رد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، والخاصة بتجاوز ملف الذاكرة والتركيز على المشاريع الاقتصادية، بالقول «إن أهم مشروع بالنسبة لنا مع فرنسا هو ملف الذاكرة»، موضحا أن ملف «الاعتراف بمن شاركوا في الثورة التحريرية قد طوي نهائيا ولا رجعة فيه الآن بعد 56 سنة من الاستقلال». وجاء رد الوزير على الصحافة على هامش جلسة الأسئلة الشفوية المنظمة أول أمس الخميس، بالمجلس الشعبي الوطني، حيث جدد الوزير موقف الحكومة الجزائرية في مجال الذاكرة والالتزامات التي يتعين على الحكومة الفرنسية القيام بها، وهي أربعة ملفات، رد الأرشيف، وإعادة الجماجم الخاصة بضحايا المقاومة الشعبية، وتعويض ضحايا التجارب الوطنية و المفقودين. وفي سياق رده على أسئلة النواب، المتضمنة «دعوة لإعادة فتح تحقيق من أجل الاعتراف ب150 شهيدا بولاية تيزي وزو و منحهم الصفة» قال، أن الوزارة، أغلقت نهائيا هذا الملف ولا رجعة فيه، مذكرا بالجهود والأعمال التي قامت بها لجان التحقيق الخاصة، حيث استغرقت سنوات في دراسة ملفات المجاهدين والشهداء وجميع من ساهموا في الثورة بصفة عامة. واستند الوزير في رده إلى القرار الذي اتخذته المنظمة الوطنية للمجاهدين، في مؤتمرها تاسع، مشيرا إلى «انه ترك الوقت والمجال واسعا أمام من كانوا يريدون تقديم الطعون لتسوية ملفاتهم بشكل ديمقراطي ومهني بدقة ومهنية ومسؤولية تاريخية إنصافا لمن ساهموا في ثورة التحرير». أما فيما يتصل بسؤال آخر يتعلق بدعوة الوزارة لإنجاز فيلم يجسد ثورة زعاطشة التي كانت فخر سكان الجنوب وتاريخ الجزائر، أكد الوزير، أن هيئته تعنى بالثورة الوطنية والمقاومة الشعبية وتجتهد للتعريف بها وبرموزها ، من خلال تنظيم الأيام الدراسية والندوات التاريخية ودعم الكتابات التاريخية في هذا المجال. موضحا أن هذه العناية هي اهتمام متواصل ومستمر، حيث تشرف المراكز الجهوية التابعة للوزارة والمركز الوطني المتخصص في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، على الاهتمام بمجال المقاومة الشعبية الجزائرية، كغيرها من المجالات الأخرى الخاصة بالثورة وتاريخ الجزائر، موضحا أن المركز مجهز بعدة وسائل ومؤلفات وأرشيف يروي مسار الثورات الشعبية ومنها ثورة الزعاطشة. أما بالنسبة لشق السؤال الخاص بإنجاز، فيلم»ثورة الزعاطشة»، قال زيتوني، إن الأمر مرتبط بجانب أكاديمي دقيق متعلق بأعداد السيناريو يستند إلى أحداث تاريخية، بالإضافة إلى تسخير إمكانيات كبيرة حتى يكون الفيلم في المستوى المطلوب، مذكرا بالأفلام التي أطرتها الوزارة مثل فيلم مصطفى بن بولعيد، فيلم كريم بلقاسم ولالة فاطمة نسومر.