أصدر المسؤول الأول بالجهاز التنفيذي في ولاية سطيف، قرارا يقضي بغلق جميع أسواق الماشية إلى غاية نهاية الشهر الجاري، بالإضافة إلى منع تنقل الماشية عبر جميع مداخل الولاية ومخارجها، للحد من انتشار طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، بناء على اقتراح من مصالح مديرية الفلاحة التي استندت على تأكيد وجود حالات مؤكدة مصابة بالداء. قرار والي سطيف القاضي بغلق أسواق الماشية ومنع تنقلها، بقدر ما لقي استحسانا كبيرا لدى البعض، خلف تخوفا وقلقا كبيرين وسط الموالين، بسبب هذا الداء الخطير الذي أصاب ماشيتهم وتسبب في نفوق عشرات رؤوس الغنم، وأبدى الفلاحون المتضررون، لاسيما بالمناطق الشرقية والجنوبية، قلقهم الشديد على مصير ماشيتهم بعد ظهور أعراض مشابهة لتلك التي ظهرت على الغنم في ولايات أخرى، كالتهابات الفم وأسفل الأرجل، مما أدى إلى ضعف الحركة وارتفاع درجة الحرارة وسيلان اللعاب، كلها أعراض مشابهة لداء طاعون المجترات الصغيرة، حسب الأخصائيين. استنادا للفلاحين المتضررين، فإن غياب تحاليل الدم واللقاح زاد من حدة انتشار المرض، كون كمية اللقاح التي استلمها البياطرة منذ شهرين لا تغطي احتياجات المربيين، مما جعل الموالين يتكبدون خسائر كبيرة، لاسيما الخرفان الصغيرة، حيث سجّل نفوق خمسة خرفان ببلدية بئر العرش في الجهة الشرقية للولاية، وعشرات الخرفان في بلدية بني فودة، بالإضافة إلى عدد كبير على مستوى بلديات المنطقة الجنوبية للولاية. في ظل غياب إحصائيات رسمية ودقيقة، لتكتم الفلاحين المتضررين عن هذا الداء، خوفا من الذبح الصحي والتخلص من الحيوانات النافقة سرا، فإن مصادر "المساء"، أكدت نفوق أزيد من 100 خروف هذا الأسبوع، مما يضع المسؤولين على قطاع الفلاحة أمام خيار واحد، وهو حتمية إحصاء ومراقبة جميع الحالات، لاسيما في المناطق المعروفة بطابعها الفلاحي، التي يعتمد أصحابها على تربية الغنم، لتفادي انتشار الوباء، خصوصا إذا علمنا أن ولاية سطيف تحصي أزيد من 600 ألف رأس غنم.