أكد وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد، أمس، أن تلاميذ القسم النهائي الأربعة الذين أقدموا في الأيام القليلة الماضية على وضع العلم الفرنسي مكان النشيد الوطني المعلق بثانوية عقبة بن نافع بباب الوادي بالعاصمة سيتم فصلهم نهائيا عن الدراسة وسيتابعون قضائيا نتيجة اساءتهم للرموز الوطنية. وأوضح السيد بن بوزيد على هامش تقديم درس افتتاحي حول الوضع في غزة ايذانا بانطلاق الثلاثي الدراسي الثالث بقصر الثقافة، أن الوصاية لن تتسامح مع مثل هذه السلوكات غير اللائقة وأن مصير الطلبة الأربعة هو الفصل عن الدراسة بسبب المساس بالنشيد الوطني ونزعه من مكانه وتعويضه بالعلم الفرنسي وكتابة عبارة "تحيا فرنسا"حيث لم يسبق وأن سجل تصرف مماثل في المؤسسات التربوية. وشدد بن بوزيد على أن هذا التصرف بعيد عن أخلاقيات المدرسة الجزائرية خاصة انه صادر عن طلبة في الثانوي" في الوقت الذي غادر فيه طلبة في سنهم مقاعد الدراسة أثناء الثورة والتحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني من اجل الحرية والدفاع عن الوطن ورموزه ونيل الاستقلال الذي ينعم به جيل اليوم" . وأشار بن بوزيد إلى أن الطلبة أقدموا منذ أربعة أو خمسة أيام خلال متابعتهم لدروس الدعم خلال العطلة الشتوية على نزع النشيد الوطني الذي كان معلقا على لافتة على جدار الثانوية، معتبرا ذلك إهانة لمن ضحوا من اجل أن يحيا الوطن وهي اهانة يعاقب عليها القانون. وتأتي هذه التصرفات في وقت شددت فيه الوزارة على ضرورة تحية تلاميذ كل الأطوار التعليمية للعلم الوطني بداية كل يوم دراسي وذلك في إطار غرس الحس والروح الوطنيين. وشرعت وزارة التربية الوطنية في تطبيق ذلك منذ سنتين لدعم الحس الوطني لدى المتمدرسين وأحالت المتسببين في الخطأ الذي طال النشيد الوطني خلال العام المنصرم في مقطع ''يا فرنسا'' بكتب التربية المدنية للطور الخامس ابتدائي على العدالة ليتم تبرئتهم بعد ذلك من قبل المحكمة، على اعتبار أن النية لم تكن البتر وإنما نتجت عن نقل حرفي للنشيد من كتب قديمة كانت معتمدة في السابق من قبل الوزارة. وألزمت الوصاية المدارس بترديد النشيد الوطني يوميا مع رفع العلم في كل المدارس صباحا ومساء وأمرت كذلك كافة المدارس الخاصة بتلقين التلاميذ النشيد الوطني والتدريس باللغة العربية لتزويدهم بالحس الوطني مع تزويد كل قسم تربوي ايضا بعلم وطني يوضع في الزاوية الأمامية للقاعة الدراسية على مدار أيام السنة. كما تعمل دور الحصانة على تحفيظ النشيد الوطني للأطفال خاصة للأقسام التحضيرية بالإضافة إلى عدة أناشيد أخرى مرتبطة بمواضيع وطنية تثير اهتمام الأطفال مع استحداث جائزة خاصة بأحسن قسم يؤدي النشيد الوطني أثناء رفع العلم على مستوى كل مؤسسة تربوية. وفي هذا الإطار؛ أكد التعديل الجزئي للدستور انه لا يحق لأي أحد التشكيك في رموز الدولة التي هي رصيد تتقاسمه الأجيال ومكاسب الثورة المتمثلة في العلم الوطني والنشيد الوطني بحيث أنهما "غير قابلين للتغيير ولا يحق بحكم ذلك لأي كان إدخال التغيير عليه أو تسخيره وفق أهوائه أو التشكيك فيه" .