يبدو أن إدارة نصر حسين داي غير متسرّعة لاستقدام مدرب جديد خلفا لمدربها السابق بلال دزيري، الذي استقال في بداية الشهر الجاري، عقب دخوله في خلاف مع رئيس النادي بشير ولد زميرلي حول كيفية تسيير الفريق في البطولة، حيث وقع الطلاق بالتراضي بين الطرفين، وأخذ دزيري اتجاهه نحو برج بوعريريج؛ حيث يقود العارضة الفنية لتشكيلة الجراد الأصفر. تريُّث مسيّري نادي فريق حسين داي في الاستنجاد بمدرب جديد يعود إلى عدة أسباب، منها انتهاء مرحلة الذهاب للبطولة التي توفّر لإدارة النادي متّسعا من الوقت لإحداث تغيير في العارضة الفنية للفريق، ما سيسمح باختيار المدرب الأنسب لتشكيلة النصرية، فضلا عن أنّ النتائج الإيجابية الأخيرة التي سجّلها الفريق وتموقعه الجيد في ترتيب البطولة جعلا بعض المسيّرين يقتنعون بالعمل الذي ينجزه المدرب المساعد محمد لاسات، حتى إنهم يفكرون بجد في إمكانية تعيينه كمدرب أساس للفريق. وتستغني إدارة النادي، بالتالي، عن فكرة استقدام مدرب جديد، بل حتى إنّ جانبا كبيرا من أنصار النصرية يشجعون هذه الفكرة، إذ عبّروا عن مساندتهم القوية للمدرب لاسات، الذي تمكن في الآونة الأخيرة من خلق ديناميكية جديدة داخل تشكيلته، أثمرت تسجيل نتيجتين إيجابيتين، تمثلتا في انتصار خارج الديار ضد وفاق سطيف، وآخر أمام مولودية وهران في الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب إلى البطولة بملعب 20 أوت. ويقر المدرب المساعد لاسات أنه لم يكن من السهولة بمكان إعادة إيجاد تلاحم كبير بين اللاعبين بعد كل الذي حدث من مشاكل في النادي خلال الأسابيع الفارطة؛ "اليوم فريق النصرية بلغ مرحلة كبيرة من النضج في البطولة، وهو ما يفسّر رد الفعل الإيجابي من اللاعبين، الذين أعادوا الفريق إلى السكة بعد فترة فراغ كبيرة، أي أنّ لاعبينا يمكنهم الذهاب بفريقه بعيدا في البطولة لو يتمكنون من الحفاظ على التضامن فيما بينهم... كان يهمنا كثيرا إنهاء المرحلة الأولى من البطولة بمعنويات مرتفعة، وهذا ما توصلنا إليه، ويمكننا، بالتالي، تحضير مرحلة العودة في ظروف بسيكولوجية ممتازة"، قال مدرب فريق النصرية محمد لاسات، الذي يُظهر رغبة كبيرة في مواصلة مشواره مع نصر حسين داي حتى لو قررت إدارة النادي استقدام مدرب جديد. وقالت مصادر قريبة من النادي إنه حتى لو تقرّر الاستنجاد بمدرب جديد، فإنّه سيكون من جنسية أجنبية أو مدربا مغتربا؛ إذ تتحدث نفس المصادر عن إمكانية الاتصال بالمدرب الجزائري جليد، الذي يعمل في البطولة الفرنسية، وكانت له في السابق اتصالات مع بعض الأندية الجزائرية، لكنّها لم تفلح. من جهة أخرى، يخوض نصر حسين داي بعد غد الثلاثاء المنافسة الإفريقية الخاصة بكأس الكاف؛ حيث يستقبل بملعب "5 جويلية" منافسه الكونغولي "الشياطين السود" لحساب الدور التمهيدي لهذه المنافسة، وهي أوّل خرجة قارية له بعد غياب دام أكثر من اثنتي عشرة سنة، حيث خسر في الدور النهائي أمام النادي الغيني "خافيا كوناكري" في 1979، وبلغ الدور نصف النهائي في 1980، ثم أُقصي سنة 2006 في الدور ثمن النهائي أمام فريق القوات المسلحة الملكية المغربية. وعن هذه المواجهة يقول المدرب محمد لاسات: "فريقي مستعد لهذه المواجهة. وما يهمنا في الساعات الأخيرة التي تفصلنا عن هذا الموعد الإفريقي هو ضرورة التركيز والتفكير في كيفية الإطاحة بالمنافس الكونغولي.. أدرك جيدا ماذا ينتظرنا من صعوبات، لكن يتعين علينا تجاوزها حتى نمثل الكرة الجزائرية أحسن تمثيل في هذه المنافسة القارية.. بطبيعة الحال، سنلعب من أجل الانتصار، لكن ذلك يتطلب من عناصر فريقي التوجه دوما نحو الهجوم مع أخذ الحيطة والحذر من هجومات المنافس الكونغولي، الذي لن يأتي إلى الجزائر من أجل التنزه، بل سيحاول إحداث المفاجأة".