رضخ الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أخيرا لضغوط نواب مجلس الشيوخ، وقبل بوضع حد لحالة الإغلاق الإداري الأطول في تاريخ الولاياتالمتحدة، والتي شلت بسببها الإدارات العمومية الفدرالية لأكثر من شهر كامل. ووقع الرئيس ترامب، على قانون يسمح بتمويل جزء من المصالح الفدرالية الى غاية منتصف شهر فيفري القادم، ضمن خطوة لإنهاء حالة الانسداد التي عرفتها الولاياتالمتحدة وحرمت ملايين الموظفين من تلقي رواتبهم الشهرية بسبب عدم توقيعه على قانون المالية للعام الجاري، والذي عادة ما يتم نهاية شهر ديسمبر من كل عام. وفشل الرئيس الأمريكي في إحكام قبضته مع نواب الحزب الديمقراطي ونواب من حزبه الجمهوري بعد أن حاول مساومتهم بالتوقيع على قانون المالية الفيدرالي مقابل حصوله على الضوء الأخضر لتمويل مشروعه إقامة جدار إسمنتي عازل مع دولة المكسيك بقيمة 5,8 مليار دولار مبلغ اعتبره النواب الأمريكيون بالخيالي، ورفضوا إقراره كون الفكرة غير أخلاقية وتمس بصورة الولاياتالمتحدة في العالم كدولة للحريات وحرية التنقل. وقبل الرئيس ترامب، بفكرة إنهاء حالة الانسداد في قانون المالية والتوقيع عليه على أن يتم بعدها التفاوض حول فكرة الجدار الحدودي الذي يريد إقامته على طول الحدود المكسيكية بمبرر التحكم في تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من مختلف بلدان أمريكا اللاتينية عبر الأراضي المكسيكية. وحاول ترامب، الظهور بمظهر المنتصر عندما حاول إيهام الرأي العام الأمريكي بأنه خرج منتصرا من قبضته حتى مع نواب حزبه وقال في تغريدة على موقع «تويتر» إنني جد فخور لأن أعلن التوصل الى اتفاق لحالة الإغلاق الجزئي في مختلف المصالح الفيدرالية الى غاية 15 فيفري القادم، وهو ما يعني تلقي حوالي 800 ألف موظف رواتبهم بعد تأخير فاق شهرا كاملا. وصادق الكونغرس في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، على هذا التفاهم بإجماع نوابه واضعين بذلك حدا لحالة احتقان لم يسبق للولايات المتحدة أن شهدتها وجعلت شوك شومر، رئيس الأقلية النيابية يؤكد بلغة المنتصر في مجلس الشيوخ يقول نأمل في يكون الرئيس قد حفظ الدرس»، بينما تأسفت نانسي بيلوسي، رئيسة الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب على كل التأخير الذي تسبب فيه الرئيس ترامب، قبل قبوله التوقيع على جزء من قانون المالية الفدرالي. ولكن الرئيس ترامب، احتفظ لنفسه بحق شل كل الإدارات الفدرالية بداية من منتصف الشهر القادم، في حال تعذّر التوصل الى إجماع بخصوص الجدار الحدودي مع دولة المكسيك واللجوء الى إعلان حالة الطوارئ التي تمكنه من اتخاذ قرارات استثنائية والاستغناء حتى عن الكونغرس وإقرار فكرته لإقامة هذا الجدار وصرف الأموال الضخمة من الخزينة الفدرالية والتي يتطلبها إتمام هذا المشروع الضخم.