* email * facebook * twitter * google+ تشرع الشركة الجزائرية الايطالية "فيترو بلانت ألجيري" ابتداء من الموسم الفلاحي المقبل، في إنتاج صنفين من الفراولة الجزائرية 100 بالمائة، وذلك بعد نجاح خبرائها في إنتاج شتلات محلية تم تجربتها لدى فلاحين عبر عدد من بلديات ولاية جيجل خلال الموسم الفلاحي الفارط، وأعطت نتائج مشجعة من ناحية النوعية والمردود، فيما يرتقب هذه السنة تسويق 7 ملايين شتلة للفلاحين، ليتم في السنة المقبلة تسويق 30 مليون شتلة والوصول في سنة 2021 إلى تسويق قرابة 50 مليون شتلة، على أن يشرع في تصدير الفائض فور تغطية كل طلبات السوق الوطنية. تحولت استثمارات الفاعلين في القطاع الفلاحي من مجرد إنتاج وتصدير المنتجات الفلاحية، إلى تطوير وعصرنة نشاط انتاج الشتلات تماشيا والإستراتيجية الجديدة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، التي تنوى وقف كل عمليات استيراد البذور والشتلات بعد ثلاث سنوات من الآن، وذلك لضمان الاستقلالية والتحرر من الأسواق الأجنبية تحقيقا للجودة والمردودية في الإنتاج، خاصة أن الشتلات والبذور المستوردة لا تضمن إلا موسمين على أكثر تقدير من الإنتاج. ومن بين الشركات التي تخصصت في هذا المجال مع مطلع سنة 2018،" فيترو بلانت ألجيري" وهي فرع لأكبر متعامل أوروبي متخصص في التكاثر المجهري عن طريق الأنسجة لمختلف أنواع الشتلات، حيث كشف مدير الإدارة والوسائل بهذه الشركة عبد اللطيف بن منصور ل«المساء"، بأن الفلاحين الجزائريين كانوا يتعاملون مع المخبر الايطالي لمدة تزيد عن 12 سنة، ليقوم مجمع "لعشب" باقتراح فتح فرع للمخبر بالجزائر لإنتاج مختلف أنواع الشتلات الخاصة بالأشجار المثمرة والبطاطا لتقريب منتجات المتعامل من الفلاحين الذين تعودوا على منتجاته. وفيما يخص رهانات هذا المخبر، الذي تمكن في وقت قصير من انتاج صنفين جديدين من الفراولة الجزائرية 100 بالمائة، فقد أشار المتحدث إلى أنها تشمل العمل على وقف عمليات الاستيراد مقابل اقتراح منتوج محلي بنوعية جيدة تضمن المردودية في الإنتاج بأسعار أقل، حيث لفت في هذا الصدد إلى أن سعر الشتلة الواحدة المستوردة تصل إلى 1800 دينار، في حين أن نفس النبتة المنتجة محليا لا يتجاوز سعرها ال800 دينار بالإضافة إلى ضمان مرافقة تقنية للفلاحين، من خلال إرسال فريق من المخبريين إلى موقع المستثمرة الفلاحية لإعداد تقرير خبرة على نوعية التربة، ومطالبة الفلاح باستخراج تقرير عن المناخ تسلمه له المصالح الفلاحية، "وعلى ضوء المعطيات يقوم المخبريين بإنتاج شتلات تتماشي وطبيعة التربة والمناخ"، وهي خدمات نوعية يقدمها المخبر لزبائنه لضمان المردودية والنوعية في الإنتاج، من خلال بيع نبتة "حية"، مع العلم أنه عند استيرادها تكون مجمدة ونسبة نجاحها عند زراعتها تكون ضعيفة. تطوير شتلات دقلة نور والأرقان بغرض التصدير وبخصوص الأهداف التي يطمح المخبر إلى تحقيقها كشف مدير الإدارة والوسائل ب«فيترو بلانت ألجيري" أن طاقات الإنتاج تصل إلى 50 مليون شتلة في السنة، مع العلم أنه يتم حاليا إنتاج 6 ملايين شتلة تخص مختلف أنواع الأشجار المثمرة و7 ملايين شتلة تخص فاكهة الفراولة. وأرجع محدثنا سبب التركيز على هذه النبتة إلى ارتفاع الطلب عليها في الفترة الأخيرة، فيما ينتظر أن يتم خلال الأيام المقبلة تسويق كميات كبيرة من شتلات الخرشوف "القرنون" بعد نجاح التجارب التي تمت عبر عدد من ولايات الوطن. وعن واقع استيراد الشتلات في الجزائر أشار بن منصور، إلى أن أنه يتم حاليا جلب 50 مليون شتلة سنويا من مختلف أنواع الأشجار المثمرة، لتلبية طلبات السوق التي تزداد من سنة إلى أخرى بسبب تطور هذا النوع من الزراعات، بالإضافة إلى انتشار منتجات البيوت البلاستيكية (طماطم وخرشوف) وهي الكميات التي يمكن حسبه تلبيتها محليا في مدة لا تزيد عن سنة، بالنظر إلى ارتفاع عدد المتعاملين المحليين في مجال انتاج الشتلات عبر المخابر. من هذا المنطلق، دعا محدثنا السلطات المحلية التعجيل في حظر الاستيراد لحماية المنتوج المحلي وتقليص نفقات الإنتاج بالنسبة للفلاح. أما فيما يخص طريقة العمل التي يتبعها مخبر" فيترو بلانت الجيري"، فقد كشف عدد من المهندسين الفلاحيين والمخبريين الذين إلتقتهم "المساء" أن العمل يتماشى والمعايير العالمية في مجال إنتاج مختلف أنواع الشتلات، ويتم داخل مختلف وحدات المخبر بمرافقة من مخبريين ايطاليين في إطار نقل الخبرة والمعرفة للفريق الجزائري المكون بنسبة 100 بالمائة من خريجي المعاهد والجامعات المتخصصة وكذا عمال من بلدية بني تامو بولاية البليدة. وقرر المخبر الايطالي استغلال فرعه بالجزائر لتطوير عدد من الشتلات المحلية، على غرار نخيل دقلة نور وشجرة الأرقان والبالونيا، بهدف تطوير أصناف جديدة تتماشي والمتغيرات المناخية، وذلك بهدف تصدير منتجات المخبر الجزائري لباقي الدول الإفريقية والعربية تحت علامة "فيترو بلانت" كما قرر مهندسو المخبر، رفع تحدي إنتاج شتلات أشجار الأناناس، بهدف تصديرها مع العلم أن المناخ الجزائري لا يساهم في زراعة الفواكه الاستوائية كما قرروا تطوير تجربة إنتاج شتلات الكيوي، الأفوكادو وكل أنواع الحمضيات والكرز والزيتون والتفاح والأجاص والخوخ والرمان. للإشارة يشغل مخبر "فيترو بلانت ألجيري" المنجز على 4200 هكتار بمنطقة بني تامو 120 عاملا من بينهم إطارات ومهندسون زراعيون وبيولوجيون، فيما يتوقع رفع عدد العمال إلى 200 عامل قبل نهاية السنة الجارية تماشيا وطلبات السوق المحلية.