صرّح صباح أمس من قسنطينة، وزير المجاهدين الطيب زيتوني بأن مصالحه لم تمنع أي عمل تاريخي حول الثورة أو تفرض الرقابة على مذكّرات من عايشوها، في حين اعتبر بأن ملف الذاكرة الوطنية قادر على نسف العلاقات بين الجزائروفرنسا، كما قال إن تكريم الحركى شأن فرنسيّ. وأكد الوزير، خلال الزيارة التي قادته إلى مقر الولاية التاريخية الثانية بقسنطينة في ذكرى استشهاد زيغود يوسف، بأن مصالحه لم يسبق لها وأن منعت مذكرات أي عمل تاريخي حول ثورة التحرير، وعبر عن ذلك بالقول «إن وزارة المجاهدين رفعت كل الحواجز والممنوعات وكسرت الطابوهات، كما أنني أتحدى أي شخص يقول إن الوزارة منعتني من نشر مذكراتي أو شهادتي أو من إعداد فيلم وثائقي»، فيما اعتبر بأنه من الإيجابي أن يكتب المجاهدون مذكراتهم وأن يشتغل المؤرخون على موضوع الثورة، لخلق النقاش حول التاريخ والخروج بالحقيقة التي يجب أن يعرفها الشعب، على حد تأكيده. وقال الوزير بخصوص الحركى الذين قررت فرنسا تكريمهم، بأنه شأن فرنسي، مؤكدا بأن الجزائر تهتم بتاريخها وبدراسته. ونزل وزير المجاهدين ضيفا على إذاعة سيرتا في ختام زيارته، حيث قال في رد على سؤال حول الاعتراف الأخير من الرئيس الفرنسي بمسؤولية دولته على اختطاف موريس أودان وتعذيبه حتى الموت خلال حرب التحرير، «إن جبالا من الجماجم وبحارا من الدماء بين الجزائروفرنسا، ولا يمكن القفز فوقها»، مضيفا بأن البلدين تربط بينهما علاقات من الجوانب الاقتصادية والثقافية وغيرها، في حين شدد على «أن هذه العلاقات يمكن أن تنسف في أيّة لحظة عن طريق الذاكرة الوطنية». وأضاف الوزير بأن الطرفين قد قطعا خطوات إيجابية في هذا الصدد، معتبرا بأن هناك تحسنا في اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية في الجزائر، بما سمّاه «بعض التصريحات المشجعة في هذا الجانب»، لكنه اعتبرها «غيضا من فيض». ونبّه نفس المصدر بأن الجزائر لا تقصد بأرشيفها الجزء الخاص بالثورة فقط، وإنما الوثائق المتعلقة بجميع جوانب الحياة، على غرار الاقتصاد والثقافة، منذ دخول الاحتلال الفرنسي إلى غاية الاستقلال، مشيرا إلى أن المسؤولين الفرنسيين وافقوا في البداية على جزء منه، في حين قال إن حجم الأرشيف الجزائريبفرنسا يقدر ب475 كيلومتر. أما الملف الثاني الذي قال الوزير بشأنه إنه يعرف تقدما بطيئا، فيتعلق بجماجم المقاومة الوطنية، حيث أكد بأنه يجري بالتنسيق مع وزارة الخارجية إحصاؤها وعملية التعرف عليها من طرف مختصين وعلماء، كما تمّ التّعرّف على 31 من أصحابها، في حين يتزايد العمل في الوقت الحالي، كما قال إن فوج المختصين تنقل إلى باريس وسيتنقل في المرة الثانية من أجل عملية التعرف. وأضاف الوزير بأن فرنسا أدرجت الجماجم ضمن التراث الفرنسي ويجب إخراجها بموجب قانون من التراث، لكي تتمكن الجزائر من استرجاعها ودفنها في ترابها. من جهة أخرى، أفاد نفس المصدر بأن لجنة القراءة أعطت الموافقة المبدئية حول سيناريو فيلم زيغود يوسف، في حين يجري حاليا البحث عن طريقة لتمويل الفيلم نظرا للوضعية المالية الصعبة. وقال المعني «إن من ينتج فيلما فعليه أن يتقبل النقد». وأشار الوزير إلى أن فيلم العربي بن مهيدي لم يتوقف ولن يتوقف مستقبلا، موضحا بأن مصالحه طرحت بعض الملاحظات حوله وقامت بعمل روتيني، على غرار جميع الأفلام الأخرى، كما أضاف بأن لجنة القراءة المكونة من باحثين ومختصين اجتمعت بالمخرج وتم الاتفاق على منهجية، في حين شدد بأن المناقشة حول الفيلم تسجل تقدما وسيعرض قريبا. واكتفى وزير المجاهدين في رد على سؤال حول تصريحات وزير الداخلية الأسبق دحو ولد قابلية بخصوص صالح بوعويكر، بالقول «إن الله قد ردّ الاعتبار للشهداء». وأشرف الطيب زيتوني في زيارته على افتتاح موسم سبتمبر للتكوين المهني بقسنطينة، كما زار مركزي تعذيب ببلدية زيغود يوسف، واحد منها يخضع لعملية تهيئة، ووقف ترحما على الشهداء في مقبرة الشهداء بنفس البلدية، في حين تفقّد مقر قيادة الولاية التاريخية الثانية، ثمّ تنقل إلى جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية وأشرف على ندوة تاريخية حول زيغود يوسف، نشّطها مختصون.