* email * facebook * twitter * google+ أكد غسان سلامة، مبعوث الأممالمتحدة الخاص الى ليبيا أمس، أن عقد المؤتمر الوطني الليبي سيلتئم خلال الأيام القليلة القادمة، وأنه سيعلن عن موعد الرسمي بمجرد الانتهاء من وضع آخر الترتيبات اللوجيستية اللازمة لإنجاح هذا الموعد الهام في مسار المساعي المبذولة لإنهاء الأزمة الليبية. وكشف الدبلوماسي الأممي، أن المؤتمر سيتبنّى نتائج اللقاءات التي تم اعتمادها سواء خلال اجتماعات الفرقاء الليبيين على مستوى مجلس النواب أو مجلس الدولة، بالإضافة إلى التفاهمات التي تم اعتمادها خلال لقاءات أبو ظبي وباريس وباليرمو والتي سيتم إضافتها جميعا إلى نتائج خطة العمل الأممية، والتي سيعتمدها المؤتمر كمخرجات لإنهاء حالة الانسداد التي حالت بعد ثماني سنوات من الحرب دون التوصل إلى تسوية نهائية لأزمة طالت. وأضاف غسان سلامة، أن المؤتمر سيلم شمل "23 فئة من مكونات المجتمع الليبي تضم أعيان المدن وشيوخ القبائل وقادة الأحزاب ورؤساء الجامعات والنقابات، إلى جانب ممثلين عن البلديات ومجلسي النواب والدولة، وكل شرائح المجتمع السياسية والأقليات العرقية. ورغم أن الفئات المدعوة لحضور فعاليات المؤتمر كانت واسعة إلا أن ذلك لم يمنع المبعوث الأممي الخاص من تقديم اعتذاره المسبق لكل الفئات التي قال إنه لم يتمكن من توجيه الدعوة لهم للمشاركة في هذا الموعد بقناعة أنني لا أستطيع جمع 6 ملايين ليبي في مكان واحد"، وأنه لا يمكن إرضاء الجميع وسنعمل على استخلاص رأي الأغلبية على اعتبار أن هذا هو الهدف النهائي من عقد هذا الملتقى، وأكد سلامة، أنه سيحدد المدينة الليبية التي ستحتضن أشغال المؤتمر خلال الأيام القادمة، من بين 14 مدينة ليبية تمت دراسة الأوضاع فيها وماذا كان بالإمكان اختيارها لالتئام الملتقى. وجاءت تأكيدات غسان سلامة، بعد تصريحات رئيس الحكومة الإيطالي جوزيبي كونتي، الذي أكد أن بلاده تقوم بتحضيرات مكثفة من أجل وضع آخر الترتيبات العملية لعقد الملتقى الوطني الجامع بين الأطراف الفاعلة في ليبيا نهاية الشهر الجاري. واعتبر رئيس الحكومة الإيطالي، أن المؤتمر الوطني الليبي الذي يتم التحضير لعقده بتنسيق مع الأممالمتحدة يشكل خطوة أساسية للوصول إلى حل سياسي في ليبيا. وأجرى كونتي، لأجل ذلك اتصالا هاتفيا مطولا مع غسان سلامة، الذي أطلعه على آخر التطورات السياسية وما تم التوصل إليه خلال المحادثات التي أجراها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج والمشير خليفة حفتر بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي. وشدد كونتي، القول على أن المؤتمر الذي ستحتضنه ليبيا سيشكل "ضغطا" على الأطراف الليبية على عكس مؤتمر باليرمو، الذي دعت إليه السلطات الإيطالية شهر نوفمبر من العام الماضي حول ليبيا. وبالموازاة مع الجهود الدولية والجهوية، كشف فايز السراج، أمس، عن تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل نهاية العام الجاري بعد أن كانت الأممالمتحدة تعتزم تنظيم هذه الانتخابات في العاشر من ديسمبر من العام الماضي، وذلك تنفيذا لمخرجات ندوة باريس حول ليبيا ربيع العام الماضي، ولكنها أجهضت في آخر لحظة في سياق تحركات إيطالية رافضة لأي دور فرنسي في مستعمرتها السابقة. يذكر أن نقيضي المعادلة السياسية الليبية فايز السراج، والمشير خليفة حفتر، التقيا الأسبوع الماضي، بالعاصمة الإماراتية، أكدا بعدها أنهما اتفقا على إجراء الانتخابات بحلول نهاية العام الجاري. وقال السراج، إن لقاءه مع حفتر كان من أجل "حقن الدماء والوصول إلى صيغة تجنب ليبيا التصعيد العسكري، ولكنه لم يشر إلى طبيعة التفاهمات التي تمت بينهما وخاصة ما تعلق بمكانته في هرم السلطة الليبية المستقبلية وخاصة رغبته في تولي منصب وزير الدفاع، وشكل ذلك نقطة خلاف جوهرية بين الرجلين أجلت كل مسعى لإنهاء المأساة الليبية.