وسط مشاكل لا تُعد ولا تحصى، فنية وإدارية، تقتحم تشكيلة جمعية وهران منافسة كأس الجمهورية في دورها الجهوي الأخير، بمواجهتها جارها مديوني الناشط في القسم الثاني (هواة). ويرى متتبعون وبعض محبي الجمعية، أنّها محظوظة بملاقاتها ممثل حي "الغوالم" وبمدينة وهران؛ لمعرفتها الجيدة بنقاط قوة وضعف مديوني، واحتمال عودة أنصارها إلى المدرجات من جديد، بعدما هجروها لأسابيع، فقط ستلاقيه وهي مطوّقة بمشاكل متعددة ومن كل جانب. بقيت تأثيرات توالي النتائج السلبية ظاهرة للعيان في المعنويات المنحطة، التي زاول بها اللاعبون التدريبات الأخيرة تحت إمرة مدربهم الجديد سيد احمد سليماني، الذي أُجبر على تخصيص حيز كبير منها للجانب المعنوي، حتى يجهّز تشكيلة قادرة على جلب انتصار تتجاوز به عائقها النفسي تدريجيا بغض النظر عن اسم ووزن المنافس. وكان سليماني حقن المجموعة الوهرانية بجرعة تحفيزية في أول اتصال بينه وبينها، لما استحسن إمكانياتها، ووصفها بالقادرة على الخروج بالجمعية إلى بر الأمان، محذرا في نفس الوقت من عدم التلاعب بالانضباط بعد الحادثة التي وقعت له مع الشاب حداد في اللقاء الودي ضد الجار أولمبي أرزيو، وتوخي الجدية في العمل من أجل نيل المناصب الأساسية، معتبرا لقاء الكأس سانحة له لإجراء بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية، بمنح الفرصة للاعبين الاحتياطيين، حتى يرفعوا من جاهزيتهم تحسبا للمقابلة الصعبة برسم الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب إلى المحترف الثاني، التي يستقبل فيها الوهرانيون الطموح اتحاد بسكرة، بعد التأكّد من حرمان الجمعية الوهرانية من خدمات بعض عناصرها، التي تُعد مفاتيح لعبها كالمدافعين زايدي نور الدين، ساسي والمهاجم هشام شريف بداعي الإصابة. أما عن لقاء الكأس في حد ذاته، فيراه المدرب سليماني مهمّا، والتأهل فيه يفيد أشباله من الناحية المعنوية، فضلا عن كونه فرصة للتصالح مع الأنصار الغاضبين بعد التعثرات الماضية، لكنه شدّد على توخي الحذر من أي مفاجأة، لأنها من صلب ونكهة منافسة الكأس، بحسبه. الإدارة تريد ثلاث صفقات رغم العوز المالي! من جانب آخر، أكدت إدارة جمعية وهران حاجة فريقها لانتدابات نوعية في فترة الانتقالات الشتوية، حتى يقف على قدميه من جديد. وقد كشف أحد مسيريها أن النيّة تتجه لإبرام ثلاث صفقات شتوية رغم العوز المالي الواضح الذي تعاني منه، والذي أعجزها عن تسديد ولو أجرة شهرية واحدة للاعبيها؛ أسوة بالأندية الأخرى، لكن ذات المسير لم يعلق، بالمقابل، على الأخبار التي تتحدث عن نزيف بشري يتهدد التعداد في ذات الفترة، حيث تفكر بعض الركائز في المغادرة، شأنها في ذلك شأن عناصر أخرى ملت الوعود الكاذبة، بعدما تلقت عروضا جدية من عدة أندية وطنية، ترغب في استغلال الظرف المالي الصعب للفريق الوهراني للقبض على بعض لاعبيه المميزين. مديوني وهران ... لقاء "الجمعاوة" لتحضير خرجة تيارت سيكون فريق مديوني وهران في مواجهة ساخنة بعد زوال اليوم، ضد جارته جمعية وهران برسم الدور الجهوي الأخير من منافسة كأس الجمهورية، وهو لقاء متجدد بين الفريقين، اللذين سبق لهما الالتقاء في هذه الجبهة في السنوات الماضية، وتقاسما فيها التأهل بالتساوي. يأتي لقاء هذا العام ومنافس مديوني في موقع غير مريح على كافة الأصعدة، وهي فرصة يراها أنصاره مواتية حتى يستعيد ممثلهم بريقه، وبوابة مناسبة لترتيب أوراقه من جديد، تحسّبا لعودة قوية في بطولة الهواة، التي يتواجد وسط لائحة ترتيبها بمساعدة الاستقرار الذي يعم بيته إداريا وفنيا، وذلك ما يؤكد عليه المناجير العام قادة بلحسن، الذي كشف عن رغبة المسيرين في جعل مباراة اليوم تحضيرية للقمة المرتقبة في منافسة البطولة التي ستجمع مديوني، الأسبوع القادم، برائد الترتيب شبيبة تيارت بملعب هذا الأخير، أكثر منها رغبة في التألق بإقصاء الجيران "الجمعاوة" من سباق الكأس؛ "نحن نصبو لجعل مقابلتنا أمام جمعية وهران، عرسا كرويا حقيقيا مليئا بالفنيات والروح الرياضية. لا تهمنا كثيرا منافسة الكأس بقدر ما يعنينا تحسين ترتيب فريقنا لبلوغ هدفنا الذي سطرناه قبل انطلاق البطولة. ومباراة اليوم فرصة لنا لتجريب بعض اللاعبين، خاصة أن التعداد مكتمل ومعافى من الإصابات والعقوبات"، يقول بلحسن الذي يضيف: "نحن نحترم جمعية وهران وعراقتها. وترتيبُها المتدني في بطولة قسمها لا ينفي عنها القوة. وثقتنا كبيرة في لاعبينا وطاقمنا الفني، لتقديم مباراة في المستوى تليق بفريق كبير بحجم مديوني في إطار الروح الرياضية، التي غالبا ما كانت تميز مباريات الفريقين الوهرانيين الكبيرين". ويعترف بلحسن بأن أحوال مديوني تحسنت في الجولات الأخيرة، ويرجع ذلك، بدرجة أولى، إلى اجتهاد مسيّريه؛ "الإدارة لا تتخاذل في بذل أي جهد للرقيّ بحال الفريق، خاصة رئيسه شراكة بن عيسى، الذي يوفر كل شيء للتشكيلة، فالمنح يتلقاها اللاعبون في الوقت المحدد، ولا عذر لهم في الدفاع عن ألوان مديوني بقوة، وإسعاد أنصاره"، ختم بلحسن. ومن جهته، أكد المدرب مشري بشير على أهمية مواجهة جمعية وهران من أجل رفع المعنويات أكثر، وتحسين أداء المجموعة ككل بدون أن يكشف عما إذا كان سيتعمد إلى إشراك تشكيلة مغايرة في لقاء الكأس أمام الجمعية الوهرانية، لكنه كشف أنه يعول على جاهزية لاعبيه لصنع الفارق أمام الجمعية الوهرانية؛ "معنويات فريقي مرتفعة بعدما نجح في رد الاعتبار لنفسه بفوز عريض أمام شباب وادي أرهيو، فنّد به الأقوال التي وصفت فريقي بالعاجز عقب الهزيمة أمام مولودية الحساسنة. وإذا كنا سنلعب أمام جمعية هران بجدية، إلا أننا لا نسعى وراء الكأس التي لها أصحابها، فهي بالنسبة لنا منافسة إضافية لمعالجة النقائص والأخطاء وتحضير باقي مباريات مرحلة الذهاب، خاصة الخرجة الصعبة الأسبوع القادم، إلى ملعب الرائد شبيبة تيارت"، قال مشري.