كشف الدكتور مصطفى حتي، الباحث في الطاقات المتجددة وحامل مشروع «تيبازة مدينة ذكية»، عن الشروع في أولى التجارب الخاصة بالحافلة الذكية خلال الأسابيع المقبلة، حيث سيتم في مرحلة أولى ربط حافلات الطلبة بتطبيق على الأنترنت عبر شريحة إلكترونية، وهو ما سيسمح للطلبة بمعرفة مواعيد الحافلات والاطلاع على أي تغيير أو تأخر، وأشار إلى تعميم هذه التجربة على حافلات النقل الحضري في مرحلة ثانية. وتمثل هذه التجربة إحدى ملامح المشروع الذي تم في أكتوبر 2017، التوقيع على بروتوكول بشأنه بين ممثلين عن الجامعة وممثلين عن الإدارة المحلية وكذا مقاولين، كما أوضح الدكتور حتي، في تصريح ل»المساء» على هامش صالون الكهرباء والطاقات المتجددة الذي نظم بين 10 و13 فيفري الجاري. حيث يسعى المشروع كمال قال إلى إدخال مدينة تيبازة في عصر الرقمنة، وجعلها «مدينة ذكية» أو «سمارت سيتي» المفهوم الذي اتسعت في السنوات الأخيرة رقعة استخدامه ليشكل اتجاها مستقبليا ورؤية جديدة لمفهوم «المدينة». أمر دفع ممثلين عن المجتمع المدني في مدينة تيبازة، للتحرك ومحاولة نقل مدينتهم إلى المستقبل عبر استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال «كما هو موجود في العالم» يقول محدثنا موضحا أن المبادرين بهذا المشروع هم «إطارات من المجتمع المدني» يمثلون الجامعة والإدارة ورجال الأعمال. هي إذا أطراف ثلاثة التقت في أكتوبر 2017، على هامش تنظيم ملتقى دولي حول إدماج الذكاء الصناعي في الطاقات المتجددة بالمدرسة العليا للتجارة في القليعة، من أجل وضع أرضية تعاون وتشارك تسمح بإنجاز مبادرات متعددة في مجالات مختلفة في اتجاه إنشاء هذه المدينة الذكية، التي تهدف خصوصا كما قال الخبير إلى «تحسين مستوى معيشة المواطنين» وذلك بربط الخدمات المحلية بالوسائل التكنولوجية. لكن الدكتور حتي، يعترف بأن الأمر ليس بهذه السهولة ويقول في هذا الصدد «بعد إمضاء البروتوكول وجدنا أنفسنا أمام عدة أسئلة حول كيفية إنجاز المشروع، وهو ما دفعنا إلى تنظيم سلسلة محاضرات جلبنا فيها خبراء دوليين من أوروبا والولايات المتحدة مختصين في المدن الذكية، لتمكيننا من وضع خارطة طريق لإتمام المشروع». في نفس الوقت بدأ الاهتمام ينمو بهذه المبادرة بالتحاق مؤسسات ناشئة ومقاولين يعملون في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وذلك لتقديم مشاريعهم واقتراحاتهم. وأولى المبادرات التي سيتم تجسيدها تجهيز الحافلات الحضرية بشرائح تسمح للزبون بالاطلاع على توقيت الحافلة عبر هاتفه النقال، أمر يراد منه «زرع الثقة في الخدمات العمومية من جهة وفي التكنولوجيا من جهة أخرى». ويرغب أصحاب المبادرة في توسيع ذلك إلى خدمات أخرى لاسيما التحكم في تسيير جمع القمامة وكذا صيانة الطرقات. ويتم التعويل على جلب عدد أكبر من رجال الأعمال والمقاولين لاسيما في مجالي السياحة والفلاحة الذين تشتهر بهما الولاية لتمويل هذه المبادرات، بالتعاون مع السلطات المحلية التي تعد طرفا فاعلا في المشروع. وحسب السيد حتي، فإن أولى ملامح المشروع ستبرز في السنوات الثلاث المقبلة، خاصة وأن الجامعة تعمل في هذا الاتجاه من خلال توجيه كل مشاريع التخرج إلى مواضيع ذات علاقة بالمدينة الذكية. وجاءت المشاركة في صالون الكهرباء والطاقات المتجددة من جهة للتعريف بالمشروع واستقطاب المهتمين بالمشاركة فيه من جهة أخرى، مثلما حدث مع مبادرة التطبيق الخاص بالحافلات والذي كان اقتراحا تم عرضه في الطبعة السابقة للصالون. ويتم السعي خصوصا للقاء الخبراء في مجال الكهرباء الذكية، وذلك في سبيل إيجاد تطبيقات تسمح بالتسيير الذكي لتوزيع واستهلاك الكهرباء بالمدينة.