نصبت بولاية بومرداس، مؤخرا، لجنة ولائية لمتابعة عملية تنقية وتهيئة الوديان في خطوة استباقية لموسم الأمطار وحماية للمدن والأفراد من خطر الفيضانات. اللجنة التي يترأسها الأمين العام، تضم عدة قطاعات أهمها الديوان الوطني للتطهير ومديريات الموارد المائية، الأشغال العمومية ومصالح البلديات، بالإضافة إلى المؤسسة العمومية لتسيير مركز الردم التقني لقورصو. برمجت مصالح وحدة الديوان الوطني للتطهير بالتنسيق مع مديريات الموارد المائية والأشغال العمومية وأعوان مركز الردم التقني ومصالح بلدية بومرداس، مؤخرا، عملية تنقية وادي طاطاريق بذات البلدية، وحسب مدير "أونا" جعفر بركة، في تصريح ل«المساء" فإن هذه العملية قد شملت تنقية المصب الشمالي للوادي نحو البحر، حيث تم فتحه لتسهيل جريانه نحو مصبّه النهائي، وأضاف بأنه تم تسخير ثلاث شاحنات من الحجم الكبير وجرافتين وأزيد من 10 أعوان ساهموا في العملية التي دامت يوما كاملا ورفعت حجما كبيرا من القارورات البلاستيكية والرمال والأتربة، مبديا أسفه لسلبية تعامل المواطنين مع هذه الروافد الحيوية من خلال الرمي العشوائي لمختلف النفايات بها لاسيما البلاستيك، وقال بأن "تنقية الوديان لا تتم عبر حملات تطوعية وإنما لا بد من تسجيل عمليات في ميزانيات البلديات للسهر على تنقيتها باستمرار، تحسبا لخطر الفيضان أثناء مواسم الأمطار"، وأوضح أنه مثلما يتم التحضير لموسم الاصطياف بتخصيص ميزانية خاصة فلابد من التفكير بتخصيص ميزانية أخرى لتنقية الوديان. رزنامة خاصة لتنقية وديان الولاية واعتبر المتحدث بأن مساهمة البلديات في تكثيف حملات التحسيس وتوعية السكان المحاذين للوديان مهمة للغاية للإبقاء على هذا الرافد الحيوي كمصدر للحياة والترفيه، إذ يقول في هذا الصدد: "وادي طاطاريق من المفروض أن يتم استغلاله في رياضة الزوارق المطاطية كاياك مثلما هو معمول به في عدة بلدان لأن مياهه مصفاة ولا تشكل أي مصدر خطر، بل الخطر الوحيد هو يد الإنسان التي تعبث به من خلال رمي القاذورات والنفايات فيه". وأوضح بأن هناك قنوات للمياه القذرة تصب فيه تعود لبعض الترقيات العقارية المنتشرة على أطرافها، مؤكدا أنه "لا بد على هؤلاء تحمّل مسؤولياتهم في هذا الشأن من خلال السهر على عدم رمي النفايات التي قد تتسبب في انسداد البالوعات وبالتالي خطر تلوث مياه الوادي". من جهة أخرى أكد مدير "أونا" بأن مصالحه ووفقا للبرنامج السنوي الذي ينطلق عادة خلال شهري جويلية وأوت، يشمل تنقية 4 آلاف مِشعَب و477 بالوعة تم خلالها رفع أزيد من 50 مترا مكعبا من النفايات المتمثلة في الأتربة والبلاستيك والمطاط، معلّقا على هذا الحجم بكونه "كبيرا والمتسبب الرئيسي في انسداد البالوعات مما قد يؤدي إلى تسجيل فيضانات خلال موسم الأمطار". 6 ملايير سنتيم لتهيئة واديي بودواو وبرج منايل خصصت مديرية الموارد المائية غلافا ماليا يفوق 2.1 مليار سنتيم من أجل تهيئة وادي بودواو، وبالتالي حماية مدينة بودواو من خطر الفيضان، وحسب رئيسة مصلحة التطهير بالمديرية، فإن هذه العملية تعرف نسبة إنجاز متقدمة بعد انتهاء عملية التنقية من خلال إزالة مختلف النفايات المرمية فيه والمشكلة أساسا من نفايات بلاستيكية وحشائش وبقايا الأشجار، وأوضحت بأن الأشغال الأخرى تنحصر في توسيع مجرى الوادي خاصة بمصبه نحو البحر، إذ بقيت حسب المصدر مسافة تقل عن 2 كلم وكذا 2.4 كلم لقناة وادي شريطة المتفرعة عنه، متحدثة عن مشاكل الاعتراضات التي سجلت بهذا الشطر تحديدا من طرف أحد أصحاب المستثمرات الفلاحية المسجلة تحديدا على مستوى الجسر فوق (ط.و/5) إلى الجسر تحت خط السكة الحديدية، ما أثر سلبا على سير أشغال هذه العملية الهادفة إلى حماية المدينة من خطر الفيضانات. في السياق أكد رئيس دائرة بودواو يوسف سي بشير، ل«المساء" بأن دراسة تقنية أنجزت فيما يخص تهيئة وادي بودواو ضمن مخطط قطاعي خصص له مبلغ يفوق مليارّي دج، موزع على ثلاث حصص تخص الأولى تهيئة قناة وادي شريطة مع وضع الخرسانة بلغت بها نسبة الأشغال 60%، وتخص العملية الثانية تهيئة وتنقية وادي بودواو مع تدعيمه بالحجارة والخرسانة المسلحة تتضمن حصتين، موضحا بأن الإشكال الحقيقي الذي يعيق جزئيا إنهاء هذا المشروع بين جسر (ط.و/5 ) وجسر مدينة بودواو، هو وجود 18 بيتا قصديريا على الجهة اليسرى لهذا الوادي، موضحا أمر التكفل بها خلال عمليات الترحيل القادمة، كما سيتم تحويل الأعمدة الكهربائية متوسطة الضغط المتواجدة بمسار الوادي لاستكمال أشغال التهيئة عموما، أما الاعتراض المسجل لصاحب المستثمرة الفلاحية رقم 23، الذي يحول دون الانتهاء من عملية تهيئة وادي شريطة بحجة عدم تقييم الأضرار بالرغم من المحاولات المتكررة دون جدوى، فقال المسؤول بأن الوضع يتطلب تدخل الجهات المختصة وبالأخص مديرية الفلاحة. من جهته تحدث رئيس دائرة برج منايل محمد بوعمار، عن عملية تخص تهيئة وادي البسباس من مصبه من قرية عمر إلى التقائه بوادي يسر، وقال بأنه خصص للعملية مبلغ 4.5 مليار سنتيم من صندوق التضامن والضمان مع الجماعات المحلية لحماية حي بن بولعيد من خطر الفيضان، وأوضح ل«المساء" بأن عملية ثانية تخص تهيئة وادي برج منايل المسجلة على مستوى مديرية الموارد المائية، بينما انطلقت عملية تطهيره بالتنسيق مع مصالح "أونا" على مسافة واحد كلم، بالإضافة إلى تنظيم حملات تطوعية بالتنسيق مع بلديات الدائرة برج منايل تخص تنظيف البالوعات. بلديات.. في الموعد من جهتها خصصت بعض البلديات المسجلة لمرور وديان بأقاليمها برنامج عمل خاص يخص تنقية مجاري الوديان وتطهير البالوعات، حيث أكد رئيس بلدية أولاد هداج عمر شناشي، بأنه تم تخصيص مبلغ مالي يقارب 500 مليون سنتيم من خزينة البلدية يوجه لتنقية 6 وديان تمر عبر إقليم البلدية، وأوضح بأن البرنامج يشمل كذلك تنقية البالوعات التي كانت قد انطلقت مؤخرا. العملية حسب المسؤول تخص تنقية ثلاثة وديان بحي "محمد بوضياف" المعروف بتسمية حوش المخفي والتي قد انطلقت وهي مستمرة، واصفا إياها ب«الكبيرة والهامة" بالنظر إلى التوسع السكاني الكبير المسجل بالحي الذي يضم أزيد من ألف ساكن، إضافة إلى عمليات أخرى تشمل تنقية ثلاث وديان أخرى لاسيما بأولاد هداج وسط، وقال بأن العملية تعرف بعض "الصعوبات" بسبب نسيج سكاني كبير على أطراف الأودية لاسيما بحوش المخفي، مرجعا السبب الرئيسي للحالة المزرية التي تعرفها الوديان إلى الرمي العشوائي للنفايات ولمياه الصرف الصحي بها. من جهته أكد رئيس بلدية زموري حميد بلكبير، ل "المساء" بأن عملية تطهير البالوعات قد انطلقت وهي مستمرة، وقال إنها خطوة من صميم عمل البلديات وبوسائلها ومعداتها وعمالها، بينما أكد أن عملية تنقية وادي الزعاترة ووادي بن يونس تتطلب التنسيق مع عدة جهات أطراف من أجل المحافظة على مجرى الوادي ومصبه دون نفايات. كذلك أكد رئيس بلدية الثنية علي بن طالة، بأن الإشكال الحقيقي في تنقية وادي الثنية المعروف محليا بوادي "سبيطار" الذي يمر عبر المدينة، إضافة إلى وادي عربية النسيج العمراني الفوضوي على أطرافه، مما يجعل أي تدخلات للتنقية تعرف فشلا بالنظر لعدم تدخل الساكنة في حماية هذه الروافد المائية بسبب الرمي العشوائي للنفايات وكذا لمياه الصرف الصحي.