الأمم المتحدة تحذر من أسوا مجاعة في العالم ** *400 ألف طفل يمني قد يموتون جوعا خلال أيام *غوطة دمشق على أعتاب كارثة محققة يتمدد ضحايا الجوع في البلاد العربية بشكل متسارع فلم يرحم هذا القاتل المأجور حتى الأطفال الرضع الذين باتوا الرقم الأول في قائمة الموتى في زمن الحروب العربية- العربية ! ق.د/وكالات يبدو أن الحرب في اليمن لم تعد تصنع جديداً في الوضع الدامي المشتعل بالمواجهات والقصف اليومي منذ سنوات وحدها الأزمة الإنسانية المستمرة وشبح طوابير المواطنين أمام محطات تعبئة الغاز والمخاوف من شبح المجاعة وتحوّل بلدهم إلى سجن كبير أبرز ما بدا ظاهراً خلال الأيام الماضية كنتيجة لتصعيد التحالف بإغلاق منافذ اليمن كافة وهو الإجراء الذي بدأ يرتدّ عكسياً من التضامن الدولي مع السعودية ضد صاروخ الحوثيين إلى المطالبة برفع الحصار عن موانئ ومنافذ اليمن. وأظهرت تطورات الأيام القليلة الماضية ملامح مرحلة جديدة من الأزمة الاقتصادية والإنسانية الخانقة عمّت البلاد بنسب متفاوتة من محافظة إلى أخرى مع ارتفاع أسعار العديد من السلع الغذائية وانعدام المشتقات النفطية في محطات الوقود وإغلاق ما تبقى من المنافذ الجوية جنباً إلى جنب مع التدهور المريع والمستمر لأسعار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية وانتقال البلاد إلى مستوى جديد من الكارثة التي تهدد الملايين. وأكد سكان في العاصمة اليمنية تراجع مستوى الحركة العامة على المستويين الخاص والعام كنتيجة للأزمة في ظلّ مخاوف من اشتدادها مع كل يوم إضافي إذا ما استمر إغلاق الموانئ التي تصل عبرها أغلب الواردات التجارية من الخارج في حين لا يزال المئات من المسافرين اليمنيين جواً عالقين في المطارات في انتظار عودة الرحلات الجوية بمن فيهم المرضى الذين يحتاجون للعلاج في الخارج. على المستوى المحلي لاقى قرار التحالف بإغلاق المنافذ كافة استياءً لدى مختلف الأوساط اليمنية التي رأت أن القرار يفرض عقاباً جماعياً على ملايين اليمنيين خصوصاً مع شموله للمناطق التي تطلق عليها الحكومة الشرعية والتحالف تسمية المحافظات المحررة وهي المناطق الأكبر من حيث المساحة وعدد المنافذ لكنها الأقل من حيث الكثافة السكانية التي تتركز في المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم أو في المناطق المشتعلة بالمواجهات والمتأثرة بالحرب كمحافظة تعز. وعقب موجة الإدانات الدولية التي تضامنت مع السعودية إزاء الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون واستهدف مطار الرياض الدولي مساء السبت الماضي أدى قرار التحالف بإغلاق المنافذ إلى موجة مغايرة من ردات الفعل التي عبّر أصحابها عن رفضهم للحصار المفروض على اليمن وأبرزها دعوة مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء الماضي التحالف لإبقاء الموانئ والمطارات اليمنية مفتوحة لإيصال المساعدات الإنسانية. وأعلن رئيس مجلس الأمن الدوري للشهر الحالي سيباستيانو كاردي في تصريح للصحافيين عقب اجتماع معلّق عقده المجلس حول اليمن بطلب من السويد يوم الأربعاء أنّ أعضاء المجلس ال15 عبروا عن قلقهم جراء الوضع الإنساني الكارثي في اليمن وشددوا على أهمية إبقاء كل الموانئ والمطارات اليمنية مفتوحة فيما حذّرت الأممالمتحدة وعلى لسان مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك من أنّ الحصار الذي يفرضه التحالف على اليمن يجعل البلد يواجه المجاعة الأضخم منذ عقود مما قد يؤدي إلى سقوط ملايين الضحايا في وقت أصدرت 15 منظمة دولية بياناً يطالب بالاستئناف الفوري لإيصال المساعدات ويحذّر من كارثة في حال استمر الإغلاق. وكانت الأممالمتحدة علّقت منذ الاثنين الماضي رحلاتها الإنسانية إلى مطار صنعاء الدولي وأشعرت السفن الإغاثية الموجودة في ميناء الحديدة غربي البلاد بالانسحاب. وعلى الرغم من أنباء عن إعادة فتح ميناء عدن منذ يوم الأربعاء الماضي إلاّ أنّ أزمة إغلاق المنافذ تبقى مرتبطة بميناء الحديدة باعتباره المرفأ الأهم الذي تصل إليه أغلب الواردات التجارية والمساعدات الإنسانية. ويبدو إجمالاً أن اليمن وبعد أيام على إغلاق المنافذ دخل مرحلة جديدة من الأزمة الإنسانية الكارثية بالأساس والتي صنفتها الأممالمتحدة بالأسوأ عالمياً مع وجود حوالى 80 بالمائة من السكان بحاجة إلى مساعدات وفقدان ملايين اليمنيين لمصادر دخلهم أو انقطاع مرتباتهم الوظيفية في القطاع الحكومي منذ أكثر من عام في حين ارتفعت أسعار بعض السلع إلى الضعف مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب. الأممالمتحدة و22 منظمة إنسانية: حياة ملايين اليمنيين مهددة في غضون أسابيع أعربت الأممالمتحدة و22 منظمة دولية عاملة في المجال الإنساني عن قلقها الشديد إزاء إغلاق التحالف الذي تقوده السعودية منافذ اليمن البرية والبحرية والجوية محذرة من أن حياة الملايين مهددة في غضون ستة أسابيع جراء احتمال نفاد المواد الغذائية. وقال بيان صادر عن المجتمع الإنساني في اليمن موقّع من 23 منظمة دولية بينها الأممالمتحدة اطلع العربي الجديد على نسخة منه إن الوضع الإنساني في البلاد هشّ للغاية وإن أي اختلال يواجه الإمدادات الهامة مثل الغذاء والوقود والأدوية يعرّض ملايين اليمنيين لخطر المجاعة والموت. وذكر البيان أن هناك أكثر من 20 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وأن سبعة ملايين منهم يعيشون ظروفاً تشبه المجاعة ويعتمدون على المعونات الغذائية وإنه في غضون ستة أسابيع ستنفد الإمدادات الغذائية لإطعامهم. وأشارت منظمات المجتمع الإنساني إلى أن ثلثي السكان يعتمدون على الإمدادات التجارية المستوردة وأن أي نقص في المواد الغذائية يؤدي إلى زيادة أسعارها على نحو يتجاوز القدرة الشرائية للمواطن اليمني. وحذر البيان من أن مخزون البلاد من اللقاحات يغطي شهراً واحداً إذا لم يتم تجديده لافتاً إلى توقعات بتفشي الأمراض مثل شلل الأطفال والحصبة مع عواقب وخيمة لا سيما على الأطفال دون سن الخامسة. واعتبرت الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية في بيانها أن الشعب اليمني يعيش بالفعل عواقب كارثية للصراع المسلح منذ أكثر من عامين ونصف والذي دمر جزءاً كبيراً من البنية التحتية الحيوية ودفع بالخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار. ودعا بيان المجتمع الإنساني في اليمن إلى فتح جميع الموانئ الجوية والموانئ فوراً لضمان وصول الغذاء والأدوية إلى البلاد كما طالب التحالف الذي تقوده السعودية بتيسير وصول الإغاثة دون عوائق من خلال ضمان استئناف جميع الرحلات الإنسانية امتثالاً للقانون الدولي. وجاء البيان بعد أيام من إعلان التحالف الذي تقوده السعودية إغلاق كافة منافذ اليمن عقب إطلاق مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) صاروخاً بالستياً باتجاه العاصمة السعودية الرياض غير أن قرار إغلاق المنافذ يواجه رفضاً دولياً متزايداً في ظل التحذيرات من مجاعة تهدد حياة الملايين. زمن الحروب والجوع في السياق حذّر أنتوني ليك مدير منظمة الأممالمتحدة لرعاية الأمومة والطفولة (يونيسف) مساء الخميس من أن إغلاق جميع الموانئ والمطارات في اليمن مؤخرًا يجعل الوضع الكارثي بالفعل في اليمن أكثر سوءًا . وقال ليك إن أكثر من 400 ألف من أطفال اليمن معرضون لخطر الوفاة بسبب سوء التغذية الحاد . وشدد المسؤول الأممي على أن الأطفال ليسوا مسؤولين عن الصراع والمذابح التي يرتكبها الكبار لكنهم أول الضحايا . وأشار ليك إلى أن مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ دعا جميع أطراف النزاع إلى توفير وصول إنساني آمن وسريع وبدون عوائق إلى المحتاجين من خلال جميع الموانئ والمطارات بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء . الخارجية الأميركية: الوضع الإنساني في اليمن قد يتطور إلى مجاعة من جهتها دعت وزارة الخارجية الأميركية إلى فتح الموانئ اليمنية لدخول المساعدات الغذائية والبضائع مشدّدة على ضرورة وصولها من دون عائق . وحذّرت الخارجية مجدّداً من أن الوضع الإنساني في اليمن قد يتطور إلى مجاعة. وقالت إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تواصل مع نظيره السعودي عادل الجبير بشأن الوضع الإنساني في اليمن. ضحايا الجوع يتمددون في سوريا في الجانب الاخر تعيش سوريا نفس اجواء الحرب الدامية الغامضة فبعد تسجيل آلاف حالات سوء التغذية في القرى والبلدات المحاصرة في الغوطة الشرقية لدمشق وبعد تزايد الوفيات الناجمة عن الجوع قررت الأممالمتحدة أن ترفع صوتها محذرة من كارثة محققة يواجهها سكان المنطقة السورية المنكوبة. وأكدت الأممالمتحدة أنها تطالب دمشق منذ أكثر من 5 أشهر بإجلاء الحالات المستعصية من الغوطة الشرقة لكن الحكومة السورية ترفض ذلك باستمرار. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن هناك نحو 400 حالة مستعصية لابد من إجلائها فورا من الغوطة من بينهم 30 شخصا يواجهون خطر الموت غالبيتهم من الأطفال الذين لا تستطيع أمهاتهم إرضاعهم لعدم توفر الغذاء. وتشكل الغوطة الشرقية واحدة من 4 مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في مايو الماضي في إطار محادثات أستانة برعاية كل من روسيا وإيران حليفتي دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة. وتحاصر القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها منذ 4 سنوات الغوطة الشرقية حيث يعيش نحو 400 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية وساهم اتفاق خفض التوتر الذي بدأ سريانه عمليا في جويلية في تراجع المعارك والغارات العنيفة التي كانت تستهدف تلك المنطقة باستمرار موقعة خسائر بشرية كبرى. ويعاني أكثر من 1100 طفل في الغوطة الشرقية من سوء تغذية حاد بحسب منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف). اليأس يخيم على المنطقة ويقول سكان وعمال إغاثة إن الحصار الخانق وضع الناس على شفا المجاعة لتخيم أجواء من اليأس على المنطقة الكبرى الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة بالقرب من العاصمة. وزادت حالات سوء التغذية بين الأطفال بواقع المثلين تقريبا في الشهرين الماضيين في إحدى العيادات بالضواحي التي تحاصرها القوات الحكومية منذ عام 2013 لكن الضغط زاد هذا العام لأن شبكة الأنفاق التي كانت تستخدم لتهريب الغذاء أغلقت. وأكدت مصادر ميدانية تصلب موقف حكومة دمشق والميليشيات الموالية لها بمنع إيصال الغذاء والدواء. وكان الغذاء والوقود والدواء يعبر خطوط القتال إلى الضواحي عبر شبكة من الأنفاق تحت الأرض لنحو 300 ألف شخص ولم تدخل أي إمدادات تقريبا منذ شهور وتسبب نقصها في ارتفاع حاد في الأسعار.