سجلت الجزائر قرابة 42 ألف حالة سرطان جديدة منها أكثر من 10 آلاف حالة سرطان ثدي لدى النساء، ما يمثل حوالي 30 بالمائة من عدد الحالات المسجلة، يليها سرطان المستقيم الذي يحتل المرتبة الأولى لدى الرجال ثم سرطان القولون والبروستات وعنق الرحم والرئة، الأمر الذي دفع بوزارة الصحة إلى تنصيب لجنة وطنية تتكفل بالكشف المبكر عن خمسة أنواع من السرطان والتي تعد الأكثر انتشارا في المجتمع الجزائري. وحسب الإحصائيات التي قدمتها البروفيسور دوجا حمودة، خلال اللقاء السنوي الرابع للشبكة الوطنية لسجلات السرطان الذي نظمته أمس، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بفندق الأوراسي بالعاصمة، فقد تم تسجيل 41934 حالة سرطان جديدة بمعدل 103,3 حالة لكل 100 ألف ساكن وذلك وفق المعطيات المستقاة من سجلات السرطان لعام 2016، حيث تم تسجيل زيادة طفيفة مقارنة بالعام الذي سبقه (41800 حالة سرطان). ويحتل سرطان الثدي مقدمة الحالات المشخصة بنسبة 30 بالمائة، حيث جاء في المرتبة الأولى في كل الولايات باستثناء تمنراست، يليه سرطان المستقيم ب15 بالمائة ثم سرطان عنق الرحم ب5 بالمائة، ما يستدعي حسب البروفيسور حمودة ضرورة أن يركز برنامج مكافحة السرطان على الأنواع السرطانية الستة الأولى الأكثر انتشارا في الجزائر من أصل 60 نوعا سرطانيا معروفا في العالم، يتقدمها سرطان الثدي والقولون والمستقيم إضافة إلى سرطان البروستات وعنق الرحم والرئة. كما أكدت المتحدثة أهمية وضع برنامج خاص للوقاية والتشخيص لمكافحة هذه الأنواع من السرطان التي تنتشر بشكل أكبر في الجزائر، غير مستبعدة إمكانية جعل هذا البرنامج أولوية لدى وزارة الصحة بعد مخطط 2015 2019 الخاص بمكافحة السرطان. وإذ لفتت إلى أن السرطان مرض لا مفر منه، كونه ضريبة للتطور ولمسار شيخوخة السكان وارتفاع معدل العمر والنمط المعيشي الذي تطغى عليه المواد المصبرة والاصطناعية، اعتبرت من غير السهل تغيير عوامل الخطر، غير أنه يمكن حسبها تغيير طريقة التعرض لهذه العوامل خاصة من خلال التحسيس والتوعية. ومن بين أهم التوصيات التي تقدمت بها البروفيسور حمودة، ضرورة استقرار وترسيم الطاقم الطبي المكلف بسجلات السرطان في كل ولاية من ولايات الوطن، وهو المطلب الذي أكد مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بأن الوزارة أخذته بعين الاعتبار، حيث تم حسبه إصدار تعليمة من أجل ترسيم المكلفين بسجلات السرطان عبر مختلف الولايات، معلنا عن تنصيب لجنة وطنية للتكفل بالكشف المبكر عن خمسة أنواع من السرطان الأكثر انتشارا في الجزائر. كما أعلن نفس المسؤول عن تسليم 4 مراكز لعلاج السرطان مع نهاية العام الجاري، بكل من بشار وأدرار وتيزي وزو، مشيرا في نفس الصدد إلى وجود 12 جهازا للعلاج بالأشعة ستدخل حيز الخدمة قريبا لدعم 37 جهازا متوفرا حاليا على المستوى الوطني. وأرادت وزارة الصحة أن يكون اللقاء السنوي الرابع للشبكة الوطنية لسجلات السرطان بمثابة «يوم وطني للشبكة» من أجل إجراء تقييم كمي ونوعي وتبادل البيانات وتقييم درجة تنفيذ هذه السجلات وتوحيد تنظيم السجل في إطار الشبكات الإقليمية والشبكة الوطنية لسجل السرطان السكاني. ويتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه القائمين على هذه السجلات في مدى موثوقية البيانات المتعلقة بالسرطان، التي يمكن الاعتماد عليها في صنع القرار في إطار مخطط السرطان، حيث اقترح المشاركون في اللقاء في هذا الإطار تطوير وسائل الاتصال ومعالجة وتحليل المعطيات من خلال وضع قاعدة معلومات جهوية إلكترونية، إضافة إلى تنظيم لقاءات تنسيقية قبل أسبوعين من اليوم الوطني لسجل السرطان الموافق ال24 أكتوبر من كل عام، من أجل المصادقة على المعطيات وتجديد المعلومات. كما دعوا إلى تنظيم دورات تكوينية وتسهيل الاستفادة من الخدمات الاستشفائية على مستوى مراكز العلاج المتخصصة.