* email * facebook * twitter * google+ بالرغم من تسجيل مشاريع هامة تربط بين الجزائرونيجيريا في مجال البنى التحتية، وعلى رأسها الطريق العابر للصحراء وأنبوب الغاز وخط الألياف البصرية، وكلها مشاريع ضخمة وهامة للقارة بأكملها وليس للبلدين فقط، فإن مبادلاتهما التجارية مازالت جد ضعيفة ولا تعكس حجم السوقين ولا الإمكانيات الاقتصادية الهامة التي يملكانها. هذا الواقع تم التطرق إليه أمس، بين متعاملين جزائريين ومسؤولين نيجيريين، خلال يوم إعلامي نظمته الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بالعاصمة. وقد أظهرت الأرقام التي قدمها بالمناسبة رئيس غرفة التجارة والصناعة لتيبازة «شنوة» معمر جلال سراندي خلال افتتاحه اللقاء، أن صادرت الجزائر نحو نيجيريا انتقلت من 325 ألف دولار في 2017 إلى 541 ألف دولار في 2018، فيما تراجعت وارداتها من 1.9 مليون دولار في 2017 إلى 700 ألف دولار في 2018. حجم ضئيل وبعيد جدا عن «الفرص الهائلة» التي يمتلكها البلدان في قطاعات مختلفة، مع العلم أن نيجيريا تمثل نصف سوق غرب إفريقيا ب200 مليون نسمة من ضمن 400 مليون نسمة يعيشون في هذه المنطقة. أمر يدعو إلى التساؤل حول سبب غياب علاقات تجارية بين الجزائرونيجيريا، رغم القرب الجغرافي بينهما. سؤال طرحناه على السيد عبد الرحمان مصعب مسير مجمع «مصعب» الذي يعمل منذ عشرات السنين في المنطقة الحدودية بين النيجرونيجيريا ويقوم بتوزيع عدة منتجات جزائرية هناك. وردا على ذلك، قال المتعامل الذي قدم عرضا عن فرص الاستثمار بنيجيريا، إن المشكل «تاريخي» بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن الجزائر فضلت إلى غاية الآن التوجه نحو أسواق البلدان الإفريقية الفرانكفونية، وغفلت عن البلدان الناطقة بالانجليزية رغم أهميتها، مثل نيجيريا وغانا، لذا شدد المتحدث على ضرورة إعادة توجيه البوصلة نحو هذه البلدان واستغلال الفرص الهائلة التي تتوفر بها «قبل فوات الأوان». وقال في هذا الصدد خلال تصريحات صحفية أدلى بها على هامش اللقاء إنه على «الجزائر أن تتحرك الآن لإقامة علاقات تجارية واقتصادية مع هذه البلدان وتأخذ حصصا في سوقها، طالما أن الأمر ممكن». وأكد على «شراسة» المنافسة في السوق النيجيرية، لاسيما من طرف المتعاملين الصينيين والأتراك والهنود، معبرا عن استغرابه لقدوم هؤلاء بقوة إلى نيجيريا البعيدة عنهم، في حين لا تستغل الجزائر قربها الجغرافي لتوزيع منتجاتها بها. وقال «إن نقل السلع من هذه البلدان إلى نيجيريا قد يستغرق شهرا أو شهرين، في حين نحن لا يستغرق الأمر بالنسبة لنا سوى 15 يوما». ولذا شدد على ضرورة تغيير هذا الواقع من خلال «فتح الحدود» «وتشجيع التجارة بين البلدين» وكذا «تطوير البنى التحتية واللوجيستية»، مستعرضا الفرص الهامة التي يمكن استغلالها ولاسيما في الصناعات الصيدلانية والصناعات الغذائية ومواد البناء والطاقة. كما طالب المتعاملين الجزائريين بالعمل بجدية لاقتحام الأسواق الإفريقية، وذلك بتوفير المنتجات بانتظام وبنوعية جيدة. وسيكون هؤلاء على موعد في الأسابيع المقبلة مع معرض مخصص للجزائر، سيتم تنظيمه بنيجريا لأول مرة من أجل عرض القدرات الإنتاجية في عدة قطاعات. وهو ما قد يسمح بتطوير الشراكة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، مستغلين في ذلك الفرص المتوفرة والاتفاقيات التي وقعت بين غرف تجارة البلدين، والزيارات التي قام بها المتعاملون سابقا، مثلما أشار إليه رئيس غرفة التجارة والصناعة «شنوة». وأكد المكلف بالأعمال في سفارة نيجيريابالجزائر مورتالا جيموه أهمية تطوير العلاقات بين البلدين، معتبرا أن ذلك سيؤدي حتما إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي الإفريقي. وقدم مدير اللجنة الوطنية لترقية الاستثمارات النيجيرية إيمانويل اديشيرا أيوجي من جانبه عرضا مفصلا حول مناخ الاستثمار ببلده، ومختلف المزايا التي تقدمها اللجنة للمستثمرين الأجانب، مشيرا إلى الفرص الهامة التي يمكن للمتعاملين الجزائريين استغلالها، خاصة في القطاع الفلاحي، مذكرا في السياق أن نيجيريا على سبيل المثال - تعد المنتج ال14 عالميا والثاني إفريقيا للطماطم، لكن كميات هامة منها تذهب هباء، في غياب الصناعات التحويلية، كما تحدث عن حاجيات استثمارية في مجال صناعة الحليب ومشتقاته، بالنظر إلى القدرات الإنتاجية التي تملكها نيجيريا في مجال إنتاج الحليب. وأبدى متعاملون اهتمامهم بولوج السوق النيجيرية في مجالات مختلفة، مستغلين فرصة تنظيم هذا اللقاء للاستفسار حول مسائل مختلفة، كان على رأسها الرسوم الواجب دفعها، والتي تظل هاجسا لديهم في غياب اتفاقيات تجارية تفاضلية بين البلدين.