أكد قادة وحدات عسكرية يمنية أنهم تلقوا أمس، أوامر من قياداتهم العليا بوقف عملياتهم العسكرية ضد مواقع المتمردين الحوثيين في مدينة الحديدة الساحلية في غرب البلاد إلى إشعار آخر. وأكد قائد إحدى الوحدات الميدانية اليمنية التي تحاصر مدينة الحديدة هذه الأوامر، إلا أنه أوضح أن ذلك لا يعني عدم الرد على تحركات الحوثيين إذا ما حاولوا التقدم أو استغلال الموقف لضرب مواقعنا. وعرفت هذه المدينة التي تضم أكبر ميناء في اليمن، وتشهد أعنف المعارك منذ شهر جوان الماضي، خلال الساعات الأخيرة هدوءا حذرا بعد أن طالبت الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وبريطانيا العربية السعودية بوقف عملياتها العسكرية فيها على خلفية تردي الأوضاع الإنسانية فيها، وهو ما يفسر قبول السلطات السعودية السماح لمصابين في صفوف الحوثيين بمغادرة المدنية للعلاج في الخارج. وجاءت هذه التطورات في وقت أكد فيه وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقش، أن بلاده التي تشارك في الحرب في اليمن أعطت موافقتها على المشاركة في مفاوضات سياسية بين فرقاء الحرب اليمنية، كما دعت إلى ذلك الولاياتالمتحدة التي تقود مساع حثيثة من أجل إسكات لغة الرصاص وإجلاس فرقاء الحرب إلى طاولة مفاوضات مباشرة. وعرضت الحكومة السويدية أمس، استعدادها احتضان هذه المفاوضات متى اتفقت الأطراف اليمنية لإنهاء المأساة الإنسانية في أحد أفقر بلدان العالم. وحذّر ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في هذا السياق من أن اليمن قد يواجه أسوأ كارثة إنسانية منذ مائة عام، وقال إن ما بين 12 و14 مليون يمني يواجهون خطر الموت جوعا بسبب تداعيات الحرب المفروضة على السكان اليمنيين، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية مهما كانت كمياتها لن تكون كافية للوصول لكل من هم بحاجة إليها. وانتهى بيزلي، إلى هذه القناعة بعد زيارة قادته إلى اليمن لتقييم مستوى الأمن الغذائي في هذه الدولة العربية الفقيرة التي تقف على شفا المجاعة بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات.