أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فافا سي لخضر بن زروقي أمس، أن المصالحة الوطنية في الجزائر تُعد «نموذجا رائدا» في استتباب الأمن والاستقرار عبر مختلف الأوطان، مشيرة إلى أن هذه السياسة تبقى تشكل «مصدر إلهام للكثير من الدول التي تعاني من أزمات». وقدمت السيدة بن زروقي خلال لقاء جمعها بأعضاء لجنة الحقيقة والعدالة والمصالحة المنصّبة في دولة مالي، المسار التاريخي لتجربة المصالحة الوطنية في الجزائر، خاصة ما تعلق بالجوانب القانونية لميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مبرزة الجهود التي بذلها رئيس الدولة من أجل شرح هذا المسعى، وتوعية المواطنين حول أهميته من خلال خرجاته الميدانية ولقاءاته الشعبية. كما أبرزت السيدة بن زروقي دور المجتمع المدني في ترقية المصالحة الوطنية، داعية أعضاء اللجنة إلى العمل؛ من أجل توعية المجتمع المدني في مالي بخصوص تجسيد مصالحة وطنية تراعي خصوصيات هذا البلد. في سياق متصل، تطرقت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، للإجراءات القانونية والإدارية التي انتهجتها السلطات في مجال التكفل بضحايا المأساة الوطنية، مبرزة دور الجيش الوطني الشعبي في محاربة ظاهرة الإرهاب. كما شكّل اللقاء فرصة، استعرضت خلالها السيدة بن زروقي مهام وتاريخ الهيئة التي ترأسها، مبدية استعدادها لمساعدة «الأشقاء في دولة مالي في مجال ترقية حقوق الإنسان». وبدورهم،أعرب أعضاء اللجنة المالية عن «رغبتهم الشديدة» في الاقتداء بالتجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية بالنظر إلى نتائجها الإيجابية، وفي مقدمتها استتباب الأمن والاستقرار الوطنيين. جدير بالذكر أن الوفد المالي الذي يترأسه عصمان أومارو سيديبي، سيقوم بعدة نشاطات مرتبطة بتطبيق اتفاق السلم والمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان، علاوة على كيفيات التكفل بتعويض الأشخاص المعنيين باتفاق السلم في مالي.