أسدلت جمعية "البصمة" للفنون التشكيلية، الستار على معرض الفنان التشكيلي العراقي المعروف أحمد الشهابي، الذي أقيم بمقر مديرية المجاهدين بوهران، وحظي بحضور جمهور غفير، من ممثلي الأسرة الثورية ونخبة من أعضاء جمعية "البصمة" ومجموعة من الأدباء والمثقفين وجمعيات مدنية محلية تنشط في الولاية. اتسم برنامج الاحتفالية بتعدد الفقرات والأركان الثقافية والفنية، واستُهل بمحاضرة نشطها الدكتور عبد الكاظم العبودي بعنوان "الفن التشكيلي العراقي في لوحة الثورة الجزائرية - لوحة الثورة والجهاد الجزائري في 60 عاما من محمود صبري 1958 إلى أحمد الشهابي 2018 -" عرج فيها على أهم المحطات الفنية والإبداعية النضالية المستقرة في الوجدان العراقي حيال أمجاد الثورة التحريرية الجزائرية، التي استوقف المهتمين بفنون الإبداع والجمال عند العديد من الأعمال الفنية التي تغنّت بأواصر الأخوة والقواسم المشتركة بين الجزائر والعراق في الدين، التاريخ والأصالة العربية، مذكرا أن "التحدث عن اللوحة الثورية وأبطالها من صناع التاريخ أمر صعب"، مضيفا أن "النشيد الوطني في حقيقته، لوحة متكاملة في رسم الثورة الجزائرية بأذواق راقية في توصيف حيثيات تحررها، واستذكار نواة حاضرها، إلى التطلع المستنير لمقتضيات مستقبلها..". في نفس الصدد، جاب البروفيسور العبودي بعشاق التاريخ الثقافي شتى أزقة المدينة العراقية. التي خلدت قضية تقرير مصير الجزائر من أول فنان عراقي محمود صبري - عالم الاجتماع والفنان التشكيلي منذ أربعينيات القرن الماضي- الذي أتحف لوحة الجزائر، مرورا بأسماء من أمثال جواد سليم الذي أسس نفحة "بغداديات" في أعماله التشكيلية، إلى فيصل لعيبي وسعد جهاد وهما من بين العراقيين الذي عرضوا أعمالهم الفنية في الجزائر- وصولا إلى التشكيلي القدير أحمد الشهابي الذي يقول فيه الأستاذ عبد الكاظم "بأنه ظل يحمل أنين وحنين بغداد أينما حل وارتحل في شتى أقطار العالم"،ونوهالمحاضربطبيعةالرابطالحميميالذييكنهالشهابيلبلدهالثانيالجزائر. استئنافا لمسار الفن التشكيلي العراقي المخلد للثورة التحريرية، أكد ضيف الجزائر الفنان الرائد أحمد الشهابي، في كلمة ألقاها بمناسبة اختتام معرضه الفني، أنه ابن الجزائر منذ زمان، لاسيما بعد أن وطأت قدماه أرض قلعة الثوار ونزل على أهلها قريبا وليس ضيفا، حيث أشار إلى أن اشراقاته الإبداعية رأت النور تحت سماء الجزائر عبر قطب فني مميّز في مجال التشكيل، ملفتا إلى علاقته بجمعية "البصمة" للفنون التشكيلية بمدينة الثقافة والفنون سيدي بلعباس. في السياق نفسه، شدد الأستاذ الشهابي على أن أذواق "البصمة" وما تحمله من إشعاع جمالي خاص ومشترك واهتماماتها الفنية ضمن مقتضيات التراث العربي الإسلامي، جعله لا يتوانى في الالتحاق بركبها والعمل في رحابها، شاكرا كل من ساهم في إنجاح معرضه، معبرا عن سعادته العارمة، وهو يلتقي جيل المجاهدين من أبناء الثورة الجزائرية بالباهية وهران، وتشرف بالالتقاء مع جمهور الفن التشكيلي بها للمرة الثانية، مؤكدا أن معارضه في الجزائر وسيدي بلعباس ووهران وعين تموشنت وتلمسان، كلها كانت مختلفة من حيث إنتاج الرقي والتذوق الفني والتميز.