* email * facebook * twitter * google+ تنظم شعبة الإعلام والاتصال قسم العلوم الإنسانية، كلية العلوم الإنسانية لجامعة البليدة يومي 15 و16 أفريل المقبل، المؤتمر الدولي حول "دور الاتصال في ضمان الجودة الشاملة بمؤسسات التعليم العالي". تعيش مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي حالة من التخبّط تضعها باستمرار إما خارج التصنيف العالمي أو في مراتب متأخرة من حيث جودة التعليم، ولا يوجد استثناء يذكر في هذا السياق. ويرتبط هذا التأخر قياسا بتصنيف الجامعات العالمية الأخرى بعوامل عديدة، منها على وجه التحديد، قصور طرق الإدارة، وغياب رؤية واضحة يمكنها أن تترجَم إلى خطط وإجراءات عملية لتحقيق أهداف مسطرة ضمن استراتيجية متكاملة، تستوعب طموحات وتطلعات النهوض بهذا الحقل وتطويره بما يتوافق ومستوى الجامعات الرائدة في هذا المجال. وقد بدأت بعض المؤسسات الجامعية وعيا منها بضرورة تحسين الميزة التنافسية، البحث عن تطوير مستوى الأداء بالرجوع إلى طرق وأساليب مستحدثة في الإدارة، منها مبادئ الجودة الشاملة كفكر وفلسفة ونظام، للارتقاء بالأداء وزيادة الفاعلية التنظيمية، بعد أن حظيت باهتمام واسع النطاق على المستوى العالمي، وأصبح إدراج أقسام أو مصالح خاصة بإدارة الجودة الشاملة، يدخل ضمن الثقافة المؤسسية المعاصرة. وغدت جودة التعليم العالي مطلبا علميا وتحديا يستنفر الجهود الجماعية لمختلف الأطراف الفاعلة في قطاع الممارسة؛ نظرا للعلاقة المباشرة بين جودة التعليم ونمو المجتمع من جهة؛ لدوره الأساس في تطور المجتمع والنهوض به نحو الأفضل لمواكبة الحاجات المتجددة وإعداد القيادات للمستقبل في مختلف الحقول بصفة عامة، وعلاقته بالنمو الاقتصادي من جهة ثانية، كمجال يستدعي تبني وتطبيق برامج شاملة للتطوير والتحديث لمواكبة متطلبات السوق ومواجهة المنافسة. وكغيرها من المنظمات، شهدت مؤسسات التعليم العالي محاولات تطوير من خلال تبنّي جملة من الإصلاحات؛ تماشيا ومتطلبات التنمية، كاعتمادها نظام LMD منذ سنة 2004 2005 المبني على فلسفة التقويم المستمر والجودة والحركة والشهادات ذات المقروئية الجلية والمعترف بها عالميا، مما استلزم تجنيد كفاءات ذات خبرة مهنية، تؤسس ثقافة الجودة في الممارسة التعليمية، إلا أن تطبيقها في مجال التكوين في الجزائر، شهد درجات متفاوتة في الإرساء؛ لعدم الدراية الكافية بالنظام وارتباطه بعامل الزمن، إضافة إلى مجموعة من العوائق المتعلقة بالبيئة الخارجية والداخلية لمؤسسات التعليم العالي. ونظرا لأهمية العلاقة الوثيقة بين الاتصال وتحقيق الجودة بوصفهما بعدين يرتبطان بترشيد التنظيم وفعالية التسيير في المؤسسة، لا يمكن تصور تنظيم بدون اتصالات، ومن هنا تبرز أهمية الاتصال في إدارة الجودة؛ بوصفه عاملا استراتيجيا في كافة مراحل الإدارة. وضمن هذا الإطار يأتي الملتقى ليسلط الضوء على دور الاتصال في ضمان الجودة الشاملة بمؤسسات التعليم العالي. ويهدف الملتقى إلى معرفة دوافع مؤسسات التعليم العالي لإقرانها نظام الجودة بالاتصال كأحد شروط الإرساء والتحسين المستمر، ومعرفة واقع الاهتمام بتطبيق الجودة الشاملة في المؤسسات الجزائرية، وتبنّيها الاتصال التنظيمي كسلوك إداري، بالإضافة إلى رصد مؤشرات الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي، والتعرف على تجارب بعض الدول في مجال تطبيق نظام الجودة الشاملة في التعليم العالي، والكشف عن سبل إعادة ضبط العمليات التعليمية، والتحكم في نوعية مسارات التكوين والبرامج الجديدة وأساليب التدريس والتقويم في الجامعات الجزائرية. وتناقَش إشكالية الملتقى من خلال عدد من المحاور، أهمها "الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي"، و«أهمية الاتصال في ترسيخ ثقافة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي"، و«الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتحقيق جودة التعليم العالي" و«تجارب مؤسسات التعليم العالي في تبنّي الاتصال كعامل استراتيجي لتطبيق نظام الجودة الشاملة".