ثمنت المشاركات في المهرجان الوطني الثقافي للشعر النسوي في طبعته العاشرة، الجهود المبذولة من طرف القائمين على هذا الموعد الثقافي والأدبي، من أجل الحفاظ على تواصل فعاليات هذه التظاهرة التي باتت عنوانا لدفع الحركة الشعرية عند المرأة، في المشهد الأدبي الجزائري، وعبّرت ضيفات الجزائر ممن التقتهن "المساء"، على هامش حفل الافتتاح الذي رفع لروح الموسيقار محمد بوليفة، في ذكرى رحيله السادسة، عن سعادتهن الكبيرة بتواجدهن في الجزائر، مؤكدات على أن هذه الفعالية لها وقعها الكبير على تشجيع الإبداع في رسم الكلمات ونحت القوافي، كما أبدين تأثرهن بسحر جمال سيرتا. أعربت الشاعرة التونسية حنان العياري عن سعادتها بتواجدها بالجزائر، وأكّدت أنّها حضيت باستقبال جد حار من طرف الشعب الجزائري ومن أهل قسنطينة، وقدّمت شكرها لمحافظة المهرجان وعلى رأسها السيدة أميرة دليو، على الدعوة الكريمة وقالت"أنا سعيدة جدا بالمشاركة في هذا المهرجان الكبير، حقيقة الافتتاح كان ممتاز جدا". وتحدثت الشاعرة التونسية عن جديدها في دردشة مع "المساء" وقالت أنّها جاءت بإصدارين في مشاركتها بفعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان، الإصدار الأول من الشعر الفصيح تحت "عنوان قلب هناك مطر هنا" أما الإصدار الثاني فهو من الشعر الشعبي والغنائي وبعنوان "الياسمين ينام باكرا"، وأضافت شاعرة تونس الخضراء أنها حملت في جعبتها بعض الأبيات لقسنطينة التي تزورها للمرة الخامسة والتي تقول فيها: «عطورك فاحت في الأنفاس لقناطر سرك والناس سحروني سلك ولحساس أنتجميلةماعندكند قسنطينة يا نبض حياتي سركبينجوارحذاتي المالوف من جو عنياتي والله على غرامي شهد هذه نسايم عربية تونس اللي بعتتها هدية وعطر الحب تلاوح بيا ليك وحدك ما معاكش حد" الشاعرة المغربية علية الإدريسي البوزيدي: اكتشفت الشعب الجزائري المضياف نفس الانطباع حملته ضيفة الجزائر من الجارة المملكة المغربية، حيث أكّدت الشاعرة علية الإدريسي البوزيدي أنّها سعيدة بتواجده ضمن فعاليات الطبعة العاشرة للشعر النسوي بقسنطينة، وقالت في حديثها ل«المساء":«هذه الدعوة سرتني جدا لأنّني اكتشفت فيها مجموعة من الأصوات الشعرية التي لم أكن أعرفها، كما اكتشفت هذه المدينة الجملية جدا التي تستحق مني زيارات متكررة، واكتشفت أيضا هذا الجمهور القسنطيني الرائع والشعب الجزائري المضياف وهذه اللفة الجميلة من المبدعين والمثقفين اللذين عطروا افتتاح هذه الدورة". وأضافت شاعرة المغرب أنّها قامت بجولة سياحية مع الساعة السادسة صباحا واكتشفت المدينة قبل أن يستيقظ أهلها، مؤكّدة أنّها وجدت مدينة تثير المشاعر الجميلة جدا وتدفع بزائرها للإبداع والكتابة عن قسنطينة الجديدة وقسنطينة التاريخ، وقالت "عندما نرى مثلا المغارات والأحجار، الجسور المعلقة والشباب والنساء من قسنطينة، كلّ هذه الفسيفساء تحرّك فيك الأفكار وتدفعك دفعا للإبداع". الشاعرة الأردنية روان هديب: أردت تقديم صورة متكاملة عن أعمالي الشعرية أكدت الشاعرة الأردنية رواني هديب في تصريح ل«المساء"، أنّ وجودها في مهرجان وطني مثل هذا المهرجان، يجعلها أكثر إطلاعا على مختلف الثقافات التي توجد بالجزائر، كما يجعلها أكثر اندماجا في روح الجزائر وروح هذه المدينة الجميلة، وقالت أنها ستحاول خلال مشاركتها في هذه الفعاليات الأدبية، تقديم عدة نصوص من مختلف المدارس، تشكل صورة متكاملة عن الشاعرة روان هديب خلال الأمسيات القادمة ما بين الشعر الفلسفي الوجودي والاجتماعي وكذا الوطني، متمنية مع نهاية هذا المهرجان، أن تكون الصورة قد اكتملت واتضحت عند المتلقي. وأضافت شاعرة المملكة الأردنية، أنه عند وصولها إلى قسنطينة وجدت مدينة فاتنة، وجدتها كمدينة الحكايات، كل شيء فيها ينطق ويروي قصته، الحجر والكهف والوادي، وقالت "أظن أنني عند عودتي إلى بلدي، سأكون محملة بالكثير من الحكايات وربما ستدفعني لنسج بعض الكلمات لوصف جمال هذه المدينة الرائعة". الشاعرة اللبنانية مريم مشتاوي: حملت معي مولودا أدبيا عن قسنطينة عبّرت الشاعرة اللبنانية المقيمة بلندن، مريم المشتاوي، عن فرحتها العارمة وهي تعود إلى قسنطينة وقالت في دردشة مع "المساء"، أنّها محظوظة جدا لأنّها نزلت ضيفة على الجزائر وعادت إلى قسنطينة مرة أخرى، بعد الزيارة الأولى والمشاركة في الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني الثقافي للشعر النسوي، واليوم هي بالطبعة العاشرة، مؤكّدة أنّها عادت إلى هذه المدينة التي سحرتنها وهي محملة بعمل روائي جديد عن قسنطينة بعنوان "جسور الحب، غرينفيل تاور"، رواية عن هذه المدينة التي قالت أنها أحببتها جدا والتي لو سألوها عن أي مدينة أخرى ستكون أحب إلى قلبها بعد بيروت، لقالت لهم قسنطينة. وبخصوص روايتها الجديدة التي حملتها كهدية للمهرجان، أكدت مريم مشتاوي أن بطلة الرواية، هي شابة من قسنطينة وبالتحديد من الحي الشعبي السويقة، جدّتها أمازيغية، هي شابة متطلعة لتحقيق حياة جميلة، تحلم بمستقبل زاهر ولها آمال كبيرة في الحياة، تحب شابا من مدينتها، مدينة الجسور المعلقة، لكن الظروف تجعلها تسافر إلى انجلترا وبالتحديد إلى العاصمة لندن ويكون مستقرها بعمارة "غرينفيل تاور" غرب المدينة، لتقيم بطريقة غير شرعية وتكون ضحية حريق مأسوي في هذا البرج شأنها شأن العديد من المهاجرين غير الشرعيين، وحسب الكاتبة فإنّ الرواية التي رفضت الدخول أكثر في تفاصيلها حتى تترك للقراء متعة الإطلاع عليها، جاءت من أجل نقل جمال مدينة قسنطينة وتراثها، عاداتها وتقاليد سكانها، كما أرادت الكاتبة من جهة أخرى، حسب تأكيدها، تسليط الضوء على مأساة اللاجئين وهمومهم وكل ما يمرون به من معاناة.