انتشلت مصالح الحماية المدنية يوم الخميس، آخر الجثث من تحت أنقاض مبنى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة التي انهار مقرها بحيدرة عن آخره، حيث انتشل أعوان الإنقاذ ثلاث جثث مشوهة من تحت الأنقاض، من بينها جثتان تم استخراجهما على الساعة 12 والنصف، إحداهما أشلاء"، في حين تم إخراج الجثة الأخيرة على الساعة الثانية والربع بعد الزوال من نفس اليوم. تنقلت "الشروق اليومي" أول أمس، إلى مكان الإنفجار الذي استهدف مبنى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، لمعاينة سير عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث والأشلاء البشرية من تحت الأنقاض، وصلنا إلى هناك في حدود منتصف النهار، المكان يخيم عليه جو من الحزن والكآبة، وزجاج البنايات المحاذية للإنفجار كله محطم، رائحة الغبار في كل مكان ممزوجة برائحة الموت، سيارات الإسعاف والشرطة، وشاحنات مؤسسة أسروت للصيانة والتطهير تغادر المكان محملة بأكوام هائلة من بقايا الملفات والأوراق والتقارير الخاصة بالأمم المتحدة التي أتلفها الإنفجار، تتنقل ذهابا وإيابا، في تلك الآونة شاهدنا عددا من أعوان الأمن وقد تجمعوا ينظرون إلى الأعلى ويشيرون بأصابعهم إلى قمة إحدى الأشجار المحاذية لمبنى المفوضة، إنها قبعة الشرطي الذي كان يقف بجانب مدخل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لحظة وقوع الإنفجار، تطايرت كتطاير أشلائه وعلقت في أعلى قمة الشجرة، علما أن جثة الشرطي تم جمعها أشلاء وقطعا متطايرة. استفسرنا أحد أعوان الأمن عن سير عمليات الإنقاذ، فعلمنا أن ثلاث جثث تحت الأنقاض يجري البحث عنها، في وقت ماتزال عائلات الضحايا متجمعة حول الحاجز الأمني تنتظر أنباء عن أبنائها، وأعينهم تطارد كل من يتخطى الحاجز الأمني من أفراد الحماية المدنية أو من عمال مؤسسة أسروت أو من أفراد الأمن لعله يحمل لهم أنباء عن فلذات أكبادهم، لكن هيهات، فقد علمنا أن الأمل في العثور على أحياء قد تلاشى تماما، وكلما خرجت سيارة الإسعاف ترى نساء ورجالا يبكون ويتعلقون بسيارة الإسعاف التي تنقل جثث أبنائهم وعجائز يندبن حظ أبنائهن وبناتهن اللواتي قادهن القدر إلى هذا المكان، وبين الحين والآخر تسمع عويل إحداهن وقد انفلتت باكية، كان هناك أفراد من عائلة عسلي ...وعائلة بارة...وعائلة خلادي... وغيرها من العائلات. منعنا أعوان الأمن من تخطي الحاجز الأمني الذي تم نصبه على بعد حوالي خمسين مترا من مبنى المفوضية المنهار، اضطررنا إلى البقاء رفقة عائلات الضحايا التي منعت هي الأخرى من الإقتراب من المبنى، لكن منظر الدمار الذي لحق بمبنى المفوضية والفيلات المجاورة، يمكن رؤيته عن بعد. لم يبق من الشرطي إلا قبعته عالقة في قمة شجرة وفي تلك الآونة بلغنا نبأ العثور على جثتين إحداهما أشلاء، كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار والنصف، عندما انتشلت الجثتان، ويتعلق الأمر بكل من "س. حمزة"، "ك. محمد"، بينما بقي البحث متواصلا للعثور على آخر جثة، وهي الضحية "مصطفى بارة" الذي قضى 30 سنة من حياته خدمة في المفوضية، لينتهي به الأمر إلى تحت أنقاض مبنى المفوضية، أخواته ووالدته الطاعنة في السن ينتظرن أمام الحاجز الأمني منذ ثلاثة أيام، لكن جثته لم يعثر عليها، إلا في يوم الخميس، على الساعة الثانية والربع بعد الزوال، وكانت آخر جثة تم استخراجها. "س. حمزة"، "ك. محمد" و"ب. مصطفى"، كانوا معا في قاعة الإجتماعات التابعة لمكتبة المفوضية الأممية للاجئين في الطابق الأرضي من المبنى، يعقدون جلسة عمل عندما باغتهم الإنفجار، حسب بعض الشهادات التي أدلى بها عدد من الناجين ل "الشروق اليومي". وبانتشال هؤلاء انتهت عمليات البحث عن الجثث والأشلاء بعد ثلاثة أيام كاملة من البحث والنبش تحت الأنقاض منذ وقوع التفجيرات يوم الثلاثاء المنصرم، وقد استعملت الحماية المدنية أجهزة تصنت مصغرة لرصد أنفاس الأحياء أو أنينهم تحت الأنقاض من أجل تحديد مواقعهم تحت الردم والوصول إليهم بسرعة ومن ثم إخراجهم، وهي الطريقة التي مكنت أعوان الحماية المدنية من إنقاذ عديد من الأرواح قبل أن يلفظوا أنفاسهم تحت ركام الإسمنت المسلح، كما استعمل أعوان الإنقاذ الكلاب المدربة على حاسة الشم لتحديد مواقع الجثث تحت الردم. ويوجد من بين الضحايا الذين تم انتشال جثثهم المستشار خلادي شقيق مدير الإعلام السابق برئاسة الجمهورية توفيق خلادي. بعدها مباشرة تدخل عمال مؤسسة الصيانة والتطهير "أسروت" بالجرافات لرفع بقايا الإسمنت المسلح وشظايا الحديد المتطايرة وصفائح السيارات المتفجرة والمتفحمة، حيث شرع ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال في استعمال الجرافات بعد أن تأكد انه لم يعد هناك لا أحياء ولا جثث تحت الأنقاض. جميلة بلقاسم الضحايا الذين تم انتشال جثثهم: ح. سامية ب. سعدية ل. محمد س. حمزة ك. محمد ب.مصطفى مصلحة حفظ الجثث لمستشفى بن عكنون: -ح. عبد الرحيم -م. رابح مصلحة حفظ الجثث بالعالية: - ب. مولود -ب. سامية -س. نبيل -ب. اكرون - الزوجة اكرون - ر.جمال -س. عدنان - س. كمال ب. هند - جثتان لم يتم تحديد هويتهما بعد مصلحة حفظ الجثث بشاطوناف : - ت. براهيم -ل. عبد الغاني -د. علي -ب. عبد الرحيم مصلحة حفظ الجثث لمستشفى بئر طرارية: - م. سفيان - ح. خليفة مصلحة حفظ الجثث لمستشفى مصطفى باشا : - م. طاهر - س. كنزة مصلحة حفظ الجثث لمستشفى بني مسوس : - م. رشيد - ع. عز الدين - جثتان لم يتم تحديد هويتهما بعد مصلحة حفظ الجثث للمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة: - س. سعيد. قائمة الضحايا من الرعايا الأجانب المتوفون: - أ. ستيفن: رعية دانماركية مستشار لدى الممثلية الأممية - ن. باباكر: رعية سنيغالية موظف بالممثلية الاممية - ل. جينس: رعية فيلبينية موظفة بالممثلية الاممية - ل. يي: رعية صينية - ضحية من جنسية صينية لم يتم تحديد هويتها بعد. الجرحى - مستشفى مصطفى باشا: 16 شخصا من بينهم 2 من جنسية صينية. - مستشفى بئر طرارية: 4 أشخاص - مستشفى زميرلي: شخص واحد - مستشفى "لي غليسين": 9 أشخاص من بينهم رعية لبنانية موظفة بالممثلية الاممية. - المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة: شخصان