توج مسرح أم البواقي الجهوي عن جدارة واستحقاق، بشهادة الحضور من أكاديميين ومختصين بجائزة أحسن عمل مسرحي متكامل بعنوان "تمنفلة"، من إخراج لحسن شيبة ومساعده في الإخراج أنور كاملي، في ختام فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي. عادت جائزة أحسن إخراج للفنانة تونس آيت علي عن مسرحية "أنوا ذكتش"، بينما حصل الفنان سفيان عطية على جائزة أحسن نص عن عرضه "إيض ن أوسلكم"، أما الفنانة زليخة طالبي فقد تحصلت على جائزة أحسن أداء نسائي عن مسرحية "تيمووراث" من تيزي وزو، وعادت جائزة أفضل أداء رجالي لصاحب دور "موح" في عرض "موح اروح" من ولاية تيزي وزو. أما المسرح الجهوي للعلمة، فافتك جائزة أحسن موسيقى عن عرض "إيض ن اوسلكم"، وعادت جائزة أحسن سينوغرافيا لمسرحية "تيمووراث" للمسرح الجهوي بتيزي وزو، فيما نالت الجمعية الثقافية "ثاغرما" أقبو من بجاية جائزة لجنة التحكيم. يروي عرض مسرح أم البواقي الذي افتك جائزة أحسن عرض متكامل، حياة زوج وزوجة يعيشان في المدينة، اضطرا إلى الرحيل منها والاستقرار في الريف، نظرا لعمل الزوج كبيطري وغيرة الزوجة غير المحدودة، لينتهي بهما المطاف إلى العيش في بيت عائلي قديم، تتوالى الأحداث بداخله تدريجيا بظهور شخوص المسرحية، في فترة العشرية السوداء، إذ يتحول البيت بشكل من الأشكال إلى مقبرة، يحصل هذا بعد اشتداد الصراع بين الشخصيات ليصبح الزوجان حكمين على كل ما يحصل داخل منزلهما، الذي أصبح مكانا للمفاوضات في مسائل مختلفة في قالب فكاهي مميز. يسعى المخرج لحسن شيبة من خلال هذا العرض، إلى الإجابة عن سؤال هام يتعلق بكيفية العيش بسلام تحت سقف واحد كإخوة، باحترام كل المتغيرات الموجودة في المجتمع "حرية الآخر" لإرساء ثقافة التسامح والتعايش والمحبة بين الناس. في السياق، أوصي المشاركون في ختام الفعاليات بضرورة ترقية المسرح الأمازيغي وإعطائه البعد الجمالي الفكري، وتثمين العمل الفني لترسيخ روح المنافسة في جو راق تحذوه الفرجة، وتثمين أعمال المسرحيين الشباب وتكثيف فترات التكوين لمواكبة التطور والبحث في كيفيات تطوير أبو الفنون، ناهيك عن جعل المهرجان ورشة مفتوحة لخدمة اللغة الأمازيغية وترسيخ الثقافة لإحياء التراث الأمازيغي، إلى جانب مد جسور التواصل مع المحيط الجامعي وتكثيف البحوث الجدية للارتقاء به إلى مستوى عال، مع التنافس وفسح المجال للسينوغرافيا، التمثيل والإخراج، وخلق بنك معلومات لاحتواء النصوص المسرحية الأمازيغية الأصلية، وعرضها ضمن المهرجان الوطني للمسرح المحترف. جرى حفل الاختتام بحضور مدير الثقافة ورئيس المجلس الشعبي البلدي نور الدين ملاخسو، الذي أوضح في كلمة له بالمناسبة، أنه يتوجب تكثيف الجهود للتأسيس لمرحلة جديدة تأخذ في الحسبان الاستثمار في الطاقات الشابة، وأضاف أن الواجب يتطلب العمل على إبراز خصوصيات المهرجان لتقديم الإضافة المرجوة، على أن يبقى المهرجان ورشة مفتوحة لخدمة اللغة الأمازيغية، وترسيخ الثقافة الأمازيغية لإحياء التراث الأمازيغي، وتفعيل دوره من أجل سياسة ثقافية، تعزيزا لطموح ورغبة فنانين وممثلين ومبدعين شباب في المساهمة فيه بصدق نية، يسعون فيه إلى أن يكون منبرا للحوار من خلال وظيفة المسرح بين جميع أطياف الثقافة الجزائرية. للإشارة، تم خلال هذه الطبعة، تقديم عشرة عروض مسرحية، بمشاركة العديد من التعاونيات والفرق المسرحية، التي قدمت أعمالا ناطقة بالأمازيغية، بمشاركة عشر فرق، من بينها خمسة مسارح جهويةتتمثل في كل من باتنة وتيزي وزو وبجاية، إضافة إلى خمس جمعيات وتعاونية واحدة، في ظل غياب مسرح باتنة عن طبعة هذه السنة.