* email * facebook * twitter * google+ خرج عشرات الآلاف من الجزائريين أمس، للجمعة الرابعة على التوالي، في مسيرات سلمية حاشدة جابت أهم الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة والعديد من ولايات الوطن للمطالبة بالتغيير الجذري. وأهم ما ميز مسيرات الأمس التأكيد مجددا على سلميتها ورفع لافتات رفض التدخل الأجنبي في الشأن الجزائري والمطالبة بالتغيير العميق. وقد شرع المواطنون منذ الصباح في الالتحاق بالساحات الكبرى للعاصمة، حيث بدأت أولى التجمعات تتشكل على مستوى ساحتي البريد المركزي وأول ماي، حاملين الأعلام الوطنية ومرددين شعارات تطالب بالتغيير الجذري و"احترام الدستور والالتزام بنصوصه"، مثل "لا للالتفاف على مطالب الشعب"، و"رفض أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي الجزائري". وانطلقت المسيرات بعد الظهر وسط تعزيزات أمنية مكثفة لتجوب مختلف شوارع مدينة الجزائر، على غرار ساحة أول ماي، شارع حسيبة بن بوعلي، ديدوش مراد، ساحة موريس أودان، شارع العقيد عميروش، شارع زيغود يوسف، فضلا عن ساحة البريد المركزي وساحة الشهداء اللتين احتشدت بهما جموع كبيرة من المتظاهرين. من جانبها، عرفت العديد من ولايات الوطن مسيرات سلمية مماثلة، شارك فيها المئات من المواطنين من مختلف الأعمار وفئات المجتمع، لاسيما الشباب منهم، حاملين نفس الشعارات المطالبة بالتغيير وبالديمقراطية ومحاربة الفساد والرشوة وبوجوه جديدة في تسيير شؤون البلاد. بشرق البلاد، تجمع حشد من المواطنين بوسط ساحة الشهداء بقسنطينة، ليجوبوا بعدها شوارع محمد بلوزداد وعبان رمضان، ثم العودة مجددا إلى نقطة الانطلاق، مرددين أناشيد وطنية ومعبرين عن رفضهم للقرارات الرئاسية الأخيرة المتعلقة خصوصا بتأجيل الانتخابات وتنظيم ندوة وطنية جامعة. وبتبسة، نظم مئات المواطنين مسيرة سلمية عبر الشوارع الرئيسية لوسط المدينة، حاملين الأعلام الوطنية ولافتات تحمل عبارات "لا للتأجيل" و"نعم للعدالة والتغيير" وتطالب بالتغيير والإصلاحات. نفس المشاهد عاشتها ولايات أخرى، على غرار ميلة، قالمة، خنشلة، عنابة، سكيكدة وسطيف، التي سار بها آلاف المواطنين عبر الشوارع الرئيسية لعواصم هذه الولايات وطالبوا ب"دولة القانون" و"الإصلاحات السياسية". نفس المطالب رفعها المتظاهرون بأم البواقي، الطارف، سوق أهراس، برج بوعريريج، المسيلة وباتنة. ولايات وسط البلاد عاشت هي أيضا مسيرات مماثلة مثل تيزي وزو، البويرة، بجاية، البليدة، عين الدفلى، بومرداس، المدية وتيبازة، طالب خلالها المتظاهرون بتغيير النظام ورددوا هتافات تدعو إلى "تكريس سيادة الشعب". كما خرج آلاف المواطنين بمختلف ولايات غرب الوطن إلى الشوارع للمطالبة باحترام الدستور والعهدات الرئاسية مثلما كان عليه الشأن بوهران، التي شهدت شوارعها الكبرى توافدا كبيرا للمواطنين في مسيرات سلمية حملت المطالب ذاتها. وقد تجمع المتظاهرون بمفترق الطرق لجسر "أحمد زبانة" وكذا بساحة "أول نوفمبر" قبل المضي نحو نهج جيش التحرير الوطني (الواجهة البحرية) مرورا بشارعي الأمير عبد القادر ومعطى محمد الحبيب. ورفعت مسيرات ولايات سعيدة، تيارت، سيدي بلعباس، مستغانم ومعسكر عنوانها الأبرز "التغيير" و"رفض تأجيل الانتخابات". وبجنوب الوطن، عرفت المسيرات مشاركة أعداد كبيرة من المواطنين مقارنة بالمسيرات الثلاث السابقة، حيث خرج المواطنون من كل فئات المجتمع مطالبين ب"التغيير السياسي العميق". وهو نفس المشهد الذي عاشته الولايات الجنوبية الكبرى على غرار ورقلة، الوادي، تندوف، الأغواط، غرداية وأدرار، حيث عبر المواطنون عن رفضهم لكل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر. يذكر أن رئيس الجمهورية كان قد وجه الاثنين الماضي رسالة إلى الأمة تضمنت العديد من القرارات من بينها تأجيل الانتخابات الرئاسية، عدم ترشحه لعهدة جديدة وتنظيم ندوة وطنية جامعة تكون مفتوحة لمختلف فعاليات وكفاءات المجتمع.