"لماذا نحاربهم؟"، سؤال لو كانت مساحة أفواهنا وعقولنا بحجم الكرة الأرضية لبقيت عاجزة عن الإجابة عنه، لأنّ المجازر المرتكبة وحدها هي التي تجيب بكلّ الدماء المسفوكة والجثث الشعثاء الغبراء التي بعضها ظاهر ما بين الأنقاض وبعضها تحت الأنقاض، الأطفال المبتسمون للموت بالدم والفزع، المنازل المنهارة على رؤوس أهلها، المساجد المقصوفة والمنسوفة، المدارس المسحوقة والمحروقة، الطائرات التي تضرب العزل والدبابات والصواريخ المتطوّرة وشديدة الانفجار والتدمير، الأشجار والأحجار وحتى الحيوانات، كل هذه الفظائع، وكلّ هذه الجرائم تجيب لماذا نحاربهم، ولماذا نكرههم ونحقد عليهم ونورّث الحقد والكراهية لأبنائنا للانتقام ومحاربة الظلمة المجرمين، والجزّارين السفّاحين الذين يشنّون حربا على النساء والأطفال. لماذا نحاربهم ؟، سؤال جوابه أوسع من الجرح الغائر في أكثر من نصف قرن من النزيف وارتكاب المجازر من دير ياسين إلى مجازر غزة 2008-2009 م.. نكرههم ونحاربهم لأنّهم من مصاصي الدماء، أنيابهم تسيل بدماء أطفالنا وبسموم حقدهم وغدرهم، اللصوص السرّاق، العصابات التي تنشط في قتل الأبرياء وسلب أموالهم وممتلكاتهم وإبادتهم واقتلاع أشجارهم وسحق أحجارهم، العصابات الصهيونية المبنية على الإجرام والمجتمعة على التقتيل البشع دون مبرّر لهذه الجرائم المقترفة في حقّ الأطفال الرضع والمدنيين العزّل من السلاح المحرومين من الدواء والغذاء والماء والكهرباء. الأفّاّقون الكذّابون، الكفرة المجرمون الذين تساندهم قوى الشرّ والعدوان وتبرّر أعمالهم باسم الدفاع عن أطفالهم والعالم يشهد كم من طفل صهيوني قتل بصواريخ القسّام، وكم من طفل عربي في فلسطين في حوش البقر في لبنان بطائرات "أف "16، والقنابل الفسفورية والعنقودية وما تخترعه أدمغة الشرّ والعدوان من أجل التدمير والتقتيل وتجرّبها في أجساد بريئة طريّة مازال حليب أمّهاتها لم يبلغ حلقهم.نحاربكم من أجل قطع الأيدي التي تخنق الأرواح البريئة في المهد، التي تجهض الأمّهات، التي تدمّر المدارس، التي تحرق الأشجار والديار، التي تنسف المساجد بكلّ حقد وقوّة تفتقت بها عقول الإجرام والتقتيل في أمريكا، نقاتلكم لأنّكم سلبتم الأرض وانتهكتم العرض وعثتم في أهلنا وديارنا فسادا، لهذا فقط نكرهكم ونحقد عليكم ونقاتلكم إلى أن يأتي النصر بطردكم من أرضنا وديارنا.