سيستفيد العمال المنضوون تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، من تخفيضات تصل إلى 50 بالمائة على تذاكر الخطوط الجوية الجزائرية وأخرى تصل إلى 30 بالمائة على أسعار الفنادق والحمامات المعدنية العمومية لقضاء العطلة الشتوية والربيعية والصيفية، وذلك قصد تشجيع السياحة الوطنية بمختلف مناطق الوطن. وقد وقّع مجمع الفندقة السياحية والحمامات أمس، مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين على اتفاقية إطار تسمح للعمال التابعين للمركزية النقابية بالاستفادة من تخفيضات تصل إلى 30 بالمائة لقضاء العطل في الفنادق العمومية والحمامات المعدنية التابعة للمجمع بأسعار ترقوية، مع استفادتهم أيضا من تخفيضات على أسعار تذاكر الخطوط الجوية الجزائرية تصل إلى 50 بالمائة بالنسبة للراغبين في زيارة الصحراء وبعض المناطق الجبلية بالهضاب العليا وغيرها. وأكد وزير السياحة والصناعات التقليدية السيد عبد القادر بن مسعود، خلال إشرافه على حفل توقيع هذه الاتفاقية أمس، بفندق الجزائر، أن الهدف منها يكمن في تشجيع السياحة المحلية الداخلية والجنوبية لتقديم منتوجات متنوعة للمواطنين تمكنهم من قضاء عطلهم في بلدهم والتعرّف على ما تزخر به من مواقع جذّابة، كاشفا في سياق متصل بأنه سيتم لا حقا التوقيع على اتفاقيات مماثلة مع الفيدرالية الوطنية للفنادق، من أجل تقديم أسعار تنافسية لفائدة السياح من داخل الوطن لتشجيع المواطنين على قضاء العطل بأرض الوطن. وذكر الوزير، بأن هذه الاتفاقية التي تم إبرامها بين مجمع الفندقة السياحية والحمامات والاتحاد العام للعمال الجزائريين، جاءت لتعزز موسم السياحة الشتوية وتحضيرا لموسم السياحة الربيعية والصيفية، ملحا على ضرورة تحسين مستوى الخدمات على مستوى الهياكل والمؤسسات الفندقية وتوفير النشاط الثقافي والترفيهي. وأكد نفس المسؤول بأن الجزائر التي تعرف نهضة اقتصادية بفضل برامج الإنعاش الاقتصادي، حققت نتائج معتبرة في مجال ترقية السياحة بفضل استرجاع الأمن والاستقرار، "حيث باتت تتبوأ مكانة خاصة على الصعيد الإقليمي والدولي"، ملحا على ضرورة استغلال هذه المكاسب في ترقية السياحة الجزائرية كونها قطاعا خلاقا للثروة ولمناصب الشغل. في سياق متصل توقع الوزير، أن يعرف عدد السياح الأجانب المتجهين للجنوب هذه السنة ارتفاعا مقارنة بالسنة الماضية، وذلك بفضل الجهود التي بذلت في إطار اللقاءات التي جمعت وزارة السياحة ب30 وكالة سياحية التزمت حسبه بعرض المنتوج الجزائري في مقدمة المنتوجات السياحية التي تعرضها على زبائنها. وأشار السيد بن مسعود، إلى أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية بتخفيض أجال الحصول على التأشيرة للزبائن الراغبين في زيارة الجزائر، ضمن رحلات منظمة تشرف عليها وكالات سياحية تقلصت من 15 يوما إلى 3 أيام فقط، "وهو أمر محفّز لجلب السياح الأجانب". وفي حديثه عن السعي إلى إعادة تأهيل وجهة الجزائر في الأسواق الدولية، توقف الوزير، عند ضرورة فتح المجال للتعريف بما تزخر به الجزائر في قطاع الصناعات التقليدية التي تعبّر عن تراث الجزائر. كما ذكر باللقاء التقييمي للمخطط التوجيهي للسياحة لسنة 2030، الذي سينظم منتصف شهر جانفي القادم، وسيكون حسبه فرصة لتقييم المخطط والوقوف على الأشواط التي تحققت في مجال ترقية السياحة منذ المصادقة على المخطط في 2008، كما ينتظر أن يخرج اللقاء حسب الوزير بتوصيات لمعالجة واستدراك النقائص والتكيّف مع التطورات والتغيرات العالمية ومع الاقتصاد الأزرق والايكولوجي، مع الأخذ في الحسبان المؤهلات والإرث الذي تزخر به الجزائر. وأشار الوزير، في هذا الصدد إلى أن اللقاء سيعرف تنظيم أربع ورشات لتقديم اقتراحات مختلفة، داعيا الفاعلين في المجال إلى المشاركة بقوة لمناقشة الموضوع والخروج بتوصيات قيمة تعتمد لتطوير قطاع السياحة. من جهته أكد الأمين العام للمركزية النقابية السيد عبد المجيد سيدي سعيد، أهمية الاتفاقية الموقعة مع مجمع الفندقة السياحية والحمامات، والتي ستسمح للعمال وذوي الدخل المتوسط والمحدود من الاستفادة من عطل بأسعار مقبولة، مشيرا إلى أن هذا المشروع يعد فرصة لخلق نسيج اجتماعي بين العائلات الجزائرية، والذي تلاشى حسبه في الآونة الأخيرة وتلاشت معه العديد من التقاليد بتغير نمط معيشة العائلات الجزائرية وفقدان قيم التعايش الجماعي والانفتاح على الغير، قبل أن يضيف بأن هذه المبادرة تسمح بالتعارف بين الجزائريين القادمين من كل ربوع الوطن واكتشاف عادات وتقاليد كل منطقة.