أكد امس بالجزائر رئيس لجنة الحقيقة والعدالة والمصالحة في مالي، عصمان أومارو سيديب، الذي يقوم بزيارة الى الجزائر، أن مالي الذي يمر بأزمة عميقة يريد الاستلهام من التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية. وفي تصريح للصحافة عقب الجلسة التي خصه بها وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، أوضح المسؤول المالي: جئنا من أجل الاستلهام من التجربة الجزائرية في مجال استعادة السلم والأمن مما سيساعدنا على تقويم الوضع المؤلم في مالي وتسجيل تقدم على مستوى المصالحة الوطنية ببلدنا . كما اشار سيديبي أن لجنة الحقيقة والعدالة والمصالحة تتكون من 25 مفوضا يمثلون جميع الأطراف الفاعلة في اتفاق السلم والمجتمع المدني إضافة إلى المنظمات المالية، مضيفا أن الأمر هام من أجل انجاح اجماع متفق عليه بالنسبة لجميع السكان. وأردف قائلا: نحن ممثلون على مستوى جميع التراب المالي لاسيما بشمال الوطن و قد أحصينا حوالي 10000 ضحية يجب تعويضها ومن ثمة ضرورة الاستلهام من التجربة الجزائرية في هذا المجال . ولدى تذكيره بأن بلده مر بأزمة عميقة، أكد سيديب، الذي يقود وفد المفوضين التابعية للجنة التي يرأسها، أن مالي وقع على اتفاق السلم والمصالحة بدعم من السلطات الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وأضاف سيديب قائلا: الأزمة جد عميقة في مالي حيث تم ضرب العيش والتلاحم الجماعيين بقوة، ومن هنا جاء توقيع اتفاق السلم والمصالحة الذي نسعى جاهدين لتطبيقه من خلال انشاء هيئة الحقيقة والعدالة والمصالحة والتي من شأنها مد يد العون للشعب المالي ومساعدته في استرجاع العيش الجماعي . كما أفاد أن الجزائر عرفت كيف تتخلص من الأزمة التي عاشتها طيلة 10 سنوات، بعد جهد كبير تأتى بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية إلى جانب وسائل وأجهزة أخرى. ويترأس سيديب، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر في إطار التعاون الثنائي، وفدا متكونا من مفوضين ينشطون في لجنة الحقيقة. وخلال إقامته بالجزائر، سيقوم الوفد المالي بعدة نشاطات مرتبطة بتطبيق اتفاق السلم والمصالحة الوطنية، وحقوق الإنسان علاوة على كيفيات التكفل بتعويض الأشخاص المعنيين باتفاق السلم في مالي. كما سيزور الوفد مقر المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب من أجل التطلع على دور الحركة الجمعوية في الجزائر.