بتعادلها في ملعب أول نوفمبر بالحراش أمام الاتحاد المحلي، تكون جمعية وهران قد تجاوزت أزمتها النفسية الناجمة عن توالي النتائج السلبية في الفترة الأخيرة، وظهر أن التحفيز المعنوي الذي تلقته التشكيلة الوهرانية خلال استعدادها لهذه المواجهة أتى أكله، وكاد أن يتوج بثلاث نقاط لولا الحظ العاثر الذي حرمها منها وحتى الفريق المنافس اتحاد الحراش، اعترف لاعبوه بأحقية "الجمعاوة" في الفوز، وحمدوا الله على أنهم فلتوا من مخالبهم، وأن نقطة التعادل التي أحرزوها هي بمثابة إنتصار لهم، حتى وإن كان ذلك بملعبهم وأمام جماهيرهم، التي كانت رياضية إلى أبعد الحدود، وأكدت بذلك رأي مسيريهم. ولقد كان اكتمال الصفوف خاصة على مستوى القاطرة الأمامية، دافعا هاما لتحقيق هذه النتيجة الإيجابية، ولقد ظهر واضحا وزن المهاجم عنتر جمعوني، لما زار شباك "الكواسر" مرتين رافعا رصيده الشخصي إلى أحد عشر هدفا، بإضافة هدفين سجلهما في منافسة كأس الجمهورية، نصبته الهداف الأول للجمعية، وعودة عواد إلى "فورمته" المعهودة، والتي جلبت له ولفريقه التألق، وخصوصا تدعيم الرصيد بنقطة ثمينة تساعد الفريق الوهراني على تعبيد طريق البقاء في أقرب وقت. غير أن هذا الأداء الجيد لزملاء المتميز ثابتي، لم يكن ليحجب نقائص التشكيلة التي عاقبتها سابقا، وقد تكررها لاحقا في الجولات المتبقية إن لم تعالج سريعا أو على الأقل التقليل منها، ولعل الثغرة الكبيرة التي تئن منها كثيرا، هي خط الدفاع الذي أثبت بأنه فعلا الحلقة الأضعف، حيث تلقى 13 هدفا في أربع مباريات، وهو شيء كثير. وللمقارنة، فإن أفضل دفاع في البطولة الوطنية لحد الآن، وهو لمولودية وهران الذي تلقى 16 هدفا في 24 جولة، بزيادة ثلاثة أهداف عن التي هزّت شباك الجيران "الجمعاوة" في تلك الجولات القليلة. وليس خافيا الأثر الذي يخلفه تجاوز أي دفاع بتلك السهولة، ولقد حصلت للجمعية الوهرانية التي تأثرت كثيرا نفسية لاعبيها لما عادت مثقلة بخماسية من أمام وفاق سطيف، وقتها اعترف المدرب بن شاذلي، بأن خط دفاع فريقه كان خارج مجال التغطية بارتكابه لأخطاء وصفها بالبدائية. ورغم التغييرات التي أحدثها عليه بإحالة بعض مشكليه على دكة البدلاء، وتعويضهم بأخرين لم يستفيدوا من فرصة التعبير عن قدراتهم بما في ذلك منصب حراسة المرمى الذي لم يسلم من التبديل هو الآخر، بقي الضعف لصيقا بالدفاع دونما علاج نافع، واستمر معه بن شاذلي يدرس ويبحث عن الطريقة المثلى لمحوه وقد يطول ذلك. لكن التقني الوهراني يرفض الاستسلام عندما قال بأن فريقه مطالب بمواصلة العمل بجدية ودون تراخ، حتى يتفادى حسابات آخر الموسم في ظل احتدام التنافس قمة وقاعدة. وكان بن شاذلي، قد تأسف لعدم قدرة الجمعية الوهرانية على العودة بالزاد كاملا من أمام اتحاد الحراش، خاصة وأن هذا الأخير كان في متناول فريقه حسب التقني الوهراني، الذي ثمّن إرادة أشباله وحماسهم في نفض الغبار عن أنفسهم، واستحسن أيضا إنتفاضة خط الهجوم الذي انفجر بثلاثة أهداف، وهي أول مرة يسجل فيها هذه الحصة وخارج القواعد. وقد قرر الطاقم الفني، استعادة لاعبيه يوم غد (الأربعاء)، بعدما يكونوا استفادوا من ثلاثة أيام راحة لالتقاط أنفاسهم مادام أن البطولة الاحترافية الأولى، ستركن إلى الراحة على أن تستأنف نشاطها يوم الثلاثاء 14 أفريل القادم، بإجراء أربع لقاءات متقدمة عن الجولة ال25، فيما ستجري باقي اللقاءات من بينها مواجهة الجمعية الوهرانية بضيفها أمل الأربعاء يوم الجمعة 17 أفريل، أما الجولة ال26 فبرمجتها الرابطة الوطنية المحترفة يوم الجمعة 24 أفريل، وفيها سيرحل "الجمعاوة" إلى ملعب 20 أوت بالعاصمة لمواجهة شباب بلوزداد.