تختتم اليوم بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة فعاليات الطبعة ال10 للمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، بمشاركة كوكبة مميزة من شاعرات الجزائر والوطن العربي على غرار الشاعرة و الروائية مريم مشتاوي من لبنان، علية الإدريسي من المغرب، روان هديب من الأردن و حنان العياري من تونس، حيث أمتعت مبدعات الحرف الشعري الجمهور بأجمل القصائد المهداة لمدينة الجسور المعلقة قسنطينة . علية الإدريسي بوزيدي من المغرب : «فرصة للاحتكاك بين المبدعات» المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي بقسنطينة فرصة لاحتكاك الشاعرات ببعضهنّ ومساحة لعرض التجارب الذاتية للشاعرات المشاركات، اللائي يتعرفن على بعضهن للمرة الأولى ويستمعن لكتابات بعضهن من خلال قعدات شعرية رائعة و مميزة، علما أني أملك في رصيدي ديوان « ظلال تسقط» ، وديوان « أزهار تقلدني في السقوط» ، وأنا أعتبر الكتابة بمثابة ذات داخلية تسكنني، وتجعلني أكتب بما أحلم في أي زمان و أي مكان وبعيدا عن أي تصنيف كون الشاعر من جنس ذكر أو امرأة، فالكتابة الشّعرية تبقى حسبها تجربة ذاتية لا جنس لها ، ومباراة ركض في الإبداع ، وفي الحقيقة أنا أرفض تصنيف الكتابات و وضع معايير لها، خاصة وأني أؤمن بأنها للجميع، ولا يمكن إسقاطها وفق تلك المعايير والتصنيفات، وفي الأخير لابد أن أعترف بأني وقعت في غرام قسنطينة التي أزورها لأول مرة ،فحين جُبت شوارعها صباحا قلت : « يا للهول كيف فاتني أن أرى كل هذا الجمال» ، حقيقة انبهرت بها و أدعو كل من لم يزر قسنطينة إلى زيارتها فورا. الشاعرة التونسية حنان العياري : «القصيدة الشعبية تصل بسهولة إلى المتلقي» أشارك لأول مرة في مهرجان الشعر النسوي بقسنطينة، والآن اليوم حاضرة بديوان في الشعر الشعبي الغنائي بعنوان « الياسمين ينام باكرا» ، وآخر في الشعر الفصيح تحت عنوان « قلب هناك مطر»، وقد اخترت القصيدة الشعبية كونها تصل بسهولة إلى المتلقي، خاصة و أنها اللهجة المحكية لأغلب الجماهير، كما أنها تلامس الروح أكثر حتى فيما يخص الإلقاء بالنسبة للشاعر فهي أصدق من الفصيح، ولا أخفي عليكم أنني أميل جدا نحو الشعر الغنائي ، فبعد أن كنت أكتب القصيد الشعبي غير أن التيار الموسيقي سحبني تلقائيا لأجد نفسي أتخصص في الشعر الغنائي الذي قدمت مختارات منه أمام الجمهور بقسنطينة، هذه المدينة التي ألهمتني كثيرا مثلما تلهمني مدينة « سريانة « التونسيةمسقط رأسي ، فهي تولد بداخلي الفرح ، لذا فأنا لا أتوانى عن زيارتي لها كلما سنحت لي الفرصة. الشاعرة روان هديب من الأردن : «جمال قسنطينة ألهمني» مشاركتي في مهرجان الشعر النسوي بقسنطينة أتاح لي الفرصة للتعرف على الشاعرات الجزائريات وعلى أعمالهن، و كذا الغوص في الكتابات الجزائرية التي أتعرف عليها للمرة الأولى،، علما أني بدأت كتابة الشعر في سن ال10 ، لأخوض بعدها مسيرة مثقلة بالإبداع ، حيث أستلهم كتاباتي من وجوه الأشخاص المتعبين و الموجعين ضمن اتجاهات فلسفية اجتماعية و سياسية . وفيما يخص قسنطينة ، فقد فتنت بجمالها لدرجة أني لم أستطع التوجه نحو الفندق مباشرة رغم وصولي عند منتصف الليل ، حيث أصرّيت على التجوّل بالمدينة، وزرت عدة أماكن منها الجسور المعلقة ، مرورا بأحجارها العتيقة ، فكل حجر منها يحكي رواية لوحده ، وصراحة قد انبهرت بالهندسة المعمارية للمدينة ، وسُحرت بالتنوع الكبير في الثقافات والتراث ، ما جعلني أعد نفسي بالكتابة عنها مستقبلا.