أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أول أمس، أن ما تحقق من إنجازات يتطلب الاستمرارية، وأن الفنانين الذين سارعوا لدعم ترشح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، كانوا مقتنعين بالإنجازات التي حُققت خلال عهدات الرئيس، مؤكدا أنه لم يتم فرض أي شيء على الفنانين لدعم الرئيس. كما لم يتم منع أيّ فنان من معارضته؛ كوننا في دولة ديمقراطية، داعيا إلى الاستمرارية التي ستكون بمثابة تكملة للإنجازات والمشاريع الكبرى التي تعرفها الجزائر في مختلف القطاعات بما فيها قطاع الثقافة. حسب ميهوبي الذي نزل ضيفا سهرة أول أمس على وهران للإشراف على أول حفل لفرقة الأوركسترا السيمفونية بمناسبة الاحتفالات المخلدة ليوم الشهيد، فإن "اليوم الوطني للشهيد لحظة تدعونا لاستحضار ملحمة الشعب الجزائري من أجل الاستقلال والحرية وبناء دولة الاستقلال التي ننعم فيها اليوم، والتي تحقق فيها الكثير للشعب، ويمكننا اليوم أن نحصي مئات المنجزات التي تحققت في كل المجالات، والرئيس عبد العزيز بوتفليقة قدّم الكثير للثقافة وللفنانين. ويمكن القول إنّه خلال السنوات الأخيرة، تم منح أوسمة الاستحقاق لعدد كبير من الشخصيات الوطنية كان أغلبهم فنانين، كما أن الرئيس يرعى الفنانين اجتماعيا وصحيا، ويثق في أن الفن الجزائري يعبّر فعليا عن هوية ووجدان الجزائريين، وبالتالي نجد أن دعم الفنانين الاستمرارية أمر طبيعي لمواصلة الإصلاحات والتنمية في جميع الميادين أمام الإنجازات التي لا يمكن أن تُحصى، خاصة في قطاع الثقافة، الذي نال حظه ضمن برنامج رئيس الجمهورية". وأضاف ميهوبي: "نحن لا نلزم أحدا باتخاذ موقف المساندة، لكننا نقول إنّ حقيقة الإنجازات تتحدث عن نفسها". وأكد ميهوبي أن الساحة الفنية بوهران ومعها الساحة الثقافية بالجزائر، تتعزّز بوجود فرقة الأوركسترا المشكّلة من عازفين محترفين وطلبة سيقودون الفرقة نحو مسار موسيقيّ ناجح، مشيرا إلى أن ظهور الفرقة جاء نتيجة جهود كبيرة طيلة سنة. وأعلن الوزير عن أن الفرقة ستقدّم عرضا كل شهر للجمهور بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة"، كما ستقدم عرضا بعد شهرين بأوبرا الجزائر، إلى جانب مشاركتها في التظاهرات الدولية والعربية، مضيفا أنّ بداية نشاط الفرقة مكسب كبير للجزائر ولموسيقاها. وردّا على سؤال ل "المساء" حول مشروع دار للأوبرا بوهران، أكد وزير الثقافة أن الملف جاهز بعد أن تمّ اقتراحه من طرف ولاية وهران، غير أنّه جُمد في الوقت الحالي بسبب الأزمة المالية، مضيفا أن ما تملكه وهران من منشآت وهياكل ثقافية وقاعات، يمكّنها من احتضان كبريات التظاهرات الثقافية. في سياق متّصل، أحيت الفرقة السيمفونية لوهران سهرة الإثنين، أول حفل رسمي لها بعد سنة من التحضيرات في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى يوم الشهيد، وهو الحفل الذي أشرف على افتتاحه وزير الثقافة ميهوبي، وشهد حضورا جماهيريا كبيرا بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بقيادة قائد الجوق أمين قويدر. وضمّت الفرقة 40 عازفا محترفا من مختلف ولايات الغرب، وتمكنت في أول حفل لها من إبهار الجمهور الكبير الذي حضر الحفل، فقدّمت مقطوعات من الأناشيد الوطنية على رأسها النشيد الوطني و«من جبالنا" و«عليك مني سلام"، كما قدّمت مقطوعات من الموسيقى والتراث الجزائري الذي امتزج بين الوهراني والقبائلي والشاوي والطابع الصحراوي، ولم تخلُ السهرة من مقطوعات للموسيقى العالمية.