رسمت البطلة خولة مرزوق، صاحبة 17 ربيعا، طريقها إلى النجاح وحقّقت العديد من الألقاب على المستوى المحلي، الوطني وحتى العالمي، ورفعت راية الجزائر عاليا، فكانت فخرا لوالديها وحيها الواقع على مستوى مفترق الطرق الأربعة بقسنطينة. بعد 6 سنوات من ممارسة رياضة كانت في وقت قريب حكرا على العنصر الرجالي، استطاعت الطالبة الثانوية الوصول إلى منصة التتويج بأكبر منافسة عالمية في هذه الرياضة، حيث حققت منذ أيام، لقب نائب بطل العالم في فئة الأواسط، وانهزمت أمام مصارعة تركية قوية، خلال المنافسة التي نظمتها الجمعية العالمية لمنظمة الكيك بوكسينغ "الواكو"، أكبر منظمة لهذه الرياضة عبر العالم، خلال البطولة العالمية التي احتضنتها مدينة البندقية الإيطالية بين 15 و23 سبتمبر الفارط، وأكدت نائب البطلة العالمية في دردشة مع "المساء"، تعلّقها بهذه الرياضة وحلمها في فتح قاعة لممارسة الكيك بوكسينغ. ❊ ما هو سر تألقك في هذه الرياضة؟ ❊❊— سر تألقي وتعلقي الكبير بهذه الرياضة والاجتهاد في العمل، هو حب هذه الرياضة التي بدأت بممارستها في سن ال11، بعد رياضة الجيدو، ووجدت دعما كبيرا من عائلتي، خاصة والدي الذي كان دوما إلى جانبي وشجعني في كل المحطات التي مررت بها. كما أظن أن التدرب لأربع ساعات يوميا، والتعب في التدريب، من أسباب نجاحي. ❊ كيف كان مشوارك قبل التتويج باللقب العالمي؟ ❊❊— الوصول إلى البطولة العالمية ليس بالأمر السهل، وأظن أن هذا الأمر يعكس عملا كبيرا ومجهودا ضخما رفقة المدربين الذين أشكرهم كثيرا. فقد انضممت إلى نادي "شباب مشعل قسنطينة" وتدربت كثيرا قبل أن أتحصل على لقب نائب بطل الجزائر، ثم بطلة الجزائر مرتين سنتي 2016 و2017، ووفقت في الوصول إلى البطولة العالمية في فئة الأواسط التي تم تنظيمها في إيطاليا، حيث تمكّنت من الوصول إلى المباراة النهائية بعد الفوز على مصارعة من كازاخستان، قبل أن أبارز مصارعة من تركيا وانهزمت، لأحقق المركز الثاني في هذه البطولة وأحصل على الميدالية الفضية ولقب نائب بطلة العالم. ❊كيف كان شعورك خلال أول مشاركة لك في بطولة عالمية؟ ❊❊— صحيح هي أول مرة أشارك فيها في بطولة بهذا الحجم، وكانت تنتابني بعض التخوفات، خاصة مع قلة التجربة، لكن أردت أن أشرّف الألوان الوطنية وأكون في مستوى الثقة التي وضعت في شخصي، واختياري ضمن لاعبات المنتخب الوطني الجزائري، وأشكر البعثة التي وفرت لنا كل الإمكانيات. ❊ كيف وجدت مستوى المصارعات خاصة من البلدان العربية؟ ❊❊— حقيقة، المستوى كان عاليا، وقد عرفت هذه الرياضة تطورا كبيرا، خاصة في البلدان العربية التي باتت تحقق نتائج كبيرة، وسبقتنا بأشواط في ظل العمل المتواصل الذي تقوم به والاهتمام الذي أولته لهذه الرياضة. البعثة الجزائرية ضمت أربع مصارعات فقط، بالإضافة إلى مشاركتي، كانت مصارعة من باتنة ومصارعين من بجاية. ❊هل وجدت صعوبة وأنت آنسة، في ممارسة رياضة تتميز بالكثير من العنف والمجهود البدني؟ ❊❊— أولا، أنا أحب هذه الرياضة وتعلقت بها كما سبق وأن أكدت . ثانيا، الصعوبات دائما موجودة، وعلينا تحديها وتجاوزها إذا أردنا النجاح. عندما كنت أتدرب مع فئة الإناث، كان الأمر يبدو عاديا، لكن عندما تحسن مستواي وأصبح يفوق بكثير مستوى البنات، انتقلت إلى التدرب مع الذكور. وهناك وجدت بعض الصعوبة بالنظر إلى الاختلاف في البنية الجسدية، لكن مع الوقت، استطعت التأقلم مع هذا الوضع، في ظل غياب منافسات في المستوى يمكن الاعتماد عليها في تحضير بطولات عالية. ❊ كيف توفق خولة بين حياتها العادية والرياضية؟ ❊❊— عادي، فأنا أعيش حياتي كأية فتاة، أزاول دراستي في المرحلة الثانوية وأدرس شعبة الآداب. أحاول التوفيق بين حياتي الدراسية والرياضية، لأن الدراسة أمر مهم في حياة أي فرد، ويجب التركيز عليها بقدر التركيز على التدريبات، رغم صعوبة المهمة، خاصة أنني أتدرب يوميا من الساعة السادسة صباحا إلى غاية الساعة العاشرة ليلا، وعليه أعمل على تنظيم وقتي حتى لا أهمل الدراسة وحياتي الأخرى. ❊ ماذا قدمت لك هذه الرياضة؟ ❊❊— أظن أن ممارسة الرياضة غيرت الكثير في حياتي اليومية، وأهم شيء استفدت منه، إلى جانب تحسين اللياقة البدنية وتطوير العلاقات، تعلم كيفية تنظيم الوقت والتحكم فيه، وأظن أن النظام أمر جد مهم في حياة رياضي النخبة. ❊بماذا تحلم خولة وما هي رسالتك لكل الرياضيات الممارسات؟ ❊❊ أحلم بتحقيق البطولة العالمية ونيل الميدالية الذهبية والتألق في مشواري الرياضي مع المنتخب الوطني، وأتمنى الالتحاق بالثانوية الرياضية في درارية بالعاصمة. كما أطمح بعدها إلى فتح قاعة رياضة لمواصلة المشوار في هذا المجال لسنوات أخرى. رسالتي للرياضيات الممارسات لمختلف أنواع الرياضة؛ الصبر والعزيمة من أجل تحقيق التتويج، لأن الأمور لا تأتي من فراغ، وإنما تتطلب جهدا وتعبا وطول نفس. ❊هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊— أتقدم بشكر جزيل لكل من قدم لي يد العون من قريب أو بعيد، كما أشكر المدربين الذين تمرّنت معهم سواء في قسنطينة أو المنتخب الوطني. وأقدم شكرا خاصا لوالدي عبد الغاني الذي كان بمثابة الصديق والأب والأخ.