تعجّ الجامعات بالفتيات الباحثات عن مستقبل زاهر في كنف العلم والمعرفة وما يقدمانه لصاحبته في نهاية المسار الجامعي، وهو "الدبلوم" أو الشهادة، الحلم الكبير الذي تسعى الكثيرات لتحقيقه؛ لما له من خاصية ضمان الشغل، ومنه الكرامة، حيث تعتبر الكثيرات الشهادة الجامعية منجدا مستقبليا، وهو ما يفسّر حصول الفتيات على البكالوريا أكثر من الذكور. وتختلف أسباب تعلق الفتيات بها، كونها تحقّق الاستقلالية المادية لصاحبتها، وتضمن لها مساعدة الأهل في المصاريف المنزلية، ومنه تحقيق حلم الوالدين في الحصول على مناصب محترمة. ولمعرفة مدى حرص الجامعية على العمل بعد التخرج رصدت لكم "المساء" آراء بعض الطالبات. اختلفت إجابات طالبات جامعة الجزائر 3 بالعاصمة عن أسباب الرغبة في العمل بعد التخرج، والتي ترجمتها الرغبة في تحقيق حلم الطفولة؛ كشراء مسكن وسيارة والأسفار التي لا يمكن ضمانها إلا بحصول الفتاة على ماهية تغطي متطلباتها. البحث عن الاستقلالية المادية البداية كانت مع إيمان طالبة في السنة الثالثة صحافة، أشارت إلى أن العمل بعد التخرج ضروري بالنسبة لها من أجل كسب المال، خاصة أنّ دخل عائلتها محدود، تقول: "أريد أن أساعد والدي في مصاريف المنزل، لأنه بالكاد يستطيع توفير حاجياتنا الضرورية أنا وإخوتي الخمسة''. وفي نفس السياق، أكدت زينة وآية وهما طالبتان في السنة الثانية ماستر علوم سياسية، أن العمل بعد التخرج مؤكد لاكتساب الاستقلالية المادية لمستقبل أفضل وزاهر. وتقول زينة: ‘'أريد العمل بعد التخرج، إذ هو حلم حياتي من أجل اقتناء كل ما لم أستطع اقتناءه؛ من سيارة ومنزل وغيرهما''. أما آية فأشارت إلى أن العمل بعد التخرج ضروري؛ إذ يصبح عندها دخل شهري تتصرف فيه كما تشاء، يؤمّن لها ممارسة هواياتها، وعلى رأسها الأسفار التي تُعد حلما لن تتنازل عنه. العمل لتحقيق حلم الوالدين وفي سياق آخر، كان ليسرى وحورية وريان طالبات في السنة الثالثة إعلام، رأي آخر؛ إذ يردن العمل بعد التخرج لتحقيق حلم آبائهن الذين تعبوا في تدريسهن؛ إذ يرجع الفضل إليهم في وصولهن إلى هذه المرحلة، وهم يتمنون رؤيتهن يحتللن مراكز مرموقة في مجال تخصصهن الدراسي. وهنا أوضحت يسرى قائلة: ‘'أريد العمل كي أرفع رأس والدي ويكون فخورا بي عندما أبلغ هدفي بأن أصبح صحفية مشهورة بإذن الله''. وفي نفس السياق أكدت ريان قائلة: "العمل هو ما أسعى إليه بعد التخرج؛ وذلك لأظهر في مجال الإعلام وأحقّق رغبتي في أن أصبح صحفية يفتخر بي والداي"، في حين صرحت حورية بأنّه رغم مرض والديها اللذين تعبا في تدريسها فيعود الفضل لهما في وصولها إلى ما هي عليه حاليا، قائلة: "شغل منصب عمل مرموق يعادل شكري لوالديَّ على ما قدماه لي''. «الدبلوم" للوقوف في وجه المصاعب تعتبر نسرين طالبة بجامعة الجزائر 3، أن الشهادة الجامعية هي سلاحها المستقبلي للوقوف في وجه مصاعب ومتاعب الحياة اليومية التي يواجهها مجتمعنا باستمرار، فالعمل، بالنسبة لها، يبقى مشروعا مؤجلا، لكن الشهادة أكيدة؛ أوضحت: "أنا أعاني من مشكلة عدم التواصل والاختلاط مع الناس، حيث العمل يُعتبر فرصة لي كي أعالج هذا المشكل وأتمكّن من التواصل مع الغير بأريحية وبشكل أفضل من السابق وإقامة معارف جديدة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، المرأة المثقفة والمتعلمة في مجتمعنا تكون كلمتها مسموعة، وتكون محترمة من طرف الجميع''. عدم العمل للاهتمام بالمنزل والزوج كان للطالبة شهيرة رأي مخالف تماما عن زميلاتها باعتبارها مقبلة على الزواج، إذ لا تريد العمل بعد التخرج، خاصة إذا كان دخل زوجها كافيا لحياة مستقرة؛ فهي تفضّل الاهتمام ببيتها وزوجها وتقديم مكتسباتها المعرفية لأولادها مستقبلا من أجل مساعدتهم في الدراسة؛ أوضحت: "أنا لا أعارض فكرة العمل بعد التخرج، لكن بما أنني قررت الزواج وبناء منزل سعيد أفضّل البقاء في البيت والاهتمام بزوجي وأولادي مستقبلا خاصة إذا كان دخل زوجي كافيا لحياة مستقرة، وهذا لا يلغي أن الدبلوم يبقى سلاحا في يد الفتاة عند الضرورة''.