أكد وزير الأشغال العمومية والنقل السيد عبد الغاني زعلان، أمس، أن المحطة الجديدة لمطار الجزائر الدولي ستدشن خلال الأسابيع المقبلة، حيث تم الانتهاء من كل الأشغال المتعلقة بها في الآجال المحددة ودخلت مرحلة التجارب، معلنا في سياق متصل الشروع في استغلال خط السكة الحديدية الذي يربط بمحطة القطار للحراش مع استلام المطار الجديد بشكل مباشر، في انتظار استلام خط المترو في أفاق سنة 2022. وأوضح السيد زعلان، خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى بعض المشاريع التابعة لقطاعه بالعاصمة، أمس، أن المحطة الجديدة لمطار الجزائر الدولي التي ستدشن خلال الأسابيع المقبلة، توجد حاليا في مرحلة التجارب الأولية للتحكم في كل الجوانب المتعلقة بالأمن والسلامة، مشيرا إلى أن الأشغال المتعلقة بها انتهت في الآجال المحددة لها، "وهي جاهزة للاستغلال بمجرد الانتهاء من هذه التجارب التي تعد ضرورية قبل دخولها حيز الخدمة وقبل استقبال المسافرين". وعاين الوزير، خلال الزيارة خط السكة الحديدية الذي يربط المحطة الجديدة لمطار الجزائر الدولي بمحطة الحراش، والذي سينطلق هو الأخر مع دخول المحطة حيز الخدمة، على أن يتم ربط هذه المحطة بخط المترو في سنة 2022، مباشرة بعد الانتهاء من الأشغال التي انطلقت منذ فترة. وذكر الوزير، في هذا الصدد بأنه تم إنجاز كل الأشغال المتعلقة بالحفر الخاصة بالمترو قبل انطلاق خط السكة الحديدية، وذلك لتفادي أي إزعاج عند تشغيل القطار، مؤكدا بأنه لم يتبق سوى الأشغال المتعلقة بالنفق والتي سيتم الانطلاق فيها خلال شهر فيفري القادم. وذكر زعلان، بأن المحطة الجديدة للمطار التي تصل طاقة استيعابها إلى 16 مليون مسافر في السنة، ستكون نقطة عبور لكل الوجهات خاصة مع الدول الإفريقية، كما هو معمول به بأكبر مطارات العالم التي تعتمد على العبور بنسبة 80 بالمائة في رحلاتها، مشيرا إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات حتى تكون لهذه المحطة مردودية ويصبح بإمكانها الاستغناء عن الخزينة العمومية، "حيث ستعتمد على تمويل نفسها بنفسها من عائدات نشاطاتها وتخلق مناصب شغل". مصعد هوائي يربط باب الوادي بالزغارة في 7 دقائق كما أعطى السيد زعلان، الذي كان مرفوقا بوالي العاصمة عبد القادر زوخ، أمس، إشارة انطلاق المصعد الهوائي الرابط بين باب الوادي وزغارة مرورا بسيلاست في مدة لا تتجاوز 7 دقائق، علما أن هذا المصعد الذي يعد سادس مصعد هوائي بالعاصمة يمتد على مسافة 2 كلم، ويتكون من 66 مقصورة تتسع كل واحدة ل6 أشخاص مقابل 30 دينارا، وينتظر أن يضمن هذا المصعد نقل 2400 مسافر في الساعة. وأشار الوزير، إلى أن التركيبة الجيولوجية والجغرافية للعاصمة تقتضي تنويع أنماط النقل بحكم وجود مناطق جبلية ومرتفعات، مضيفا أن سكان العاصمة اليوم، تعودوا على هذا النوع من النقل الذي بات يسجل كل سنة تضاعفا في عدد المسافرين. وطمأن الوزير، المسافرين بأن هذه المصاعد تخضع لكل شروط السلامة والأمن، حيث تم تجريبها من قبل لجان تقنية تضم مهندسين مختصين تأكدوا من سلامتها، مصرحا بأن هذه الوسائل مجهزة بنظام أوتوماتيكي يمكن من إعادة تشغيلها بطريقة أوتوماتيكية في حال توقف أي رحلة. كما ذكر الوزير، بوجود 13 مصعدا هوائيا عبر الوطن، ومن المنتظر استلام مصاعد وهران، تيزي وزو، وسكيكدة في 2019، في الوقت توجد فيه مصاعد أخرى في طور الصيانة مثل مصعد قسنطينة، بينما تمت إعادة إطلاق مصعد تلمسان الذي كان متوقفا منذ أربع سنوات. تقليص الفارق بين رحلات المترو إلى 3,5 دقائق وأشرف الوزير، خلال الزيارة أيضا على انطلاق 6 عربات جديدة تعززت بها شركة مترو الجزائر من ضمن 12 قاطرة اقتنتها حيز الاستغلال، فيما ينتظر أن يتم استلام الست عربات المتبقية في غضون شهر جوان أو جويلية المقبل. وبالمناسبة تنقل السيد زعلان، رفقة الوفد المرافق له على متن العربات الجديدة لتجريبها انطلاقا من ورشات صيانة عربات المترو بباش جراح إلى غاية ساحة الشهداء، حيث ذكر في تصريحاته للصحافة بأن هذه العربات الجديدة للمترو ستقلص من مدة الانتظار بالمحطات التي تصل حاليا إلى 7 دقائق إلى 3,5 دقائق، الأمر الذي سيزيد حسبه في إقبال المواطنين على هذه الوسيلة ويخفف من حدة الازدحام بالطرقات. وذكر المتحدث بأن هذه العربات مجهزة بأحدث التقنيات تسهل على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة استعمالها، بالإضافة لتجهيزها بكاميرات مراقبة وأجهزة أمان. ويستقبل مترو الجزائر حاليا 200 ألف مسافر في اليوم، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى حوالي 300 ألف مسافر في اليوم بتوسيعه إلى مطار الجزائر وبراقي. وشملت زيارة وزير النقل والأشغال العمومية، أيضا معاينة ورشات صيانة السكك الحديدية بحسين داي، حيث أكد أن عملية إعادة صيانة القطارات القديمة التي تشمل 202 قطار معدل عمره 40 سنة، كانت ناجحة، ومكنت الشركة من إعادة استغلال عدة قطارات بعد إعادة تصليحها وعصرنتها لتعزيز أسطولها. وذكر بأن هذه العملية قللت فاتورة استيراد القطارات بنسبة 30 بالمائة وسمحت باقتصاد العملة الصعبة، مع تمكينها شركة النقل بالسكك الحديدية من اكتساب خبرة في الصيانة بالشراكة مع الأجانب ومن خلق مناصب شغل جديدة. كما مكنت العملية حسب الوزير من الاستجابة للطلب المتزايد خاصة بعد توسيع خط السكة الحديدية إلى عدة مناطق بالجنوب والهضاب العليا، علما أن الهدف من هذه العملية هو رفع عدد المسافرين على متن هذه الوسيلة ليصل إلى 60 مليون مسافر في السنة في غضون سنة 2022. وفيما يخص عمليات تخريب الممتلكات التي تستهدف القطارات من خلال الرشق بالحجارة، التي تكبد المؤسسة خسائر بالملايير، قال الوزير، إن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب تطبيق إجراءات ردعية وعقابية، والتكثيف من عمليات التحسيس والتوعية للحفاظ على هذه المكتسبات التي تخدم المواطن.