قام الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أول أمس، بزيارة عمل إلى الناحية العسكرية الأولى، حيث أشرف على تنفيذ تمرين تجريبي لاستعراض طائرات بدون طيار. واعتبر الفريق أن النتائج الأولية للتمرين "مشجعة ومتجاوبة تماما مع ما كنا نصبو إليه"، مشيرا إلى أنه يتعين أن يكون هذا التمرين، "محفزا قويا على البحث الدائم فى تنمية المهارات وصقل الكفاءات وتوظيف التجارب والخبرات المكتسبة، وجعل ثماره نقلة نوعية أخرى نحو الأحسن". وتابع الفريق قايد صالح الذي كان مرفوقا باللواء عبد الحميد غريس، الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني واللواء حميد بومعيزة، قائد القوات الجوية، في الميدان المركزي للجو بحاسي بحبح، عروضا مفصلة حول سير التمرين ومختلف مراحله، ليتابع مختلف أطوار تنفيذه، بدء من عملية الاستطلاع الجوي إلى تنفيذ الرمايات، حسبما ذكره بيان لوزارة الدفاع الوطني. وأشار ذات المصدر إلى أن هذه الطائرات بدون طيار "تم تصنيعها بالجزائر من قبل مهندسين وتقنيين وإطارات من الجيش الوطني الشعبي، واختير لها اسمي "الجزائر 54" و«الجزائر 55"، تيمنا بهاتين المحطتين التاريخيتين البارزتين في مسار الثورة التحريرية المباركة. ويأتي تنفيذ هذا التمرين التجريبي بغرض اختبار القدرات العملياتية لهذه الطائرات في مجال الاستطلاع الجوي، كما أوضح البيان الذي ذكر بأن تنفيذ هذا التمرين الاستعراضي لمنظومات الطائرات بدون طيار، يعد الثاني من نوعه بعد ذلك الذي تم تنفيذه نهاية شهر أكتوبر الماضي. وهو يؤكد "حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على المسايرة الفاعلة للتطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده الميدان العسكري، لاسيما في مجال الطائرات بدون طيار، التي أصبحت أحد أهم الوسائل التكنولوجية الحديثة التي أثبتت نجاعتها في الميدان، في مختلف أشكال العمليات لاسيما المراقبة الجوية المستمرة والبث الآني لمعلومات الاستطلاع"، يضيف البيان. كما يعد بمثابة "الاختبار الحقيقي والميداني لمدى الانسجام العملياتي والتنسيق بين الطائرات بدون طيار وبقية الوسائل التي تقوم بتنفيذ مهامها وفقا لما تتلقاه من معلومات استطلاعية دقيقة. وفي ختام التمرين، وبالقاعدة الجوية عين وسارة، إلتقى الفريق قايد صالح بالإطارات والأفراد، وألقى كلمة توجيهية، تابعها أفراد وحدات الناحية عبر تقنية التخاطب المرئي عن بعد، قدم من خلالها شكره الجزيل لكافة المشاركين، بجميع مستوياتهم، الذين برهنوا من خلال هذا التمرين على حسن توظيف مؤهلاتهم وخبراتهم في مجال تطويع المنظومات الحديثة والتجهيزات العصرية، لاسيما الطائرات بدون طيار، وساهموا في إعطاء صورة واضحة وجلية عن المستوى العملياتي الجيد الذي بلغته قواتنا الجوية. في السياق أكد وفقا للبيان - على السعي الدائم لقيادة الجيش بتوجيهات من رئيس الجمهورية للعمل على "بناء جيش قوي وعصري ومتطور، عماده العنصر البشري الكفء والمتخصص، القادر على استيعاب التقنيات الحديثة والتكنولوجيات المتطورة والجدير بمواكبة التحديات المتسارعة الواجب رفعها"، معتبرا أن ذلك يعتبر من "المهام العظيمة" التي يحرص الجيش على أدائها.وقال الفريق قايد صالح يتابع البيان - "إن الأهداف الجليلة التي تثابرون اليوم من أجل تجسيدها ميدانيا، تستحق منكم فعلا هذا الإصرار على النجاح، وإنني إذ أحيي الجميع على مشاركتهم الفاعلة في إجراء هذا التمرين الجوي، كل في موقع مسؤوليته وحدود صلاحياته، فإنني أعتبر نتائجه الأولية مشجعة ومتجاوبة تماما مع ما كنا نصبو إليه. كما يتعين أن يكون هذا التمرين، محفزا قويا على البحث الدائم على تنمية المهارات وصقل الكفاءات وتوظيف التجارب والخبرات المكتسبة، وجعل ثماره نقلة نوعية أخرى نحو الأحسن". وشدد كذلك على ضرورة وعي الجميع بمدى المجهودات التي بذلت في السنوات القليلة الماضية، حتى بلغت القوات الجوية كل هذه الأشواط، أشواط، قال إنها أصبحت من خلالها تمثل "مكونا أساسيا قويا ومقتدرا ومتطورا من مكونات الجيش الوطني الشعبي، التي نعتبر أن رهان تطويرها وتحديثها والوصول بها إلى المرامي المرغوبة، هو التحدي الذي سعينا ونسعى إلى استكمال مساره الناجح وكسب نتائجه المأمولة".وأكد في ختام اللقاء أنه على يقين تام بأن أفراد الجيش الوطني الشعبي "واعون كل الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ومدركون تمام الإدراك بأن الاضطلاع بالمهام المسندة لن يتأتى إلا بتحضير القوات تحضيرا مثاليا، يتناغم مع جسامة هذه المهام النبيلة"، ليفسح بعدها المجال لتدخلات الإطارات والأفراد، الذين أكدوا بأنهم قادرون على التحكم في أدق التكنولوجيات الحديثة التي تسمح لهم بحماية بلدهم حماية كاملة ضد أي خطر قد يتهددها، يقول بيان وزارة الدفاع الوطني.