دعا السيد وزير الصناعة والمناجم السيد يوسف يوسفي، المتعاملين في قطاع النسيج والجلود إلى بذل المزيد من الجهود لتطوير النشاط وتمكين صناعة الجلود والأحذية من استرجاع مجدها، معلنا عن إمكانية رفع الدعم المقدم لهؤلاء المتعاملين لتطوير هذه الصناعة في حال التزامهم بتصنيع منتوجات نوعية وتنافسية تعطي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. وأكد السيد يوسفي، خلال إشرافه على تدشين الصالون الدولي للنسيج والجلود والألبسة والمعدات وكذا صالون الخزف والرخام المنظمين بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر، بداية من يوم أمس، أن الحكومة تشجع كل المستثمرين الراغبين في تطوير هذه الصناعة، سواء كانت مؤسسات عمومية أو خاصة، مشددا في سياق متصل على أنه «لا يوجد أي فرق في التحفيزات الممنوحة لهؤلاء المستثمرين». ولم يستبعد الوزير، إمكانية زيادة الدعم الممنوح للمتعاملين في مجال صناعة الأحذية بناء على الطلب الذي تقدم به هؤلاء من أجل تطوير صناعتهم، حيث قال في هذا السياق إن «زيادة الدعم لبعض القطاعات الصناعية المنتجة وارد، شريطة أن تلتزم هذه القطاعات بالنوعية والتنافسية وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني». وأوضح الوزير، أن صناعة النسيج بالجزائر والتي شهدت ركودا في السنوات الأخيرة بدأت تنتعش في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد دخول مصنع النسيج والملابس لغليزان، حيز الخدمة والذي يعوّل عليه لتطوير إنتاجه سنة 2019. وأشار يوسفي، في ندوة صحفية عقدها على هامش تدشين المعرضين إلى أن مصنع غليزان، الذي دخل حيز الإنتاج بالشراكة مع شريك تركي، سيطرح خلال شهر مارس القادم، أول منتوجاته في السوق والمتمثلة في سراويل من نوع «الجينز»، حيث حددت طاقة إنتاج هذا النوع من السراويل ب12 مليون وحدة في السنة، 60 بالمائة منها سيتم توجيهها للتصدير وذكر الوزير، بأن المصنع سيوفر ما بين 4 إلى 5 آلاف منصب شغل في سنة 2019، ليصل عدد هؤلاء العمال تدريجيا إلى 25 ألف عامل عند استلام باقي الوحدات الإنتاجية للمصنع الذي يعد الأكبر من نوعه في إفريقيا. ولدى زيارته لمختلف أجنحة العرض دعا يوسفي، المتعاملين في قطاع النسيج وصناعة الجلود والأحذية إلى مضاعفة الجهود لتطوير هذه الصناعة «التي كانت في قمتها في السبعينيات والثمانينيات، من خلال المؤسسات الوطنية للمعاطف والأحذية الجلدية التي تصنع منتوجات نوعية قادرة على منافسة العديد من العلامات الأجنبية»، ملحا على ضرورة إعادة إحياء هذه الصناعة بالتفتح على التصاميم العصرية لجعل المنتوجات المحلية جذابة من حيث الشكل والنوعية. في سياق متصل طالب الوزير، المنتجين بالانخراط في هذا المسعى عن طريق التكامل والشراكة بين القطاع والخاص، وكذا مع المتعاملين الأجانب للاستفادة من الخبرة ونقل المعرفة، بهدف تطوير المنتوج الجزائري وجعله أكثر تنافسية في السوق الوطنية التي تشهد منافسة قوية من المنتوجات التركية والصينية والأوروبية المستوردة، مشيرا إلى أن تطوير النشاط ستسمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليص من الاستيراد من جهة، وتطوير الاقتصاد الوطني وترقية الصادرات خارج المحروقات من جهة أخرى. وذكر بالمناسبة بأن صادرات الجزائر الصناعية بلغت 3 ملايير دولار خلال سنة 2018، مسجلة ارتفاعا طفيفا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث لم تكن حسبه تتجاوز 1 مليار دولار، فيما يتوقع أن تعرف زيادة خلال سنة 2019 مع دخول عدة مشاريع استثمارية حيز الإنتاج والتصدير. كما ذكر ممثل الحكومة، بأن حجم الاستثمارات عرف زيادة خلال سنة 2018 من خلال تسجيل 4125 مشروعا بقيمة مالية قدرت ب1600 مليار دينار، مكن من توفير 143 منصب شغل، مؤكدا أن 60 بالمائة من هذه الاستثمارات كانت في قطاع الصناعة الذي نال حصة الأسد ب2300 مشروع بلغت قيمتها المالية 1039 مليار دينار وسمحت بخلق 92 ألف منصب شغل. ويعرف الصالون الدولي للنسيج، الملابس، الجلود، والمعدات، مشاركة 110 عارضين جزائريين وأجانب، منهم 70 مؤسسة أجنبية من أسيا، أوروبا وإفريقيا و40 مؤسسة جزائرية. كما أشرف السيد يوسفي، بالمناسبة على تدشين الطبعة الأولى للصالون الدولي للحجر الطبيعي، الخزف، الرخام، والمعدات الذي بجانب صالون النسيج على مدار ثلاثة أيام، حيث أكد أن الجزائر ستنطلق في إنتاج الرخام خلال السنة الجارية، مضيفا أن الوقت حان للتقليل من فاتورة الاستيراد. وتعرف هاتين التظاهرتين تنظيم عدة ندوات ومحاضرات على الهامش من تنشيط مختصين ومهنيين في مجال النسيج، الجلود، والألبسة وكذا في مجال الخزف، الرخام والحجر الطبيعي تهدف خصوصا إلى الخروج بإستراتيجية واضحة، يمكن الاعتماد عليها في تطوير هذه الصناعات ببلادنا للتقليل من فاتورة الاستيراد والتوجه تدريجيا إلى التصدير. وقد تم على هامش الصالونين تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، نظير الجهود التي يقوم بها لتطوير قطاع النسيج لا سيما من خلال التدابير التي اتخذت مؤخرا لإعادة إحياء هذه الصناعة. كما تم أيضا تكريم وزير الصناعة السيد يوسف يوسفي، عرفانا لطريقة تعامله مع المنتجين في الميدان.