأبحاث التي قام بها. كما تم تخليد روح الدكتور تيجاني دمرجي الذي سقط في ميدان الشرف في 1957 عن عمر يناهز 32 سنة. وكرمت شخصيتان علميتان وهما البروفيسور سقاط من المغرب والبروفيسور مبروك من تونس حيث سلمت لهما ميداليتان ذهبيتان من طرف رئيس الجمعية الجزائرية لطب العيون الدكتور عمار عيلم. (وأج)