تشهد معظم شوارع وأحياء بلدية وهران عبر مندوبياتها، انتشارا واسعا للنفايات المنزلية ومختلف المخلفات التي لم يتم رفعها منذ أزيد من أسبوع كامل، جراء الإضراب الذي يشنّه أصحاب شاحنات جمع النفايات الخواص، الذين يطالبون بتسوية مستحقاتهم المالية العالقة لدى البلدية، فيما لم تتمكن البلدية من تغطية كامل أحياء المدينة باعتمادها على شاحنات حظيرتها، في وقت أعلنت عن دفتر شروط جديد لتنظيم العملية بعد سنوات من الفوضى التي عرفتها ببلدية وهران. أعرب مواطنو عدة أحياء كبرى بوهران خاصة الشعبية منها، عن انزعاجهم من تراكم أكوام النفايات المنزلية في الشوارع والأحياء التي تراكمت في شكل جبال من النفايات المنزلية وقطعت الطرقات في بعض الأحياء الشعبية. وطالب المواطنون بإيجاد حل للإضراب الذي دخل أسبوعه الأول ولازال يشنه أصحاب مؤسسات جمع النفايات الخواص، للضغط على البلدية لتسوية مستحقاتهم المالية العالقة لدى الخزينة البلدية. وبلغ حجم المستحقات الخاصة بالعام الجاري 2018، حسب مصدر مسؤول من البلدية، 42 مليار سنتيم، إلى جانب مستحقات بعض المؤسسات الخاصة، التي تعود إلى سنتي 2016 و2017. وقامت "المساء" أمس، بجولة ميدانية في عدد من الأحياء الشعبية التي غرقت شوارعها بالكامل في النفايات المنزلية، على غرار البركي وابن سينا والمقري وأحياء الحمري ومديوني وبوعمامة، حيث سارعت المندوبيات البلدية للقضاء على النقاط السوداء بالطرقات الكبرى والمحاور الرئيسة؛ في محاولة لإخفاء ما تعانيه الأحياء الكبرى. وأكد عدد من مديري المندوبيات البلدية أن الإمكانيات التي تتوفر عليها مصالحها غير كافية للتكفل بجمع النفايات عبر أحياء المدينة، وأن الشاحنات التي وُضعت في خدمة المندوبيات بسبب الإضراب، لا تقدر على تغطية الأحياء، خاصة أمام التعطلات المتكررة لها ونقص السائقين. وبالمقابل، سارعت إدارة بلدية وهران إلى الإعلان عن دفتر شروط جديد ينظم عملية جمع النفايات المنزلية من طرف المؤسسات الخاصة المتعاقدة مع بلدية وهران، فيما تم اختيار 117 مؤسسة خاصة لجمع النفايات، سيتم توزيعها على المندوبيات البلدية مع تقنين سعر الطن الواحد المرفوع من النفايات المنزلية، ب 1700 دج مقابل توفير البلدية 3 عمال لجمع النفايات لصالح أصحاب الشاحنات، الذين يلتزمون بدورهم بتوفير سائق الشاحنة مع تحديد تاريخ موحد لتسديد المستحقات الشهرية، وهو ما رآه بعض أصحاب المؤسسات المضربين، أمرا غير معقول، حيث لم تتم تسوية وضعيتهم المالية مقابل فرض دفتر شروط جديد. من جانبه، أكد مصدر مسؤول من البلدية أن مصالح قسم النظافة وفّرت 36 شاحنة للعمل على جمع النفايات مع توزيع الشاحنات التي لم تلتحق بالإضراب، على المندوبيات، فضلا عن شاحنات المؤسسة العمومية لجمع النفايات "وهران نظافة"، التي توفر 40 شاحنة في 3 مندوبيات بلدية. وأكد المصدر سعي البلدية لتسوية وضعية المؤسسات التي تمت دعوتها للحوار والعودة إلى العمل. ومقابل ذلك، كشف أن والي وهران سيتدخل اليوم للوقوف على المشكل واتخاذ إجراءات ضد بعض المسؤولين وإعادة عملية جمع النفايات، خاصة أمام قرب احتضان مدينة وهران عدة مواعيد دولية وإقليمية خلال الشهر الجاري وشهر ديسمبر المقبل.