نظمت جمعية البصمة للفنون التشكيلية لولاية سيدي بلعباس و بالتعاون مع دار الثقافة لولاية عين تموشنت معرضا في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى الفاتح نوفمبر وهو تحت شعار أصالة ومعاصرة و الذي دشنته السيدة زرهوني والي الولاية بحضور جمع غفير من المثقفين و اثنت على الأعمال الفنية التي تنوعت ألوانها و خصصت بعض منها للثورة الجزائرية و الذي يتواصل لغاية يوم الغد . المعرض جماعي لثلاث فنانين تشكيليين وهم الفنان احمد الشهابي من العراق و فريد داز وحنفي محمد من سيدي بلعباس و يشمل المعرض على 45 عملا فنيا ،حيث يعرض الفنان احمد الشهابي أعماله التي يستلهما من بغداد إلى جانب تخصيصه لوحات خاصة بتمجيد الثورة الجزائرية كهدية للشعب الجزائري و تتميز لوحاته بفضاءات سرمدية يتخللها العمق الفضائي من خلال تباين الدرجات و شفافية بعض أجزائها .. تدعم تلك الخواطر تبريكات الأمل بالإيمان والركون نحو الاطمئنان والأمل حينا تغدو النفس تثوي في أريج عبقها الاسترخائي من خلال مداخلات الآيات القرآنية بين الفضاءات الجمالية للوحة الفنية .. وتحيطها أشرطة من تلك الآيات تخلق سورا محصنا لعذابات النفس وقصورها وحيرتها وقلقها اتجاه المجهول .. إن وجود تلك الآيات القرآنية التي حرص الفنان الشهابي بوجودها في اغلب أعماله الفنية هي ليست بطريقة مفترضة كإدخال تكميلي للمفردات .. بل هي انتقاء لوجود ملائم مكملا للمعنى والأجواء البنائية للقيم اللونية والشكلية .. ومن جانب أخر فان الفنان قد ادخل وحدات وتكوينات مستمدة من معالم تراثنا الحاضر والماضي .. مفردات صروح معمارية .. أبنية تراثية كبيوت بغدادية من الشناشيل .. شبابيك مزججة ومتنوعة الألوان .. أي أنها ألوان صريحة وشرقية جميلة , (قبب ) متنوعة الهيئات والأحجام والألوان تعلوها ( أهلة ) متجهة فتحتها إلى السماء .. وتبدوا على ( الأهلة ) أحيانا وحدات زخرفية باتجاه العرض .. كذلك تتمحور بعض الأشكال إلى وجوه نسائية بإيحاءات ومعالم وألبسة شرقية إسلامية أو نساء من أماكن ريفية تطغي على ملامحهن الوداعة والبراءة وحب البيئة التي تحيطها والتي أضاف لها الفنان رونقا عذبا من الرومانسية والاسترخاء والخضار والسماء ذات اللون الأزرق ودرجاته المتباينة .. تبدو تلك النساء الحسناوات في ادوار التفاعل مع بيئتهن وامتهانهن للعمل الريفي .. وبذات الوقت ينطبق ذلك على نساء المدينة وحبهن واندماجهن مع تلك البيئة التي يكتمل بوجود الاثنان .. المعنى الجمالي ، والروحي .. يحرص الفنان الشهابي لمتابعة أدق التفاصيل الزخرفة في طيات الثياب في ثناياها وزخرفتها الشرقية وكذلك الاهتمام بذات التفاصيل في تفاصيل الطبيعة التي تحيطها كل هذه الألوان جدبت إليها الحضور في المعرض الجماعي بدار الثقافة بعين تموشنت . اما الفنان حنفي محمد كونه مختص في فن المنمنمات يعرض مجموعته ذات مواضيع مأخوذة من التراث والأصالة والعادات الجزائرية من بينها منمنمة حول اللغة العربية كرمز للغة تمثل حضارة ذات بعد إنساني ويشارك بأعماله ذات الطابع التجريدي التي يوظف فيها الحرف كلغة بصرية جمالية مع الاهتمام بالحركة والشكل واللون من ناحية التركيبات والتكوينات أما الفنان التشكيلي فريد داز و هو من مواليد 1967 بسيدي بلعباس ،رسام ومصور فوتوغرافي ومحاضر ، ينشط في مجال الفن منذ 1984 و مصنف في قاموس الفنانين الجزائريين لمنصور عبروس ؛ الفن في الجزائر لمنصور عبروس والسعدية الصباح و " ديوان الفن قاموس من الرسامين والنحاتين والمصممين الجزائري لجميلة فليسي. و يعمل حاليا أستاذ تربية تشكيلية و رئيس جمعية البصمة للفنون التشكيلية كما نشط ورشة الفنون الجميلة بقصر الشباب سيدي بلعباس و له عدة رسومات بألمانيا في 1987 و عدة رسومات بسويسرا في 1991 و العديد من اللوحات الزيتية بفرنسا في عام 1998،و العديد من اللوحات الزيتية لمتحف المجاهد سيدي بلعباس ولوحات و رسومات في كل مكان في الجزائر خلال هذه السنوات كما تحصل على 30 جائزة منها الجائزة الأولى بمناسبة الملتقى الوطني لمكافحة المخدرات و جائزة للفن التي نظمتها مديرية الثقافة سيدي بلعباس و الجائزة الأولى للمهرجان الوطني للرقص الشعبي و الجائزة الأولى للمسرح الممتاز و العمل على قصة مصورة للأطفال مع اليونسكو ممثلة الجزائر . أفريقيا والعالم العربي ، والتي تم نشرها. كما أقام معرض فردية و جماعية تفوق المائة قد شارك بعدة لوحات فنية في المعرض و تنوعت ريشته من خلال المواضيع المطروحة أمام عشاق الفن التشكيلي . كما شارك في المعرض الفنان التشكيلي محمد حنفي وهو من مواليد في 1971 بسيدي بلعباس ، و حاليا يعمل كأستاذ تربية تشكيلية و عضو بجمعية البصمة منذ 1998 و درس الفن في بمدرسة الفنون الجميلة في مستغانم (1992-1996) و شارك في عدة معارض محلية ووطنية و حتى دولية أهمها المعرض الدولي للمنمنمات في الجزائر في عام 2007 و غيرها من المعارض الوطنية و الدولية بلوحات فنية من عمق الأصالة الجزائرية و تراثنا العربي الإسلامي و من تاريخ ثورتنا المجيدة . و لقد لقي المعرض إقبال متميز من قبل الجمهور العاشق للريشة المبدعة .